استطاعت المرأة الإماراتية اختصار مراحل زمنية كبيرة في مسيرة تطورها نحو المستقبل، مواكبة التغيرات العالمية المتسارعة خلال السنوات القليلة الماضية. وكعادة "سيدتي" بالاهتمام بقضايا المجتمع وخاصة المرأة، عملت على الدوام على إبراز دور النساء وتسليط الضوء على إنجازاتهن وما وصلن إليه.
وفي يوم المرأة الإماراتية الذي يصادف في 28 أوغسطس من كل عام، وانطلاقاً من دعمها الدائم للمرأة الإماراتية تستغل "سيدتي" الفرصة لتثمين إنجازات النساء في دولة الإمارات العربية وترسيخ دورهن الريادي في نهضة المجتمع وبناء إرثه الحضاري في كل مكان وزمان، ملقية الضوء على مجموعة من رياديات إماراتيات ظهرن على أغلفة مجلة "سيدتي" خلال الأشهر الماضية ممن تركن بصمة وصنعن فرقاً في حياة من حولهن وكن قدوة للشابات وصناع المستقبل.
ولتعريف الجمهور أكثر بالدور الهام الملقى على عاتق المرأة في مسيرة التطور التي بدأت تتسارع كثيراً في المنطقة. ومن خلال ما باحت به هؤلاء السيدات لـ "سيدتي" خلال اللقاءات التي حدثت في الأشهر الماضية ونشرت على صفحات المجلة والموقع، أبرزنا العلاقة الوثيقة التي تربط المرأة الإماراتية بمجتمعها وحبها المتجذر للوطن، وسعيها الدائم للمساهمة بدورها التاريخي في رفعة شأن الإمارات محلياً وعالمياً، وكذلك لتمكين النساء بشكل أكبر.
نجلاء المدفع.. روح المبادرة أبرز صفات رواد الأعمال
نجلاءالمدفع، واحدة من أبرز الأسماء الفاعلة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تتولى حالياً منصب المدیر العام لمركز الشارقة لریادة الأعمال (شراع)، وھو كیان حكومي یھدف إلى تأسیس بیئة جاذبة لریادة الأعمال في الشارقة، وتوفیر منصة للتطور والنجاح لأصحاب الأعمال.
التقتها "سيدتي" على صفحة غلافها في عددها الحالي بمناسبة يوم المرأة الإماراتية فتحدثت نجلاء المدفع عن تجربتها ودور المرأة الإماراتية في عملية التنمية، والمستوى الذي وصلته من تطور وتمكين:
"استطاعت المرأة الإماراتيّة بفضل بيئة ريادة الأعمال الحاضنة التي توفّرها دولة الإمارات أن تحقق نجاحاً لافتاً خلال فترة وجيزة، وأصبحنا اليوم نرى حضوراً مميزاً لسيدات الأعمال الإماراتيات في مختلف المجالات والقطاعات، حتى باتت تجربة الإمارات حاضرة على المستوى العالمي، إذ نجحت المرأة خلالها بالمساهمة البارزة في تنمية المجتمع والوطن، وتحقيق الإنجازات التي جعلت منها خير شريك في مسيرة التنمية المستدامة، وركيزة لا غِنى عنها في تربية الأجيال واستدامة الاقتصاد وازدهار البلاد".
ومن واقع خبرتها وهي التي سبق وشغلت منصب شریك أول في شركة ماكنزي آند كومباني في نیویورك، كشفت لنا نجلاء المدفع أهم الصفات التي يجب ان يتحلى بها رائد الأعمال: " روح المبادرة من أبرز صفات رائد الأعمال الناجح، وذلك لما لها من دور بالغ الأهمية في توظيف الإبداع والابتكار في المؤسسة أو المشروع الخاص به وتحقيق قدرة عالية من التنافسيّة المطلوبة لاستمرارية العمل. أمّا الصفة الأخرى التي تُميّز رائد الأعمال الناجح فهي البصيرة والإيجابية، حيث يتحلى من خلالهما بقدرة عالية على استشراف المستقبل والتكيّف مع مستجداته، إلى جانب قدرته على النظر من الزوايا الإيجابية إلى مختلف التجارب التي يمرّ بها، بما فيها التجارب التي لم يوفق فيها، لاستقاء العبر والدروس منها".
