بين نهج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجهود الجمعيات النسائية، والاتحاد النسائي العام، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومؤسسة التنمية الأسرية تحت رئاسة الشيخة فاطمة بنت مبارك، التي أنشأت مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، والمستقبل الذي صنعه كل قادة الإمارات السبع، حقائق جمعت خمس رئيسات تنفيذيات لمؤسسات حكومية وخاصة، ليشكرن هؤلاء القادة، وليروين لـ «سيدتي»، قصص نجاحهن والصعوبات التي مررن بها، وتلك الطريق الممهدة، التي حولتها إلى تحديات، حتى وصلن إلى ما هنّ عليه في يوم المرأة الإماراتية، الذي يصادف في 28 أغسطس، تحت شعار: «واقع ملهم.. مستقبل مستدام».
الرئيسة التنفيذية لهيئة الأوراق المالية والسلع
د. مريم بطي السويدي: أحلامكن ستفوق التوقعات
كان الشيخ زايد يقول: «المرأة يمكنها أن تقدم الكثير من الإنجازات عندما تجد من يشجعها ويزرع الثقة في نفسها». هذا ما ذكرته «الدكتورة مريم السويدي»، أول إماراتية تشغل منصب الرئيس التنفيذي لهيئة الأوراق المالية، وتابعت: «تحقق الحلم حتى أصبحت ابنة الإمارات وزيرة وطبيبة ومهندسة ودبلوماسية وسيدة أعمال وقاضية ورائدة فضاء، وممثلة للدولة في منظمات ومؤسسات عالمية».
بكل فخر
نالت د. مريم جائزة الشيخ راشد للتفوق العلمي، ثم حصلتُ على دكتوراه في القانون تخصص الأسواق المالية من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة، تتابع قائلة: «حصلتُ على دبلوم في مكافحة غسل الأموال (AML) من جمعية الامتثال الدولية بالمملكة المتحدة.. وأنا أول امرأة تشغل منصب رئيس تنفيذي لهيئة الأوراق المالية على مستوى مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى كوني أول امرأة إماراتية تعتمد بوصفها مقيماً وخبيراً في الدولة في مجال مكافحة غسل الأموال من قبل مجموعة العمل المالي (فاتف) ومقرها باريس».
الابتكار والإبداع
أنشد نظرةً تستشرف المستقبل، وتعزيزاً لثقة المستثمرين في الأسواق المالية المحلية
التحدي الذي واجهته د. مريم بدأ منذ توليها منصب الرئيس التنفيذي، هو مواكبة التطورات السريعة في الأسواق، والتوجه إلى تطبيقات التكنولوجيا المالية المتطورة للحفاظ على التنافسية السوقية؛ توضح قائلة: «يتطلب هذا من الموظفين التحلي بروح المثابرة، والتحمل، والمنافسة، والطموح.. لتقديم خدمات تلبي احتياجات المستثمرين، وواجهني تحدي تعزيز بعض المفاهيم وغرس مفاهيم جديدة مثل: الابتكار، والإبداع، واللامركزية، وكنت أنشد نظرة تستشرف المستقبل، وحساً جيداً للاستفادة من الفرص، إضافة إلى تعزيز ثقة المستثمرين في الأسواق المالية المحلية».
مرحلة الحلم
تتذكر د. مريم والدها – رحمه الله – الذي نصحها بعد إكمالها للتعليم الثانوي بدراسة القانون والتخطيط للمستقبل على المدى البعيد؛ الأمر الذي رسم لها خارطة طريق واضحة، تواصل حديثها: «كان لمعالي عبيد الطاير، ومعالي مبارك المنصوري، ومعالي عبد الله بن طوق، وحالياً معالي محمد علي الشرفاء، رئيس مجلس إدارة الهيئة، الأثر الكبير في مسيرة عملي؛ بتشجيعي على الاجتهاد والإصرار على النجاح والعمل كفريق واحد، وأنا أرى المستقبل تحقيقاً لمرحلة أعلى من الحلم، وأقول لكل الإماراتيات: «ارفعن سقف أحلامكن بحيث لا يكون لها حد، فالتطور مستمر، وأنا كلي ثقة أن أحلامكن ستفوق التوقعات».
