اليوم التاسع من شهر ذي الحجة في السنة الهجرية هو يوم العرفة، وهو من أفضل الأيام العشر، والأيام العشر الأوائل من ذي الحجة فترة زمنية مُبارَكة يُستَحب فيها الإكثار من الطاعات والخيرات، وقد قال- عليه الصلاة والسلام كما رواه البخاري: ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه العشر ـ يعني العشر الأوائل من ذي الحجة ـ قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.
فضل يوم عرفة
جاء في موقع "إسلام أون لاين" عن فضل يوم عرفة أن الصيام في هذا اليوم يُستَحَبُّ على وجه التأكيد لغير الحاجِّ ليكون الجميع وُقوفًا على باب الرحمة والمغفرة هذا بحَجِّه، وذاك بصومِه، ولا يُستَحب صيام هذا اليوم للحاج فالأولى له الفطر؛ لأنه أرفق به في آداب الوقوف ومهمات المناسك، وتحكي أم الفضل بنت الحارث امرأة العباس بن عبد المطلب: أن ناسًا تمارَوْا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيرِه بعرفة فشَرِبَه، وفي رواية: فشَرِب منه، والناس ينظرون إلي.
وعن فضله في ذكر حديث شريف ورد في صحيح مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عرفة، أحتَسِب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله.
والمراد بتكفير الذنوب :هي الصغائر، أما الكبائر فلابد من التوبة منها، وأما حقوق العباد فلا بد من ردها أو مسامحتهم.
الأدعية المستجابة في يوم عرفة
ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنَّ أفضل الدعاءِ دعاءُ يوم عرفة، قال: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ)،[١] فينبغي للمسلم أن يكثر في هذا اليوم المبارك من الدعاء، فيدعو الله -تعالى- بالمأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويستحب أن يدعو لنفسه ولأهله، ولقضاء حوائجه، وللمسلمين الأحياء منهم، والأموات.