يقول المعماري الشهير نورمن فوستر " أينما وجد الدين، توجد أمثلة على العمارة المقدسة المذهلة "، حيث تشهد الكاتدرائيات المهيبة في إيطاليا، والمعابد الملونة في الهند، والمساجد الإسلامية المذهلة التفاصيل على إبداع العمارة والتصميم، وحيث تستضيف كل دولة ومنطقة في العالم عمارة دينية متنوعة وفريدة من نوعها، تجذب عمارة المساجد خاصة مساجد الطوب اللبن في غرب إفريقيا انتباه واهتمام الكثيرين والذين يتابعون تطور هذا النمط المعماري الفريد في منطقة الساحل والمراعي السودانية في غرب إفريقيا.
فعلى الرغم من بدائية التصميم والخامات المستخدمة في البناء، إلا أن عمارة المساجد تمثل حالة متفردة من الإبداع الإفريقي، حيث يتم بناء المساجد من الطوب اللبن وتدعميها بأشجار خشبية ضخمة تبرز من واجهة المبنى، ويتم زخرفتها بنتوءات يُطلق عليها اسم " Toron" وهي تعمل كزخارف وكنوع من السقالات للعمال المكلفين بإعادة تسطيح (تطيين) المساجد كل عام.
أشهر هذه المساجد المبنية من اللبن هو مسجد دجيني الكبير في مالي. ظل هذا المسجد الضخم قائمًا في شكله الحالي منذ مائة عام فقط ، على أن المسجد الأصلي تم بناؤه في نفس الموقع منذ القرن الثالث عشر.
حسب موقع interestingengineering-com ، يقع المسجد على ضفة نهر الباني في مدينة جينيه التي تعد من أقدم المدن المعروفة في جنوب الصحراء الكبرى. وقد بناه الملك كوي كونبورو عام 1240 في موقع قصر عامر قبل أن تصبح جينيه عاصمة لإمبراطورية مالي. وعندما تولى المحارب المسلم أمادو لوبو مقاليد الأمور في المنطقة عام 1834 أمر بهدمه باعتباره ترفا غير لائق، وقد تضرر المسجد الأصلي على مر السنين واسُتخدم في النهاية كمقبرة بدلاً من مكان للصلاة.
بعد أن استولى الفرنسيون على دجيني ، قرروا إعادة بناء المسجد، و هذا هو السبب في أن للمسجد بعض السمات الفرنسية المميزة.
تابعي المزيد: "القاهرة القديمة" صندوق الحكايات والصور
حسب موقع interestingengineering-com ، فالمبنى غير عادي ومهيب من الطين الأصفر الرملي ويتم تقويته وتدعيمه في كل مكان بالدعامات الخشبية. داخل المسجد، الأرضية الرملية مغطاة بسجاجيد الصلاة. والمسجد مثل غيره من المساجد مضاء فقط بالضوء القادم من النوافذ الصغيرة في السقف، حيث يتم الحفاظ على المساجد من الداخل بسيطة بشكل متعمد لتجنب تشتيت انتباه المصلين.
يظل الجامع الكبير باردًا حتى خلال الأيام الحارة، من خلال شبكة مكونة من 90 عمودًا خشبيًا داخليًا تدعم السقف والجدران، مما يوفر عزلًا من حرارة الشمس. وفي الوقت نفسه ، يحتوي السقف على العديد من الفتحات التي تسمح بتدفق الهواء النقي في موسم الجفاف ، ولكن يمكن إغلاقه بأغطية من الطين خلال موسم الأمطار. يمكن أن تستوعب قاعة الصلاة بالمسجد ما يصل إلى 3000 شخص.
حسب موقع bbc.com، يشهد مسجد دجيني كل عام أعمال صيانة تتم من خلال "التطيين" أو "التلييس" " Crépissage"، ولا يعتبر الـCrépissage عملاً هامًا من أعمال الصيانة المصممة لحماية جدران المسجد من التشقق والانهيار فحسب ولكنه أيضًا مهرجان يحتفي بمجتمع دجيني وإيمانه وتراثه.
ففي الليلة التي تسبق الصيانة والتطيين، تدندن البلدة بترقب ويشارك القرويون في كرنفال الغناء والرقص المعروف باسم La Nuit de Veille أو The Waking Night. حيث تضج شوارع دجيني المضاءة بضوء القمر مع الهتافات ودقات الطبل قبل صلاة الفجر في حدود الساعة 04:00 صباحاً، وبمجرد الإعلان عن بدء الـ Crépissage ، تتسابق فرق من كل حي في دجيني لإعادة تطيين المسجد، وتتم العملية بعناية ودقة تحت إشراف نقابة مكونة من 80 من كبار البنائين ، وهي نقابة مرموقة في دجيني.
