مخاوف عديدة تجتاح الحامل خلال فترة الحمل، ويبدو أن كثرة التغيرات الهرمونية التي تعتمل بداخل الحامل، تزيد من الخوف والرهبة من كل حدث قادم، تبدأبمجرد التخطيط للحمل، بعدها تظهر تخوفات تخص الجنين وسلامته، ثم الخوف من التغيرات التي ستطرأ على بشرتها وجسدها، ومخاوف أخرى كثيرة تحسها الحامل وتتخوف من حدوثها، لكن للأطباء المتابعين رأي ثانٍ؛ حيث يرونها مخاوف طبيعية تمر على كل حامل، شرط المداومة على المحافظة على صحتها، ومتابعة إرشادات الطبيب المتابع لحالتها.
اللقاء والدكتور عبد الوهاب المحمدي أستاذ النساء والولادة؛ للشرح والتفصيل.
المخاوف الأولى.. تجربة الحمل والتقلب في النوم
- تظل تجربة الحمل والولادة فريدة من نوعها؛ فالحامل تحمل روحاً وجسداً داخل جسدها، وعليها يتوقف حياته ونموه، وعلى الحامل أن تدع الخوف جانباً، وتستمتع بالتجربة وتفاصيلها الجميلة، ولا تدع للخوف مكاناً يسكنه في قلبها.
- تخشى العديد من النساء الحوامل التقلب في أثناء النوم؛ خوفاً من النوم على معدتهن فيُسحق الطفل، بينما أثبتت الأبحاث صحية النوم على البطن في المراحل المبكرة من الحمل، ولكن عندما يبدأ الجنين في النمو؛ فمن الطبيعي أن يكون النوم على البطن أمراً غير مريح.
- بعض النساء أكثر ما يخيفهن في الحمل تغير بشرتهن ونعومتها، في حين يخشى بعضهن تضخم أنوفهن، كما يحدث مع بعض السيدات، وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكنه لا يحدث لكل النساء؛ فبعضهن لا تطرأ عليهن تغيرات كبيرة في الوجه.
- وهناك هاجس الخوف من تناول أطعمة تضر الطفل، ولكن ليس هناك الكثير من الأطعمة المحظورة، وما عليكِ سوى استشارة الطبيب ليجري التحاليل اللازمة لك؛ لمعرفة المناسب من الأطعمة التي تتفق وحالتك الصحية.
- ولكن تُعتبر اللحوم النيئة والأسماك البحرية والحليب والجبن غير المُبَسْتَر؛ من أهم الممنوعات التي يجب تجنُّبها، ويجب عليك الحفاظ على نظام غذائي متوازن وصحي.
مخاوف من إجهاض الجنين والولادة المبكرة
- من أكبر المخاوف التي تصيب الحامل إجهاض الجنين؛ فهو يشكل خوفاً دائماً يؤرِّق حياتها ويومها، والأفضل عدم السماح لهذه المخاوف أن تتحكم في أفكار الحامل، والمعروف طبياً أن معظم حالات الإجهاض تحدث في الثلث الأول من الحمل.
- وتحدث بنسبة تتراوح بين 15% و25% فقط من جميع حالات الحمل، ولكن بعد مرور 3 أشهر من الحمل، يبدأ الخطر في التراجع بشكل كبير؛ بسبب استقرار الحمل وثباته.
- كما يصيب الحامل خوف كبير من حدوث ولادة قبل الموعد المحدد لها، التي تحدث نتيجة تشنجات تتسبب بفتح عنق الرحم قبل الأسبوع الـ37، ولكن التعامل الصحيح مع الجسم في أثناء فترة الحمل قد يقلل من مخاطر هذه الولادة المبكرة بشكل ما.
تعرَّفي إلى المزيد: علامات الحمل في الأيام الأولى قبل الدورة
مخاوف من العيوب الخلقية للجنين
- ومن الأمور التي تسبب رعباً لبعض الحوامل أن يُرزقن بطفل غير مكتمل النمو أو بإعاقة؛ نتيجة لتأثير المواد الكيميائية والإشعاعية على الأجنة، ما يجعل العديد من الأطفال يُولدون مشوَّهِين أو بإعاقة.
- لكن بمباشرة الطبيب والمتابعة الدورية يمكن كشف ذلك مبكراً، والكثير من الحالات يمكن علاجها في أثناء فترة الحمل، وهو أمر يحدث بنسبة قليلة.
- وهناك العديد من الفحوصات الطبية التي يتم إجراؤها منذ بداية الحمل وحتى الولادة، من أجل التأكد من صحة الجنين، كفحص البانوراما في الشهرين الأولين، ثم فحص الأعضاء المبكر الذي يتم إجراؤه بعد 3 أشهر من حمل المرأة، يتبعه فحص سُمك جلدة الرقبة للطفل وأعضاء الجنين، وغيرها.
الخوف من: تناول شيء من شأنه أن يؤذي الجنين
- لا بُدَّ من التركيز على المواد الغذائية الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، كما يُنصح -خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل- بالتركيز على الفيتامينات؛ لأن الجنين يكون في مرحلة تكوين الأعضاء.
- وفي الوقت ذاته، يُنصح بعدم الإكثار من البروتينات؛ لأنها تعمل على تكبير أعضاء الجنين، مع الاهتمام بتناول الخضروات والسوائل؛ لتجنُّب الإمساك في أثناء فترة الحمل، والابتعاد عن روائح التدخين؛ لِما له من أضرار على حياة الجنين.
تعرَّفي إلى المزيد: فوائد حبوب اللقاح للحمل
الخوف من الولادة
- هذا ما يعاني منه كل النساء، وخصوصاً مَن تخوض هذه التجربة لأول مرة. ولتقليل الخوف من الولادة؛ تمكنك الاستعانة بتجارب الأمهات السابقات لتقديم الدعم والنصائح حول تخفيف الألم.
- إن أكبر هاجس يراود المرأة عند الولادة هو هاجس الموت، ولذلك؛ من مهمة الطبيب متابعة حالتها الصحية، وطمأنتها كي تشعر بالراحة؛ بتفسير طريقة الولادة للمرأة مسبقًا، كي لا تبقى هناك أية تفاصيل مجهولة لديها.
- إضافة إلى اختيار الطريقة المُثْلَى لها كالولادة الطبيعية أو القيصرية، إن كانت تعاني من أي مشكلات صحية تؤثر في حياتها وفي جنينها، وهناك بعض المسكنات التي تُعطى للمرأة لتفادي أوجاع ما بعد الولادة.
- كما أن تأكد المرأة من سلامة طفلها ومتابعتها بعد الولادة من قِبل الأطباء؛ يعمل على طمأنتها وإعطائها الراحة النفسية.
تعرَّفي إلى المزيد: كل ما تريدين معرفته عن الخصوبة عند المرأة: سؤال وجواب
نصائح لتفادي الوساوس والمخاوف
- إن أهم نصيحة: التفكير الإيجابي والتفاؤل تجنباً للقلق وسوء التوقعات، واعلمي أنها حالة تصيب كل النساء الحوامل دون استثناء.
- قومي بمراجعة الطبيب بشكل دوري؛ للتأكد من سلامتك أنتِ والجنين، فهذا يُعَدُّ حجة قوية تمنعك من التفكير السلبي.
- لا تخفي أفكارك السلبية عن أمك أو صديقاتك أو زوجك، أشركيهم، وتحدثي معهم عما تشعرين ومما تخافين؛ فهذا يهدئ نفسيتك.
- مشاركة المخاوف أو الأحزان، مثل مشاركة الأفكار، توضحها وتظهرها على حقيقتها؛ فتصبح الفرصة سانحة أمامك للعلاج.
- حاولي الابتعاد عن الأخبار السيئة، ولا تبحثي أو تجلسي مع نساء أُصبن بأمراض أو تعرَّضن لحوادث معينة؛ حتى لا تزيدي من حالة القلق والوساوس لديكِ.
- الإنسان طبيب نفسه، وإن لم تملكي بداخلك القوة للسيطرة على مخاوفك؛ فلن يُعالج الأمر، وكذلك تحصني بمناعتك النفسية الداخلية لتحميك من المخاوف وحالات التشاؤم، التي تَصُبِّينها على نفسك وعلى جنينك وعلى كل المحيطين بك.
- قومي بمراجعة الطبيب في حالة تفاقم القلق؛ لينصحك بأفضل الطرق العلمية للتخلص منه، وتأكدي أن هذه الحالة ربما ترتبط باكتئاب الحمل الذي يحدث لكثيرات من الحوامل، وتنتهي بمجرد الولادة.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ باستشارة طبيب متخصص.