معظم أيام شهر رمضان، بصيامه وصلاته والإكثار من أعمال الخير فيه.. محببة وعظيمة في قلوب المسلمين أجمعين، ولهذا وصفه رسولنا الكريم بأن "أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار"، واليوم نقول إنه مرّت بنا أيام الرحمة وأيام المغفرة، وها نحن في العشر الأواخر من شهر رمضان.. ونأمل أن نكون من عتقائه، وواجب الآباء والأمهات أن يشرحوا لأطفالهم أهمية وقيمة الاجتهاد في العبادات في هذه الأيام؛ حتى ينالوا هذا الفضل الكبير؛ وهو العتق من النار.. اللقاء مع أستاذ الشريعة محمد العظيم الدالي؛ للشرح و للتوضيح، كما هو مُسند إلى العلامة ابن باز، وكما ورد في موقعه.
كيفية تعريف طفلك بفضل العشر الأواخر من رمضان
- أخبري طفلك بأن الله فضّل بعض الأيام على بعض، ومنها هذه الأيام العشرة الأخيرة من رمضان.
- وكذلك العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، فهي من أحب وأفضل الأيام عند الله.
- وعلّمي طفلك أن يكثر من العبادات والتقرب إلى الله في هذه الأيام؛ لأنها محببة إليه.
- وأنه كما أحسن الصيام في أول رمضان وحتى الآن، فيجب أن يحسن نهايته بالأعمال الصالحة.
- تعرّفي إلى المزيد: طرق بسيطة لتعليم الأطفال عن ليلة القدر
عبادات يتقرب بها الطفل لربه في العشر الأواخر
- على المؤمن أن يكون عبداً شكوراً؛ يشكر الله على نعمه.
- والشكر لله يتمثل في التقرب إليه؛ بالإكثار من العبادات، والاجتهاد في الأعمال الصالحة النافعة لكل محتاج.
- بشّري طفلك بالروحانية الكبيرة والطمأنينة التي ستملأ قلبه بعد هذا الاجتهاد والتقرب لله.
- عرّفي طفلك أن يجعل حب الله والرغبة في رضاه هي دافعه لعمل الخير وليس الخوف.
- على الطفل أن يتعلم قواعد صلاة الجماعة وفضلها بالجامع أو وسط أسرته في البيت.
- قومي بشرح فضل الصدقات والزكاة لطفلك في هذه الأيام المفرجات؛ فهي تطهر ماله وتحفظه وتضاعفه، وترد عنه سوء الأقدار.
ليلة القدر في العشر الأواخر
- وما أجمل أن تخبري طفلك بثواب وقيمة ليلة القدر التي تتواجد في العشر الأواخر من رمضان.
- وأخبريه الحكمة من ترك الله سبحانه وتعالى تحديدها مفتوحاً وليس دقيقاً؛ حتى يجتهد المسلم في العبادة طوال الليالي الأخيرة.
- وإن سألك طفلك عما يجب فعله.. اطلبي منه أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم، وأن يكثر من الدعاء والسجود في كل ليلة مفردة.
- وأن يكون مخلصاً صادقاً فيما يفعل، إذ لا يهم أن يقضي الطفل الليل ساهراً، ويكفي أن يصلي عدة ركعات ويتلو ورده من القرآن الكريم.
أحاديث عن فضل رمضان.. والعشرالأواخر منه
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ).
- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقول: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).
- وعن فضل العشر الأواخر من شهر رمضان، حديث روته عائشة -رضي الله عنها: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ).
- (كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ).
- (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ).
أحاديث عن فضل ليلة القدر
- قال الله -تعالى- في فضل ليلة القدر: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي).
- عن أنس -رضي الله عنه- قال: (دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ، ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ).
- لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: (إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ).
- وقيام اللّيل له الفضل العظيم، وقد تعدّدت الأحاديث الدالة على ذلك، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
صلاة التراويح في العشر الأواخر من رمضان
- وما أقوى صلاة التراويح عندما يصادفها ليلة القدر، التي هي عند الله -تعالى- خير من ألف شهر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ، إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
- أخبري طفلك بأنه يُستحب لمن قام هذه الليالي في المسجد أن يصبر حتى ينهي الإمام، ولا يتعجل في إنهاء صلاته قبل الإمام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ).
- قصّي على طفلك أن أبواب السماء تفتح في شهر رمضان الكريم، وفتح أبوابها دلالة على كثرة الخير النازل، وسرعة الاستجابة للأعمال الصالحة، والدعوات المستجابة، (إن لله عُتَقَاءَ في كل يومٍ وليلة، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُسْتجابةٌ).
- تعرّفي إلى المزيد: قصص للأطفال: ليلة القدر وأحلام عمر
الإكثار من الدعاء
- أخبري طفلك بأنه يستحب الإكثار من الدعاء، وقد علّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عائشة -رضي الله عنها- أن تقول في ليلة القدر: (اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)، ويجوز الدعاء بما يشاء للمسلم من خيري الدنيا والآخرة له أو لغيره.
- اطلبي من طفلك في العشر الأواخر الإكثار من قراءة القرآن، والاستزادة من تلاوته، وأن يخصّص الإنسان لنفسه ورداً يلتزم به طيلة الشهر الكريم؛ لأن تلاوة القرآن ومدارسته تنمّي في نفس الطفل الكثير من الطيبات، وتنشّطه، وتسهّل عليه القيام بالصدقة وسائر أعمال البر.
- دعي طفلك يدرك أن الدخول في العشر الأواخر فرصة من أكبر الفرص لزيادة الأجور، ومضاعفة الحسنات ودخول الجنة، وينبغي عليه أن يستغل هذه الفرصة؛ فيكثر من أفعال الخير بقدر استطاعته.
- وذكّري طفلك بالإكثار من الصدقات (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ).