من القصص المتداولة المرتبطة بعيد الأضحى في تونس قصّة طريفة رسخت في ذاكرة النّاس وأصبحت مضرب الأمثال. فمنذ سنوات ،اشتهر برنامج " الكاميرا الخفية" شهرة واسعة،و شغلت " مقالبه" النّاس أجمعين. وفي أوج نجاح البرنامج وشعبيّته خطر لمجموعة من المُتحيّلين الظرفاء فكرة شيطانيّة ،فركبوا شاحنة متوسّطة الحجم و قصدوا مراعي للأغنام في أحواز مدينة" بوعرْقوبْ "(48 كلم جنوب تونس العاصمة)"قبل أيّام من عيد الأضحى.
و بعد عمليّة استطلاع سلبقة للمكان تقدّم راكبو الشّاحنة، و كانوا ثلاثة ، من صاحب قطيع الأغنام و اخبروه ــ و أحدهم كان يمسك كاميرا من النوع الجيّد بين يديه ــ أنّهم من أسرة برنامج "الكامرا الخفية "، و أنهم اختاروه هو بالذّات ليكون " بطلا " لإحدى حلقات البرنامج الشّهير و التّي سيتم بثها بمناسبة عيد الأضحى،و سيكون له في المرحلة الثانيّة من التّصوير دورفي إيقاع بعض "الضحايا" في شراك لعبة الكاميرا الخفية ففرح الرجل فرحا كبيرا ، و رحّب بهم ترحيبا حارا ، ولما ايقنوا انه" بلع الطّعم "، أملوا عليه "سيناريو" محكم للحلقة مؤكّدين ّ له أن هناك ضحايا للمقلب سيتولى هو الإيقاع بهم، وكان الرجل، وهو ريفي، "على نياته" ـ كما يقال ـ نقي السريرة ففرح بتصويره في برنامج:" الكاميرا الخفية" و ظهوره في التلفزيون.
ودارت الكاميرا وبدأ التصوير و اظهر "المتحيلون"للرّجل بعض المشاهد التي التقطوها له، فكان في قمة الفرح والانشراح وهويضحك و يكاد يستلقي على ظهره لفرط الضحك وهم يضحكون معه طبعا ، و أوهموه أنّ السيناريو سيتواصل و يقتضي في بعض مشاهده أن يأخذ الرّاعي خرافه و يضعها من تلقاء نفسه واحدا بعد آخر في الشاحنة من خلف اثناء التصوير، ففعل وصعد اثنان منهم لتصويره ، و لما امتلات الشاحنة بالخرفان بدأت تتحرك ببطيء ،والكاميرا تواصل تصويره وهو يمشي خلفها وطالبوا منه"ان يقول وهو يضحك ويشير بيده نحو الكاميرا : "باي باي يا عليلْشاتِي، باي باي يا نعِيجاتي" (وعليلشاتي : هو جمع علّوش، وهو الخروف باللهجة التونسية، و النعيجات هو جمع نعجة وهي انثى الخروف. ) باي..باي واستمر المشهد لحظات والشاحنة تتقدم ببطىء و صاحب الخرفان يمشي خلفها رافعا يده مكررا التحية نفسها ،والشاحنة تبتعد شيئا ثمّ فجاة تحركت الشاحنة بسرعة أكبر محملة بالخرفان و اختفت عن الانظار ،و بقي الراعي يلوح بيده و يردد نفس التحية وهو يبتسم ظنا منه انها مرحلة من سيناريو الكاميرا الخفية، و لكن الحقيقة ان الشاحنة اختفت بما حملت و ذهبت قولة:" باي باي يا خرافي باي باي يا نعاجي" مذهب المثل في تونس تندرا بالمغفلين والسذج.
السيناريو
و بعد عمليّة استطلاع سلبقة للمكان تقدّم راكبو الشّاحنة، و كانوا ثلاثة ، من صاحب قطيع الأغنام و اخبروه ــ و أحدهم كان يمسك كاميرا من النوع الجيّد بين يديه ــ أنّهم من أسرة برنامج "الكامرا الخفية "، و أنهم اختاروه هو بالذّات ليكون " بطلا " لإحدى حلقات البرنامج الشّهير و التّي سيتم بثها بمناسبة عيد الأضحى،و سيكون له في المرحلة الثانيّة من التّصوير دورفي إيقاع بعض "الضحايا" في شراك لعبة الكاميرا الخفية ففرح الرجل فرحا كبيرا ، و رحّب بهم ترحيبا حارا ، ولما ايقنوا انه" بلع الطّعم "، أملوا عليه "سيناريو" محكم للحلقة مؤكّدين ّ له أن هناك ضحايا للمقلب سيتولى هو الإيقاع بهم، وكان الرجل، وهو ريفي، "على نياته" ـ كما يقال ـ نقي السريرة ففرح بتصويره في برنامج:" الكاميرا الخفية" و ظهوره في التلفزيون.
ابتسم حتى تكون الصورة حلوة
ودارت الكاميرا وبدأ التصوير و اظهر "المتحيلون"للرّجل بعض المشاهد التي التقطوها له، فكان في قمة الفرح والانشراح وهويضحك و يكاد يستلقي على ظهره لفرط الضحك وهم يضحكون معه طبعا ، و أوهموه أنّ السيناريو سيتواصل و يقتضي في بعض مشاهده أن يأخذ الرّاعي خرافه و يضعها من تلقاء نفسه واحدا بعد آخر في الشاحنة من خلف اثناء التصوير، ففعل وصعد اثنان منهم لتصويره ، و لما امتلات الشاحنة بالخرفان بدأت تتحرك ببطيء ،والكاميرا تواصل تصويره وهو يمشي خلفها وطالبوا منه"ان يقول وهو يضحك ويشير بيده نحو الكاميرا : "باي باي يا عليلْشاتِي، باي باي يا نعِيجاتي" (وعليلشاتي : هو جمع علّوش، وهو الخروف باللهجة التونسية، و النعيجات هو جمع نعجة وهي انثى الخروف. ) باي..باي واستمر المشهد لحظات والشاحنة تتقدم ببطىء و صاحب الخرفان يمشي خلفها رافعا يده مكررا التحية نفسها ،والشاحنة تبتعد شيئا ثمّ فجاة تحركت الشاحنة بسرعة أكبر محملة بالخرفان و اختفت عن الانظار ،و بقي الراعي يلوح بيده و يردد نفس التحية وهو يبتسم ظنا منه انها مرحلة من سيناريو الكاميرا الخفية، و لكن الحقيقة ان الشاحنة اختفت بما حملت و ذهبت قولة:" باي باي يا خرافي باي باي يا نعاجي" مذهب المثل في تونس تندرا بالمغفلين والسذج.