الأمينة العامة لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، والمديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة
شمسة صالح: سنحقق الهدف الخامس من التنمية المستدامة
أمنيات وأحلام القيادة الإماراتية للمرأة، سبقت أحلام وتطلعات المرأة نفسها، كما تقول شمسة صالح، الأمين العام لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، والمدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة نحن في الإمارات محظوظون بقيادة آمنت منذ تأسيس الدولة قبل 50 عاماً بأهمية دور المرأة وحقها في العمل، وأن نهضة الإمارات لن تتحقق إلا بمشاركة الرجل والمرأة، تتابع شمسة: «المرأة الإماراتية اليوم وزيرة، وعضو في البرلمان، وطبيبة، وسفيرة، وعالمة فضاء، ومهندسة وعسكرية، وطيارة، وإعلامية، بل كانت أول امرأة في الشرق الأوسط تتولى منصب رئيس البرلمان في خطوة غير مسبوقة على مستوى المنطقة».
تشريعات إلزامية
نسبة تمثيل المرأة في البرلمان تصل إلى 50%، وهي من أعلى النسب في العالم، كما أن المرأة ممثلة بنسبة 27.5% من حيث عدد الوزراء في الحكومة الاتحادية، وهي أيضاً من أعلى المعدلات إقليمياً وعالمياً، هي أرقام أكدتها شمسة، واستدركت قائلة: «الإمارات هي أول دولة في المنطقة وثاني دولة في العالم تصدر تشريعاً إلزامياً لشركات المساهمة العامة المدرجة في أسواق المال بتمثيل المرأة في مجالس إداراتها».
الرؤية الداعمة
حصلت شمسة على مكاسب ومزايا بدعم القيادة الإماراتية، تتابع: «خلال عملي في المؤسسة والمجلس أطلقنا مبادرات عديدة لتعزيز المسيرة الداعمة للمرأة في الإمارات تحقيقاً للهدف الخامس من التنمية المستدامة، والمشاريع تأتي في إطار الرؤية الداعمة للمرأة لحرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة». ما واجهته شمسة في طريقها القيادي مجرد تحديات، والتحدي الأكبر هو مواكبة فكر القيادة الإماراتية الرشيدة ورؤيتها وتطلعاتها لمواصلة تحقيق نقلات نوعية في العمل الحكومي، تستدرك قائلة: «لتظل الإمارات الوجهة المفضلة، ولتواصل المرأة دورها المهم في تحقيق هذه الرؤية المستقبلية التي تشكل هدفاً وطنياً لنا جميعاً».
للإماراتية أولوية في الرؤية المستقبلية والخطة الخمسينية
الثقة في تمثيلي
تأتي الأسرة في مقدمة الداعمين لشمسة منذ بداياتها، تعلّق قائلة: «كما أن مؤسسة دبي للمرأة أصبحت نموذجاً يحتذى به للمؤسسات الحكومية المعنية بالمرأة». بنظرة تفاؤلية إلى مستقبل الإمارات ودور المرأة فيه، تلفت شمسة إلى كم التشريعات والسياسات الداعمة لها خلال السنوات الثلاث الماضية، وتوضح: «لها أولوية في الرؤية المستقبلية لقيادتنا الرشيدة، ومرتكزاً رئيسياً في خطة الخمسين عاماً القادمة في الدولة لتحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية».
تعرّفي إلى المزيد: أول إماراتية حاصة على دكتوراه في الدراسات المتحفية..مديرة أكاديمية «بادري» للمعرفة وبناء القدرات الدكتورة منى آل علي: التردد أكبر تحدٍ يواجه المرأة
الرئيسة التنفيذية لـشركة سلطان بن علي العويس للعقارات
حليمة العويس: لا خوف من المستقبل
تجد حليمة العويس، الرئيسة التنفيذية لـشركة سلطان بن علي العويس للعقارات، أننا قبل سنوات كان يستوجب على المرأة الإماراتية، أن تخطط لطريق مستقبلها، أما اليوم فكل شيء موجود، الطريق ممهد أمامها، والدعم الحكومي ساندها إلى أبعد الحدود. ربما كانت المرأة الإماراتية، كما تقول حليمة، بحاجة إلى بذل الجهود، تستدرك قائلة: «أنا لا أقول إن على المرأة أن تصل إلى مرحلة التعب، هو مجرد بذل الجهد، وهناك أمل كبير بأننا سننمو بأعمالنا وشخصياتنا، من دون وجود عائق يقيدنا بوصفنا نساء».
