للمرة ال17 اديبة تفوز بجائزة نوبل بعد أن أعلنت الأكاديمية السويدية، منح جائزة نوبل للآداب في دورتها لعام 2022، للكاتبة الفرنسية آني إرنو، وذلك «للشجاعة والبراعة التي اكتشفت بها الجذور والاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية»؛ لتصبح المرأة الـ17 التي تفوز بنوبل للأدب.
وُلدت الكاتبة الفرنسية آني إرنو في عام 1940، ونشأت في بلدة يفيتوت الصغيرة في نورماندي؛ حيث كان لدى والديها متجر بقالة ومقهى مشتركين. كان طريقها إلى التأليف طويلاً وشاقاً.
وسيجري تسليم الجوائز في ذكرى وفاة نوبل في 10 من ديسمبر المقبل، وخلال الحفل يحصل الفائزون على 10 ملايين كرونة سويدية «900 ألف دولار» لكل فئة، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية، وشهادة تقدير.
يُشار إلى أنه منذ أن انطلقت أولى دورات جائزة نوبل العالمية في عام 1901، حصلت 16 كاتبة على جائزة نوبل في الأدب، من بين 118 فائزاً على مدار تاريخ الجائزة الأشهر في تاريخ الأدب، وبذلك يصبح عدد الكاتبات الفائزات بجائزة نوبل 17 كاتبة.
آني إرنو سيدة الأدب الفرنسي:
وبحسب ( france24) هكذا كانت تلقبها وسائل الإعلام الفرنسية قبل فوزها بجائزة نوبل في الأدب لعام 2022، التي أصبحت بذلك الكاتبة الـ17 من بين 119 فائزاً في تاريخ الجائزة الأشهر في تاريخ الأدب العالمي، منذ أن انطلقت في عام 1901، وحتى عام 2022، ووفقاً للأكاديمية السويدية؛ فقد منحت جائزة نوبل للآداب لعام 2022، وذلك «لشجاعتها وبراعتها التي كشفت بها جذور الاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية».
وُلدت آني إرنو عام 1940 وترعرعت في بلدة يفيتوت الصغيرة في نورماندي، في أسرة متوسطة، لكنها طموح؛ فكان لوالديها محل بقالة ومقهى، واستطاع والداها انتشال أنفسهما من الحياة البروليتارية إلى الحياة البرجوازية، وهو ما عبرت عنه كثيراً في أعمالها التي اهتمت بفروق الطبقات المجتمعية.
لم تكن آني إرنو كاتبة مجهولة على الأقل بين قومها، وإلا لما لقبوها بسيدة الأدب الفرنسي، وما اهتمت وسائل الإعلام الفرنسية منذ سنوات بنشر صورها منذ طفولتها وهى في سن التاسعة من عمرها.
إحدى الصور التي منحتها آني إرنو لوسائل الإعلام، قالت إنها كانت مع والدها وكلبها، كما أوضحت أنه يبدو في الصورة عابساً ومنزعجاً؛ لأن والدتها كانت تلتقط الصورة وكان والدها قلقاً من أنها ستفعل ذلك بشكل خاطئ.
أيضا توجد صورة للكاتبة آني إرنو، وهي في عمر 18 عاماً، مع والدتها، أما المقهى الذي يملكه والدها، بالإضافة إلى ذلك، فهناك صورتها وهي في عمر 24 عاماً، مع زوجها، حينما كانا يعيشان في بوردو، وحينها كانا لا يزالان طالبين، وكان لديهما حينها طفل.
تملك الكاتبة الفرنسية آني إرنو الفائزة بجائزة نوبل، مكانة أدبية رفيعة، حيث سبق أن وصلت بتحفتها الإبداعية رواية «السنوات» إلى القائمة القصيرة للبوكر الدولية عام 2019، وهو العام ذاته الذي شهد تحول عملها الروائي «الحدث»، إلى فيلم حاز جائزة الأسد الذهبي في مهرجان نيس بالعام 2021.
يتسم أسلوب الفائزة بجائزة نوبل بالميل إلى التكثيف، وتوظيف الجمل القصيرة لإيصال المعاني بسلاسة داخل مقطع سردي موجز، إلى جانب المزج بين سرد ووصف مشهد عام وآخر خاص، مع انتقال سلس بين الماضي والحاضر وهكذا، حيث تربطها علاقة وطيدة بالزمن والذاكرة في أغلب نصوصها.
وصف فوزها بالشرف
وقد وصفت إرنو فوزها بالجائزة بأنه «شرف كبير» وكذلك «مسؤولية كبيرة» أُعطيت لها للشهادة من أجل «الإنصاف والعدالة». وقالت: «أعتبر أنني أُعطيت شرفاً كبيراً، وبالنسبة لي في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة، وهي مسؤولية أُعطيت لي من خلال منحي جائزة نوبل». وأضافت «يعني ذلك إعطاء شهادة عن شكل من أشكال الإنصاف والعدالة في ما يتعلق بالعالم».
تتذكر الكاتبة الفرنسية آني إرنو أصولها الشعبية على الدوام، تقول: «أنا أول من أنجز دراسات عليا في عائلة تتكون من العمال والتجار الصغار»، دون تفويت الحديث عن أمور حياتها العاطفية، لكن من دون أن تضع نفسها ركيزة أساسية في قلب ما تكتب أو تدون، هو ما يُطلق عليه بتقنية «السرد المراوغ».
يُذكر أن الغلبة النسائية في الأعوام الثلاثة الأخيرة كانت مدعاة تفاؤل للمؤلفات اللاتي كانت متداولة أسماؤهن بوصفهن مؤهلات للفوز ومنهن الأمريكية جويس كارول أوتس، والفرنسيتان آني إرنو وماريز كوندي، والكندية مارغريت أتوود.
وحصلت 16 امرأة على الجائزة الأدبية المرموقة منذ تأسيسها، كانت أولاهن الكاتبة السويدية سلمى لاغيرلوف عام 1909.
وكان من بين المحتمل منحهن الجائزة أيضاً الروسية لودميلا أوليتسكايا التي سيكون فوزها لو حصل فعلاً، بمنزلة رسالة مناهضة للرئيس فلاديمير بوتين بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وكانت مواقع المراهنات تتجه لكفة الفرنسي ميشال ويلبيك المرجحة، وهو يتقدم على الشاعرة الكندية آن كارسون أو البريطاني سلمان رشدي الذي نجا من محاولة قتل في أغسطس «آب»، ولم تشجب الأكاديمية إلا عام 2016 الفتوى التي استهدفت رشدي على خلفية كتابه «آيات شيطانية» من منطلق حرصها على الحياد؛ ما أثار استياء عدد من أعضائها.
مرشحون آخرون
وكان من الأسماء المتداولة دائماً أيضاً الكيني نغوغي واثيونغو، والمجري لازلو كراسزناوركي، والأمريكيان توماس بينشون ودون ديليلو.
ويقول الناقد الأدبي في «داغينز نيهتر» يوناس ثينتي، «روايات ما بعد الحداثة الأمريكية لم تحصل على أي جائزة حتى الآن».
ومن المرشحين الآخرين النرويجيان جون فوس وكارل أوف كناوسغارد اللذان كانا يأملان أن يعيد فوز أي منهما -إذا حصل- نوبل إلى مهدها الإسكندينافي بعد أكثر من عشرة أعوام على منح جائزة الأدب للسويدي توماس ترانسترومر.