وتؤكد المدفع على أهمية دعم الأهل والمجتمع لرواد الأعمال: "الأهل أولاً ثمّ المجتمع يمثلان الداعم الأول والأبرز للشباب وروّاد الأعمال في الخليج العربي، وتحديداً في دولة الإمارات العربيّة المتحدّة، وها نحن اليوم نلمس بوادر هذا الدعم بفضل الوعي الكبير الذي بات يتحلى به المجتمع حول أهميّة ريادة الأعمال في خلق التنمية المستدامة التي تُؤتي ثمارها على الوجه الأكمل خدمةً لمصالح المجتمع بشكل عام، وعائلة رائد الأعمال بشكل خاص.
وتوجهت بنصيحة للشابات المقبلات على عالم ريادة الأعمال: " لا بدّ من الإخلاص للعمل الذي تتطلعنّ إلى النجاح والإبداع فيه، وأن تُكثفنّ من اكتساب المعرفة والاطلاع على مختلف نواحي هذا العمل، والاستلهام من تجارب الناجحين فيه، وكذلك اكتشاف الثغرات للاستفادة من الدروس وأخذ العبر، والتحلي أيضاً بروح المبادرة والإصرار. لا تنتظرنّ أن يتحقق النجاح بسهولة، فالطريق أمامكن لن يكون مفروشاً بالزهور
كما هنئت المدفع المرأة الإماراتية في يومها الوطني، قائلة: لا بدّ للمرأة الإماراتيّة أن تفخر بما وصلت إليه في مختلف القطاعات، وبما حققته من إنجازات باتت تشكّل نموذجاً لنساء العالم، وفي يوم المرأة الإماراتيّة التي تعد مناسبة للاحتفاء بالإنجازات التي حققتها المرأة في مختلف المجالات، كُلنا ثقة بأنّ القادم أفضل، فأمامنا مستقبل مشرق تسعى خلاله دولتنا وقيادتنا إلى أن تكون في مقدمة الأمم على كافة الأصعدة، وتحديداً الصعيد الاقتصادي، وللمرأة في ذلك دور كبير ومكانة مرموقة يجب أن تعمل على توظيفها لتشكل رافعة لوطنها، وشريكاً حقيقيّا للبناء والتنمية.
تابعي المزيد: المديرة التنفيذية لمركز الشارقةلريادة الأعمال «شراع» نجلاء ...
بثنية كاظم.. مازلت أذكر رائحة المكان
"أقول لكل فتاة إماراتية ألا تكتفي بالموجود، ولا تلتزمي بأي منهج، بل كوني المرأة التي توجِد هذا المنهج في أي مجال، كوني أنت صاحبة هذا القرار لا تسمحي لشيء يحد خيالك، دعيه يعملُ فوق الاحتمالات. ولايزال هناك من يحد من قدرات المرأة وأمامكن طريق طويل للتحدي".. كلمات قالتها الكاتبة والسينمائية بثينة كاظم عندما حلت ضيفة على غلاف مجلة سيدتي الصادر في 20 أغسطس 2021.
وبكل شفافية وعفوية تحدثت كاظم التي ساهمت في تطور الفن السابع في المنطقة العربية عن ذكريات طفولتها التي كبرت معها وأثرت ذائقتها وحبها للسينما: "كبرت في دبي.. وعايشت أجمل أوقات سينما النصر، التي لم تعد موجودة، مازلت أذكر رائحة المكان، والأفلام التي رأيتها، وطريقة تعاطي الجمهور مع السينما، وكيف كان ارتيادها حدثاً عائلياً، كل هذا رسخ الفكرة في عقلي الباطن. وكوّن شخصيتي."
ولا تستطيع كاظم إلا أن تستحضر حبها للمكان الذي ترعرعت فيه: "دبي بالنسبة لي حب يتجدد كل سنة، حب أكتشفه من جديد، بيني وبينها علاقة متحولة، ومتعددة الأوجه، هي جزء مني، ليست مجرد مكان تربيت فيه، وأعمل فيه، كل تفصيل في دبي يتجسد فيّ.. لا أقدر أن أقتلع من نفسي وذكرياتي، ودبي هي شي لا يحب الركود.