تغير الوضع تماماً، وهو يسير على طريق الاستدامة، كما تقول حليمة، وتتابع: «الفكر في دولتنا تطور؛ حيث لم يتبق هناك عذر للمرأة بأن تتراجع بسبب أي عراقيل، كل ما علينا وضع الهدف طويل المدى، وكل فترة علينا مراجعة هذا الهدف».
تشعر حليمة بأنها حققت الكثير من التطورات خلال السنوات العشرين الماضية، تستدرك قائلة: «لم أتوقع وأنا صغيرة أنني يمكن أن أصل إلى ما وصلت إليه، أنا من 15 سنة أدير شركة استثمارية للعقارات، وهو مجال للرجال، حتى في الدول الغربية، كما أن حكومة الشارقة وضعتني في غرفة تجارتها، وأيضاً عضو في بنك الاستثمار، وما زلت أتطور مع زخم كبير من دعم الرجال والنساء أيضاً».
«بل تستطيعين»!
إذا نظرت حولك في المجتمع، ستجد دائماً أشخاصاً لا يريدونك في هذا المكان، هذه هي الصعوبة التي واجهتها حليمة، وتغلبت عليها بقوة الشخصية، تتابع قائلة: «هو ليس كرهاً، بل ربما خوف، لدرجة أنه تم رفع قضية بحقي بادعاء أنني غير مؤهلة لهذه الإدارة، بسبب صغر سني، والقضية لم تصل إلى المحكمة.. إلى اليوم ما زلت أدير أموالاً، وبنجاح، لمن رفعوا القضية ضدي».
تلقت حليمة الدعم المباشر وابن عمها علي سالم العويس، رحمه الله، من شقيقها علي بن حميد، تستدرك قائلة: «كان عمري 23 سنة، أبديت له خوفي، أتذكر عباراته: «بل تستطيعين».
حلمية أم لابنتين، واحدة في الـ 16 والثانية في الـ 14 من عمرهما، عنهما تقول: «عندما أنجبتهما كان الخوف يتملكني على مستقبلهما، أما الآن فأنا لست خائفة أبداً، لأننا في دولة تدعم المرأة مهما كانت خياراتها، نحن في دولة النساء تدعم فيها الرجال، والعكس تماماً».
الرئيسة التنفيذية لمجموعة إس جي آر
سحر راستي: الاجتهاد والتعب يقودان إلى تحقيق الإنجازات
كل المجالات مفتوحة أمام المرأة، لذلك فكرت سحر راستي، أول إماراتية تعمل في مجال الملاحة البحرية، التوجه نحو مجال الفضاء، لكنها لم تجد امرأة تعمل في المجال البحري، فقررت دخوله.
سحر هي أول امرأة إماراتية مؤسسة ورئيسة تنفيذية لمجموعة إس جي آر، ومنها شركة ملاحة في القطاع البحري، وهي تربط القطاع البحري بمستقبل مشرق لكل فتاة إماراتية؛ لأنه يستوعب الكثير من التخصصات، تواصل قائلة: «هدفي أن أستعين بمواطنين لتدريبهم على بناء قاطرات تكون من صنع إماراتي 100%... شركتي الآن تزود الأكاديمية البحرية بنظام كامل للتعليم عن بعد، وقد وقعنا اتفاقية للتعاون المشترك مع هيئة قناة السويس. فالمرأة قادرة على أن تفعل المستحيل في دولة اللامستحيل، والاجتهاد والتعب يقودان إلى تحقيق الإنجازات».
هدفي بناء قاطرات تكون من صنع إماراتي 100%
قصتي مع البحر
لم تمر سحر بصعوبات في تأسيس شركتها، بل كانت مجرد تحديات، تتابع قائلة: «الصعوبات التي مررت بي ما زالت أحداثها محفورة في ذاكرتي، كانت مع البحر، منها البعد عن الأهل، ودوار البحر الذي يصيب بالغثيان، والساعات الطويلة، وأشعة الشمس، وكنت المرأة الوحيدة في التعليم الأكاديمي، الحياة علمتني إيجاد الحلول الصعبة لأي تحديات، فأنا قائدة لعائلتي. أسعى أن يعيش أولادي حياة دراسية وترفيهية مثمرة... والبحر علمني اتخاذ القرارات وحسن الإدارة والتصرف، حتى افتتحت شركتي الخاصة».