يُكلف الرجال بإعداد مواد البناء المعروفة باسم بانكو ، وهي مزيج من الطين الناعم من الأنهار القريبة ونخالة الأرز وزبدة الشيا ومسحوق الباوباب والماء، ثم تخلط معاً، ثم تملأ كميات ضخمة من البانكو في سلال من الخيزران ويتابع الجميع طريقهم إلى المسجد. وسرعان ما يصعب فك شفرة كتلة الأجسام المتلوية من الطين نفسه.
تتنافس الفرق مع بعضها البعض لإكمال ترميم أجزاء المسجد ، ومن ينتهي مما كلف به أولًا يفوز بالجائزة الكبرى جائزة مالية قدرها 50000 فرنك غرب أفريقي (حوالي 68.50 جنيهًا إسترلينيًا) ، وهو مبلغ كبير في مدينة يكسب فيها الكثيرون أقل من 1 جنيه إسترليني في اليوم، على أن الفوز هو مصدر فخر خطير للمتنافسين .
يعد المسجد الضخم أكبر مبنى من الطوب اللبن في العالم وأروع مثال على العمارة السودانية الساحلية ، وهو أسلوب إقليمي يتميز بالجص المبني من اللبن والسقالات الخشبية، كما يعد محوراً للحياة في مدينة دجيني المحمية والمدرجة ضمن المدن التراثية من قبل اليونسكو، فوفقًا لليونسكو ar.unesco.org، فدجيني "تتميز بهندسة معمارية رائعة ونسيج حضري متناغم نادرًا"
تتم عملية التطيين قًبيل العيد ليلحق المسجد صلاة التراويح والاعتكاف وخلافه من الشعائر الرمضانية، على أن الزوار غير المسلمين يمكنهم فقط مشاهدة المبنى من الخارج. تم وضع هذا القيد على الزائرين في عام 1996 ، بعد أن عمدت أحد مجلات الأزياء الشهيرة جلسة تصوير أزياء داخل المكان المقدس ، مما تسبب في غضب المسلمين المحليين.
تابعي المزيد: بيت الله الحرام أكبر مسجد في العالم وأقدم بيت عبادة للمسلمين
فعلى الرغم من بدائية التصميم والخامات المستخدمة في البناء، إلا أن عمارة المساجد تمثل حالة متفردة من الإبداع الإفريقي، حيث يتم بناء المساجد من الطوب اللبن وتدعميها بأشجار خشبية ضخمة تبرز من واجهة المبنى، ويتم زخرفتها بنتوءات يُطلق عليها اسم " Toron" وهي تعمل كزخارف وكنوع من السقالات للعمال المكلفين بإعادة تسطيح (تطيين) المساجد كل عام.
• مسجد دجيني أشهر المساجد المبنية من الطوب اللبن
أشهر هذه المساجد المبنية من اللبن هو مسجد دجيني الكبير في مالي. ظل هذا المسجد الضخم قائمًا في شكله الحالي منذ مائة عام فقط ، على أن المسجد الأصلي تم بناؤه في نفس الموقع منذ القرن الثالث عشر.
حسب موقع interestingengineering-com ، يقع المسجد على ضفة نهر الباني في مدينة جينيه التي تعد من أقدم المدن المعروفة في جنوب الصحراء الكبرى. وقد بناه الملك كوي كونبورو عام 1240 في موقع قصر عامر قبل أن تصبح جينيه عاصمة لإمبراطورية مالي. وعندما تولى المحارب المسلم أمادو لوبو مقاليد الأمور في المنطقة عام 1834 أمر بهدمه باعتباره ترفا غير لائق، وقد تضرر المسجد الأصلي على مر السنين واسُتخدم في النهاية كمقبرة بدلاً من مكان للصلاة.
بعد أن استولى الفرنسيون على دجيني ، قرروا إعادة بناء المسجد، و هذا هو السبب في أن للمسجد بعض السمات الفرنسية المميزة.
