رمضان شهر كريم، أعز الله شأنه من بين شهور العام، فهو من نعم الله علينا؛ شهر الكرم، فيه الأجر مضاعف والحسنات مضاعفة والثواب كبير، وهو شهر تُجاب فيه الدعوات، وفيه فريضة من أركان الإسلام، وأجَلّه الله بنزول القرآن. "سيدتي" التقت الشيخ عبد المقصود الأزهري، من علماء الأزهر الشريف؛ ليحدثك عن أفضل الأعمال في رمضان.
يقول فضيلته لـ"سيدتي": يهلّ علينا الشهر الكريم بنفحاته الميمونة وجزيل عطاءاته العطرة الطيبة، ومن ثمّ وجب علينا أن نُحسن استقباله، وأن نشحذ الهمم ونرفع درجة الاستعداد القصوى للوصول للتقوى... وهذه أفضل الأعمال التي ينبغي على المسلم الاجتهاد في فعلها في هذه الليالي المباركة، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على أدائها، ومن هذه الأعمال:
- حُسن الصيام
رمضان شهر الصيام، وهو ليس فقط إمساكاً عن طعام وشراب وشهوة فرج، فلابد للمسلم من معايشة الصيام الحقيقي الذي يثمر التقوى، مع الإلمام بفقه الصيام وأحكامه ومبطلاته، ولكي تتحقق التقوى؛ لابد أن يكون الصائم في حالة طهارة نفسية وروحية وتقوى عالية، ورضا من الله عز وجل.
- ختم القرآن
ربط الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بين القرآن الكريم وشهر رمضان المبارك، فيقول تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، ولنا أسوة في رسول الله، فكان جبريل يدارس النبي، صلى الله عليه وسلم، القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليالٍ، وبعضهم في كل سبعٍ، وبعضهم في كل عشرٍ، وما أجمل الجلوس في حلقة فيها تجويد للقرآن، ومشاركة لمن يحسن من الجالسين التأمل في الجوانب اللغوية، والتربوية، والفقهية!
- إفطار الصائمين
من الأعمال البسيطة في تنفيذها والعظيمة في أجرها؛ شراء كرتونة من التمر وتوزيعها على جيرانك أو المارة بالشارع، أو تجهيز بعض الوجبات وتوزيعها، وبهذا تحصل على ثواب عظيم؛ وهو ثواب إفطار الصائم، الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً".
تابعي المزيد: كيف نستقبل رمضان؟
- صلاة التراويح وقيام الليل
صلاة التراويح من شعائر الإسلام العظيمة التي تُؤدّى في شهر رمضان المبارك، وقد أجمع العلماء على أنّها سُنّة مُؤكّدة وله أهمية كبيرة وفضائل عظيمة وكان يحرص عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان، كما أن قيام الليل من دَأْبِ النبي، صلى الله عليه وسلم، سواء في رمضان وفي غير رمضان، وكان إذا مرض أو كسل؛ صلى قاعداً، وينبغي لنا أن نكمل التراويح مع الإمام حتى نُكتب مع القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة).
- برّ الوالدين وصلة الأرحام
من أعظم العبادات التي أمر الله بها، وهي خلق إسلامي رفيع، دعا إليه الإسلام وحض عليه، ولن نجد أفضل من شهر رمضان؛ لنتقرب لله تعالى بصلة الرحم؛ طمعاً وابتغاء لمرضاة الله وعظيم ثوابه، ولذلك فلا بدّ من صلة الرحم والأقارب، والسؤال عليهم، والمبادرة بزيارتهم، وتجديد الصلة بهم، والصدقة على فقيرهم، وإصلاح ذات البين، وهذا الأمر عظيم القدر عند الله.
- الاعتكاف
هو أمر عظيم وثوابه كبير، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان، فإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه"، فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات؛ من التلاوة، والصلاة، والذكر، والدعاء، وغيرها. وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته، وهو يسير على من يسره الله عليه، فمن تسلّح بالنية الصالحة، والعزيمة الصادقة، أعانه الله.
- الإكثار من الذكر والاستغفار والتسبيح والدعاء
رمضان فرصة عظيمة لرصد الحسنات والأجور العظيمة، والذكر من أبسط العبادات وأسهلها، والدعاء من أفضل القُرُبات التي أمرنا بها؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عَنْدَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخير لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى، قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى)، كما أن الاستغفار هو الممحاة التي تُمحى بها الذنوب، وقد امتدح الله المستغفرين بالأسحار، {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار}.
تابعي المزيد: فضل شهر رمضان المبارك