أجمل ثقافات العالم
رغم حب كاظم الشديد للسينما العالمية، لكنها تشعر بالغبن لتصنيفات السينما التي لا ترى فيها عدلاً، وتعبر عن حلمها بأن تصنع فرقاً وفاء للوطن ولتكون أكثر قرباً لمجتمعها: "أحب الأفلام العالمية، لكنني في النهاية ابنة المنطقة، التي تجمع أجمل ثقافات العالم، وللأسف لايزال يتم تحديد السينما بـ “العالمية” وكأن هناك سينما واحدة هي الأساس، ولها جائزة واحدة، وهذا يغطي على الأعمال العربية، هو الشيء الذي كرست عملي لإبرازه، و مهمتي أن أعطي منصة للسينما النابعة من تجارب المنطقة، ومن صناعها؛ ليحكوا تجاربهم ورواياتهم بأنفسهم، ولا يسمحوا لطرف آخر أن يروي حياتهم".
وليس غريباً التصاق المرأة الإمارتية بهويتها الوطنية وتطوير ذاتها والانطلاق قدما نحو المستقبل وعن السر وراء ذلك أخبرتنا كاظم: "الدعم جاء من كل الجهات، بدءاً من التشريعات التي أطلقتها قيادتنا الحكيمة في الإمارات، فإضافة لرؤية أن يكون للمرأة دور لا نقاش فيه ولا جدال؛ كذلك أن يكون لكل فتاة صغيرة امرأة قدوة في كل المجالات، سواء في القيادات الحكومية أو قطاع سيدات الأعمال
تابعي المزيد: في يوم المرأة الإماراتية الكاتبة والسينمائية بثينة كاظم: سينما ...
د. ميثاء بوحميد .. الإعلام جزء من تاريخ الإمارات
د. ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة التقتها "سيدتي" في ديسمبر الماضي، بمناسبة اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات. وكانت قد أطلقت في العام الأول لتوليها إدارة النادي مبادرات عدة محولة إياه لواحد من أنشط نوادي الصحافة في العالم. وترى كاظم إن دور الإعلام الفاعل يتمثل في بناء الوجه الحضاري للأوطان والتعريف بالبلد بشكل مناسب وتابعت: "الإعلام جزء من تاريخ الإمارات، وشاهد عليه منذ قيام الدولة، حيث أدرك الآباء المؤسسون أهميته بالتعريف بحلم الدولة، وتوجهاتها ومواقفها".
وعن أبرز خطوط أجندة الإعلام الإماراتي بعد مرور 50 سنة على الاتحاد قالت بوحميد: "حقق إعلامنا الإماراتي العديد من الإنجازات خلال الخمسين سنة الماضية، ولكن هذا لا يعني أنه بمقدورنا أن نستريح، فما زالت هناك مساحة كبيرة أمام إعلامنا للتحسين والتطوير، خاصة ما يتعلق بأخذ زمام المبادرة، سواء بالنسبة للمواضيع المحلية، أو بالنسبة لتعزيز سمعة الإمارات في الخارج".
ويبرز الفخر بالوطن والالتصاق به جليا عندما تشرح بوحميد: "نعيش في دولة تهتم بالإنسان، وتسعى لتوفير مقومات النجاح والإبداع والتميز. لقد من الله علينا بقادة يسابقون الوقت نحو المستقبل، وبدولة متجددة يختصر تطورها الزمن." .
ولا ينتهي الأمر هنا بل تبرز مديرة نادي دبي للصحافة المسؤوليات المستقبلية: "يرتب على قطاع الإعلام، مسؤولية كبيرة، وبرأيي من أبرز خطوط الأجندة الإعلامية؛ أن يكون إعلامنا الإماراتي مواكباً لهذه السمعة، ويعمل على تعزيزها وترسيخها، عبر الإسهام في إبراز جهود الدولة في العديد من جوانب الحياة العلمية والإنسانية والاقتصادية. وتستدرك بوحميد: "ويجب أن نشير إلى أن المكانة العالمية والإقليمية المتقدمة لدولة الإمارات في التوازن بين الجنسين لم تأتِ من فراغ، بل تستند إلى إرث عميق ونهج أصيل بنيت عليه الدولة قبل 50 عاماً.
تابعي المزيد: في اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة مديرة نادي ...
منى عيسى القرق.. إمكانيات الإماراتيات غير محدودة
هي سيدة الأعمال الإماراتية منى عيسى القرق، التي تصدرت غلاف سيدتي في أبريل الماضي، عرفت بمبادراتها الإنسانية، وسبق وعملت مع مؤسسة بيل وميليندا جيتس الخيرية، ما أكسبها خبرة في العمل في هذا المجال في المنطقة. تعزي نجاحها لمن حولها وتؤمن بأن القيادة الحقيقية تكمن في دعم الآخرين «تجاربي في الحياة رسمت ملامح شخصيتي بصورة إيجابية، وأشعر بالامتنان لنشأتي في بيئة حاضنة تشجّع العمل الدؤوب بدعم كبير من والدي، كما أنني من الداعمين للمرأة في قطاع الفنون وريادة الأعمال، وأرى إمكانات السيدات غير محدودة لكنها بحاجة للدعم".