تابعي المزيد: "القاهرة القديمة" صندوق الحكايات والصور
• مبنى مهيب غير عادي
حسب موقع interestingengineering-com ، فالمبنى غير عادي ومهيب من الطين الأصفر الرملي ويتم تقويته وتدعيمه في كل مكان بالدعامات الخشبية. داخل المسجد، الأرضية الرملية مغطاة بسجاجيد الصلاة. والمسجد مثل غيره من المساجد مضاء فقط بالضوء القادم من النوافذ الصغيرة في السقف، حيث يتم الحفاظ على المساجد من الداخل بسيطة بشكل متعمد لتجنب تشتيت انتباه المصلين.
يظل الجامع الكبير باردًا حتى خلال الأيام الحارة، من خلال شبكة مكونة من 90 عمودًا خشبيًا داخليًا تدعم السقف والجدران، مما يوفر عزلًا من حرارة الشمس. وفي الوقت نفسه ، يحتوي السقف على العديد من الفتحات التي تسمح بتدفق الهواء النقي في موسم الجفاف ، ولكن يمكن إغلاقه بأغطية من الطين خلال موسم الأمطار. يمكن أن تستوعب قاعة الصلاة بالمسجد ما يصل إلى 3000 شخص.
• مهرجان التطيين السنوي (Crépissage)
حسب موقع bbc.com، يشهد مسجد دجيني كل عام أعمال صيانة تتم من خلال "التطيين" أو "التلييس" " Crépissage"، ولا يعتبر الـCrépissage عملاً هامًا من أعمال الصيانة المصممة لحماية جدران المسجد من التشقق والانهيار فحسب ولكنه أيضًا مهرجان يحتفي بمجتمع دجيني وإيمانه وتراثه.
ففي الليلة التي تسبق الصيانة والتطيين، تدندن البلدة بترقب ويشارك القرويون في كرنفال الغناء والرقص المعروف باسم La Nuit de Veille أو The Waking Night. حيث تضج شوارع دجيني المضاءة بضوء القمر مع الهتافات ودقات الطبل قبل صلاة الفجر في حدود الساعة 04:00 صباحاً، وبمجرد الإعلان عن بدء الـ Crépissage ، تتسابق فرق من كل حي في دجيني لإعادة تطيين المسجد، وتتم العملية بعناية ودقة تحت إشراف نقابة مكونة من 80 من كبار البنائين ، وهي نقابة مرموقة في دجيني.
• مسابقة والفوز مصدر فخر بين المتسابقين
يُكلف الرجال بإعداد مواد البناء المعروفة باسم بانكو ، وهي مزيج من الطين الناعم من الأنهار القريبة ونخالة الأرز وزبدة الشيا ومسحوق الباوباب والماء، ثم تخلط معاً، ثم تملأ كميات ضخمة من البانكو في سلال من الخيزران ويتابع الجميع طريقهم إلى المسجد. وسرعان ما يصعب فك شفرة كتلة الأجسام المتلوية من الطين نفسه.
تتنافس الفرق مع بعضها البعض لإكمال ترميم أجزاء المسجد ، ومن ينتهي مما كلف به أولًا يفوز بالجائزة الكبرى جائزة مالية قدرها 50000 فرنك غرب أفريقي (حوالي 68.50 جنيهًا إسترلينيًا) ، وهو مبلغ كبير في مدينة يكسب فيها الكثيرون أقل من 1 جنيه إسترليني في اليوم، على أن الفوز هو مصدر فخر خطير للمتنافسين .
• دجيني محمي كتراث عالمي من قبل اليونسكو
يعد المسجد الضخم أكبر مبنى من الطوب اللبن في العالم وأروع مثال على العمارة السودانية الساحلية ، وهو أسلوب إقليمي يتميز بالجص المبني من اللبن والسقالات الخشبية، كما يعد محوراً للحياة في مدينة دجيني المحمية والمدرجة ضمن المدن التراثية من قبل اليونسكو، فوفقًا لليونسكو ar.unesco.org، فدجيني "تتميز بهندسة معمارية رائعة ونسيج حضري متناغم نادرًا"
تتم عملية التطيين قًبيل العيد ليلحق المسجد صلاة التراويح والاعتكاف وخلافه من الشعائر الرمضانية، على أن الزوار غير المسلمين يمكنهم فقط مشاهدة المبنى من الخارج. تم وضع هذا القيد على الزائرين في عام 1996 ، بعد أن عمدت أحد مجلات الأزياء الشهيرة جلسة تصوير أزياء داخل المكان المقدس ، مما تسبب في غضب المسلمين المحليين.
تابعي المزيد: بيت الله الحرام أكبر مسجد في العالم وأقدم بيت عبادة للمسلمين