الإعلامي الرقمي خالد الحوسني: حكايتي مع "العصفور الأزرق"

نعيش حياتنا بفترات مختلفة، وكل فترة مليئة بالأدوات، والمناخات المتغيرة، قد يخطر ببال أي فرد مهنة مميزة، مستنداً على مثل أعلى، لكن عندما يدخل في نظام العمل، يبدأ صقل مهاراته، والخروج من روتينه اليوم، فيبدع في هواياته، التي تُبنى مع تقدم العمر لتصبح مشاريع، ناجحة، أو متأرجحة، لكنها في النهاية قد تجسد أحلام الطفولة، هي أحداث وظروف في حياة الإنسان، تجعله يقدم وبجرأة على هكذا مشروع.

"سيدتي" في لقاء مع الإعلامي الرقمي خالد الحوسني، كله فائدة ومتعة ليكشف عن تفاصيل مشروعه، الذي يهدف به مدّ الجيل الجديد بالمعلومات، التي تفيدهم في دراستهم، بأبسط الطرق.

عوامل عدة أيضاً، دفعت بـ خالد، لإنشاء مشروع "المكتبة الرقمية" على مساحات تويتر، الذي يختصره رواد التواصل الاجتماعي، بـ "العصفور الأزرق". منها مبادرات العطاء، والأعمال التطوعية، يتابع: "من خلالها وعندما كنت عضواً في مجلس الإدارة في جمعية أصدقاء البيئة، كنا نسعى لنشر التوعية البيئية لاحظت أنني ماهر في العطاء الإعلامي، كل معلومة أو مبادرة، كانت بحاجة لتوصيل رسالة ومن أدواتها الكتابة والرسائل الصوتية. من هنا أنشأت المكتبة الرقمية، والتي بدأت بها منذ 8 سنوات على إنستغرام".
أحد أسباب انتقال خالد إلى تويتر، هو كسب أكبر عدد من المتابعين السعوديين، حيث يبلغ عدد مستخدمي تويتر داخل السعودية 14.35 مليون مستخدم بنسبة 53 % من عدد السكان.

لقاءات تدعم المبتدئين

المكتبة غنية بلقاءات مع كتاب واستشاريين وأطباء من مختلف الاختصاصات وعلماء، ومسؤولين حكوميين أثروا المكتبة بمعلوماتهم ونصائحهم. يتابع خالد: "اللقاءات كشفت أيضاً عن مكنونات الضيوف، وعرّفت الناس على شخصياتهم، وحياتهم الخاصةـ ربما، يتبادر إلى ذهني قصة كاتبة فُجعت بموت صديقتها المفاجئ، فلجأت للكتابة، لتكثف مشاعرها التي عاشت هذه اللحظات... اللقاء نقل للمتابعين، أثر مفهوم الموت، والإحساس بالفقد، الذي يتركه المتوفَّى، فأعطى فرصة للمستمع أن يتمكن من التعبير عن أحزانه بطريقة هي الكتابة".
في البداية كانت اللقاءات مع المبتدئين في عالم الكتابة الذين قصرت وسائل الإعلام بتسليط الضوء عليهم، بسبب التكلفة الكبيرة بالنسبة للقنوات، التي تدور بكاميراتها؛ لإجراء روبورتاج عن المتحدث، وكله قد يكون من دون عائد مادي".
فالمكتبة غنية بالمعلومات والبحوث التي تخدم الدراسات العليا للطلاب الذين يفتقرون لمصادر موثوقة في هذا العالم المتغير.

طريقة عرض المكتبة الرقمية

المكتبة هي وسيلة علمية وأدبية لتغذية العقل والروح، يلجأ فيها الناس إلى مكان يعيرهم أو يبيعهم الكتب، فيها فهرس يقسم الكتب حسب اختصاصاتها، يستدرك خالد: "تم توسيع آفاق العالم الرقمي بالتطور التكنولوجي؛ حتى وصلنا إلى تقنية الميتافيرس، فتحولت الخدمات إلى رقمية، وهذا شمل المكتبات، فتحولت المكتبة إلى صوت وصورة من خلال الحوارات مع الناس، فعندما يريد القارئ التعرف إلى قصص الفضاء، يلجأ إلى حوارت علماء الفضاء والضيوف المتخصصين الذين يروون قصصهم معه، وإذا أردت القراءة عن شخصيات في السوشيال ميديا يكون المبتغى في شخصيات تم الحديث معها في هذا المجال".
مكتبة خالد الرقمية صوتية ومرئية وهي تشبه الكتيبات المؤرشفة، التي توفر بحواراتها قراءات مرجعية للرواد، وهي من تأليف خالد الحوسني وضيوفه، عبر حوارات، تم بثها بشكل مباشر، مدة الكتاب لا تتجاوز الـ40 دقيقة".
تعرّفي إلى المزيد: معرض "ستون عاماً بين المقاومة والبعث"بجاليري ضي