جعلت رئيسة مجلس إدارة القيادات العربية الشابة، المرأة من أولوياتها، وضمن مبادراتها الشخصية أطلقت منحةً مالية طويلة الأمد لدعم البرامج الرامية لتعزيز الإمكانيات الاقتصادية للمرأة في الشرق الأوسط، وإطلاق العنان لقدراتها وتغيير المجتمعات نحو الأفضل.
وتتوجه القرق بنصيحة للإماراتيات: «لا تقبلن أن يحد العمر، أو الظروف، أو المجتمع، أو توقعات الآخرين من قدرتكن على النجاح. ارفعن سقف أحلامكن ولا تحمّلن أنفسكن ما لا تحتمل في الوقت ذاته. واخترن المواجهة عند الشدائد، فالظروف تتغير مع الوقت. ويستطيع كُلٌّ منا أن يؤدي دوره الأساسي في رسم ملامح عالم تزدهر فيه المساواة بين الجنسين».
وعن تمكين المرأة كشفت لنا: «علينا الاستثمار في البرامج التي تغيّر العقلية السائدة بين الرجال والسيدات على حد سواء. ويمكن لأقسام الموارد البشرية اتخاذ قرارات عادلة تمنح الفرص المتكافئة لكلا الجنسين«، وأشارت القرق لدراسة أجراها معهد بيترسن للاقتصاد الدولي برعاية مؤسسة رنست ويونغ في عام 2016، إلى أنّ «الشركات التي تحظى بتمثيل نسائي يصل إلى 30% في المناصب القيادية قادرة على تحقيق زيادة بنسبة 6% في هوامشها الصافية».
تابعي المزيد: سيدة الأعمال الإماراتية منى عيسى القرق:أستقي الدروس من تجارب ...
آمنة بني هاشم.. الأفعال أعلى صوتاً من الكلام
تأمل فارسة القفز الإماراتية آمنة بني هاشم أن تحصل السيدات على قدر أكبر من الاهتمام الذي يحظى به الرجال في الرياضة، وأخبرتنا خلال لقاء "سيدتي" بها في يوليو 2022 عن طموحاتها وحماسها لتحل المرأة الإماراتية في مراكز متقدمة وتحقق أحلامها: «سعدت للغاية بظهور المرأة العربية في البطولات العالمية، لقد قطعنا شوطاً كبيراً على طريق الإنجازات«.
وترى أن للمجتمع والأهل دور أساسي في دعم الرياضيات في الخليج العربي: «أؤمن بأن للأسرة والمجتمع دوراً بالغ الأهمية في دعم الرياضات والتعليم بشكل عام في دول الخليج العربية؛ حيث يمكنها أن تُرسي الأسس منذ سن مبكرة للغاية، وترسخ لدى الأطفال حب التعليم منذ نعومة أظفارهم، وتوفر لهم الموارد اللازمة للتفوق والنجاح. يمكننا بوصفنا مجتمعاً العمل معاً من أجل رفع إمكانات الأطفال في دول الخليج العربية، وأن نكون قدوة لهم«
وتتوجه بني هاشم للشابات: «أنصح بالحفاظ على الهدوء دوماً، وبذل أقصى الجهد في الوقت ذاته، فالأفعال أعلى صوتاً وأكبر أثراً من الكلام، عليكنّ الإيمان بأنفسكنّ وبرؤيتكنّ، وهذا هو مفتاح الاستمرار عندما تصعب الأمور«.
وعن أهم المواقف أسرت لنا بني هاشم: «كانت أهم لحظات النجاح في مسيرتي الرياضية الفوز ببطولة الإمارات عام 2021، وتكريمي من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم« وتتابع: «خلال مساري الرياضي، ارتكبت العديد من الأخطاء بسبب نقص الخبرة وعدم توافر التوجيه أحياناً، ولكنها جعلتني أكثر قوة ومرونة؛ لأنني تعلمت منها، واستفدت على المدى الطويل، وتعلمت منها لأصبح أفضل مع الوقت«.
تابعي المزيد: فارسة القفز الإماراتية آمنة بني هاشم:التمكين ... - مجلة سيدتي