سحر التي قادت أهم أنواع السفن، ومنها القاطرة البحرية، بجانب سفن صيانة المساعدات الملاحية، وأنواع أخرى، أكملت دراستها في عالم اليخوت. ولم تكتف بهذه المبادرات في حياتها، بل دخلت في عالم الغوص، ووصلت إلى المرحلة الثانية، فهي تعشق الوجود في عالم البحار بكل أنواعه، تقول لكل فتاة: «افتخري أنّك امرأة ولست أقلّ جدارة لتخوضي تجاربك الصعبة، فإماراتنا الحبيبة، وفّرت أكاديميتين، بأعلى المستويات، الأولى الأكاديمية البحرية في أبوظبي، وكلية العلوم والتكنولوجيا التطبيقية في خورفكان، وأنا أرحب بكل فتاة ترغب في الالتحاق بدورة ومستعدة لتدريبها».
المؤسسة والرئيسة التنفيذية في وكالة الاتصالات التسويقية «بيز كوم»
هبة المنصوري: عملت نساؤنا في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية
من خلال عمل هبة المنصوري، المؤسسة والرئيسة التنفيذية في وكالة الاتصالات التسويقية «بيز كوم»، في مجال تكنولوجيا الإعلام لسنوات عديدة، تعتقد أنه بإمكان الشابات الإماراتيات تقديم مساهمة كبيرة في مواجهة التحديات الحالية.
نحن ملتزمون ببناء مجتمع رقمي إيجابي وآمن، تتابع هبة: "بوصفي رائدة أعمال، أطلقت العام الماضي عملي الثالث في الإمارات العربية المتحدة، مينانيوزواير - MENA Newswire، أول موقع إخباري في المنطقة لا يعتمد على الإتش تي إم إل HTML القديمة أو رسائل البريد الإلكتروني لمشاركة المحتوى.. مينانيوزواير هي شركة تكنولوجيا إعلامية تعيد تشكيل مستقبل توزيع المحتوى، لمواكبة التطور العالمي في عالم الأخبار التي تدمج الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتخزين وإرشادات مشرفي المواقع من غوغل وتوفر نتائج التحليلات بمجرد نشر المحتوى على مواقع الويب وبوابات الأخبار.. يشاركني في ذلك فريق كبير، من الشباب والشابات".
المستقبل أمامنا، ولا للحديث عن المساواة فحقوقنا نلناها كاملاً
أمي آمنت بقدراتي
تجد هبة أن أكثر المصاعب في مركزها، هي القدرة على التوفيق بين البيت والعمل؛ لأن البيئة التنافسية تستوجب تقديم الخدمات التقنية الجديدة، تعلّق قائلة لا مجال للتقاعس".
أعلنت هبة عن إبرام شراكة استراتيجية مع "ديلي هنت Daily hunt"، المنصة رقم واحد في الهند لتقديم محتوى الأخبار باللغات المحلية والمملوكة لشركة VerSe Innovation، التي تقدر قيمتها السوقية الحالية بـ5 مليارات دولار، وشركاؤها من غوغل ومايكروسفت، تستدرك هبة: "واجهت صعوبة في إقناع الشركة بدخول المنطقة، لكننا نفخر بوصفنا إماراتيين أننا بتنا في دولة تصنع الخبر".
تتذكر هبة والدتها، أساس نجاحها؛ حيث آمنت بقدراتها، وعلمتها ما هي المكتبة مذ كان عمرها 4 سنوات، تستدرك قائلة: "كانت تبعد عني كلمة فشل، وتسميها فرصة كي أعيد الكرّة مرة ثانية، وأمي هي مثال على أن المرأة في الإمارات، شخصية داعمة للعلم، منذ عشرات السنين".
تنهي هبة حديثها بالقول: "المستقبل ما زال أمامنا، لم يعد هناك داعٍ للحديث عن المساواة والمجتمع الذكوري، حقوقنا نلناها كاملاً، والتعليم مستمر على الرغم من صعوبته، لكن المرأة تواصل التحدي".
تعرّفي إلى المزيد: المديرة التنفيذية لمركز الشارقة لريادة الأعمال «شراع» نجلاء المدفع: وطننا العربي يزخر بقياديات متميزات