"العصفور الأزرق"

انتقلت مكتبة خالد إلى تويتر، الذي فتح نظام المساحات، للتحاور مباشرة مع الضيف، حيث يتميز تويتر، بالقدرة على معرفة توجه المستمع عند دخوله لمتابعة اللقاء، يتابع خالد: "هناك حسابات تعتمد على برامج، لا يمكنها التعرف إلى من دخل الغرفة، هل هو عدو أم صديق. لكن مع تويتر يمكنني التعرف إلى حسابات الآخرين، وتغريداتهم، كما أنني أعلن عن الحدث، ويدخل إلى الكتاب الطبقة المستهدفة والمهتمة بهذه التقنية الصوتية".

القرصنة التقنية

يبتعد خالد في مناقشاته عن الحوارات التي هي من اختصاص بعض الهيئات الحكومية، أو ربما الصحية، أما الضمانات الأمنية التي تحمي المكتبة، فلا زالت في تجدد مستمر، يتابع خالد: "كلما تقدمت التكنولوجيا، احتجنا لضمانات حماية أمنية أكثر للحفاظ على المكتبة، فالقرصنة موجودة وتستهدف كل القطاعات، وعادة ما نلجأ للمتخصصين، وهم موجودون في عالم السوشيال ميديا، ومطلعون على آخر التحديثات على برامج الإنترنت، ولا بد من استشارتهن".

"كيف تصبح جمبازياً حقيقياً"!

مواقف كثيرة حصلت مع خالد، عبر مكتبته الرقمية، وهي من باب الدعابة، حيث أثبتت المكتبة الرقمية قوتها على الترويج للكتب...فأحد الكتّاب رغب بأن يعرف مدى قوة التسويق على مساحة المكتبة الرقمية للكتب فتظاهر بطرح عنوان لكتابه الجديد، وغلاف يشد الانتباه، يصور شخصاً رياضياً في حالة "الشقلبة"، فيما عنوان الكتاب: "كيف تصبح جمبازياً حقيقياً"! يتابع خالد: "الجمبازي هو الشخص المرن في الحركة، لكنها في الخليج تعني "المراوغ والمتملّص"، ولمعرفة إذا كان العنوان سيروج للكتاب، وضعت صورة الغلاف في مساحتي، وفسحت المجال لاستقبال الآراء، التي كانت في بدايتها سلبية، لكنها في النهاية أصبحت مدركة لمعنى وهدف العنوان، والذي يتحدث عن ضرورة تمتعنا بالقدرة في التحول، للخروج من المآزق ونحن نمتلك القوة. هذا هو التعافي. وهذا هو مفهوم الجمبازي، وهو المرن في التغير، وهذا من جهة أخرى هو الاختلاف بين الكتب المقروءة والإلكترونية؛ لأن الأخيرة تخلق الموقف العفوي، والطرفة المباشرة، التي يمكن الرجوع دائماً، بالصوت والصورة".

ضيوف المكتبة

المكتبة فرصة للترويج عن كتاب معين، كمادة إعلانية، يتابع خالد: "جاءتني فرص لتغطية بعض المعارض سواء كانت طبية أو رقمية، وقد سافرت مرة إلى إكسبو في ميلان، وتكلمت عن جناح الإمارات هناك، لكن للأمانة كانت التغطيات مجانية".
كل يوم تتعمق المكتبة الرقمية للوصول لشخصيات لها أثر علمي ومعرفي في عالمنا".
معظم ضيوف خالد في مكتبته الرقمية كانوا من السعودية، يتابع خالد: "أثار إعجابي شباب وبنات سعوديون حاصلون على درجة الدكاترة في مجالات نادرة وجديدة في حياتنا ولديهم طموح كبير، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الدكتورة ابتسام الدعيس المتخصصة في الهندسة الطبية الحيوية، وفي الحوار تطرقنا لدراستها النظرية لتصميم الجسيمات النووية لتوصيل الأدوية.
‏والدكتورة الملقبة بأم المبتعثين ”الدكتورة“ سمر محمد السقاف. وهي أول سعودية تحصل على دراجة الدكتوراه في علم التشريح والأجنة تُعرف بمهاراتها القيادية، وتشغل في وقتنا الراهن منصب مدير قسم البرامج الطبية بالملحقية الثقافية السعودية في واشنطن، وتعُتبر أول سعودية تشغل هذا المنصب.

تعرّفي إلى المزيد: في الاحتفال باليوم العالمي للفن تعرفي على ثماني فنانات رائعات غيرن تاريخ الفن