كيف أتغلب على شعور الغربةللعيش في بلد آخر بغرض العمل أو الدراسة؟، كثير من المغتربين يسألون ذات السؤال، حيث يعتبر الأمر تجربةً صعبة بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين لا يتحمّلون الظروف الصعبة التي تفرضها الغربة عليهم، كالعيش وحيداً مثلاً والبعد عن الأهل والأصدقاء، وعن العائلة التي يشعر الإنسان ضمنها بالأمان والراحة النفسيّة.
والمُغترب هو ذلك الشخص الذي يُقيم بشكل مؤقت أو دائم في بلد غير بلده الأصلي، وعندما يبدأ المغتربون حياة جديدة في البلاد التي انتقلوا إليها، فإنهم يواجهون تحديات تتعلق بطرق تكيفهم مع العيش في تلك البلاد، تقول الدكتورة أميرة حبارير الخبيرة النفسية لسيدتي : كيفية التغلب على شعور الغربة ليس من السهل تفعيله ومن المهم قبل الاغتراب والمغادرة أن تتقبل فكرة الانتقال نفسها، لأن ذلك سيساعد على الاستقرار بشكل أسرع في المكان الجديد. يوصي الخبراء أن يبدأ المغتربون في حضور دورات تعلم لغة الدولة التي سينتقلون إليها قبل ستة أشهر على الأقل من وصولهم إلى ذلك البلد الجديد.
تخطي الشعور بالغربة
ولك مغترب يريد جواباً على السؤال (كيف أتغلب على شعور الغربة) نخبره أن اكتئاب الغربة أحد أكثر الأمراض النفسيّة التي يُعاني منها المغترب، والتي تعيقه عن التأقلم مع ظروف البلد الجديد، ومن بناء علاقات اجتماعيّة، وتتلخص أعراض هذا الشعور بـ:
1. الشعور بالخوف والملل الدائم.
2. عدم الرغبة في الاختلاط مع الآخرين وفتح أحاديث معهم.
3. الشعور بالضياع والرغبة بالبكاء.
4. عدم القدرة على النوم خلال الليل.
5. فقدان الشهيّة لتناول الطعام، أو فرط الشهيّة.
6. سيطرة الأفكار السوداوية السلبيّة على العقل.
نصائح للتعايش مع الحنين إلى الوطن والعائلة
ولكي يتمكن الشخص من تخطي شعور الغربة والحنين إلى الوطن والعائلة، عليهِ أن يتقيّد بالنوم الصحي، وتجنّب السهر، فلا شيء من الممكن أن يُساهم في تراجع الحالة النفسيّة للإنسان وبشكل خاص خلال الأشهر الأولى من الغربة أكثر من قلّة النوم والسهر الطويل خلال الليل، وذلك لأنّ هذهِ العادة تنعكس سلباً على صحة الدماغ والعقل وقدرته على العمل بشكلٍ سليم لتوليد الراحة وهرمون السعادة في الجسم، لهذا فإنّ الخبراء ينصحون الإنسان الذي يرغب بالتغلب على شعور الغربة بتجنّب السهر خلال والنوم لمدة لا تقل عن 8 ساعات خلال الليل.
- الاستيقاظ في الصباح الباكر:
إنّ شمس الصباح تساعد على زيادة تحريض الجسم لإنتاج هرمون السعادة الذي يبعث في نفس الإنسان مشاعر مليئة بالسرور والتفاؤل بعيداً عن كلّ العوامل التي قد تصيبه بالاكتئاب والإحباط خلال كيف أتغلب على شعور الغربة، لهذا من الضروري أن يستيقظ الإنسان كل يوم مبكراً وأن يقف على الشرفة لاستنشاق الهواء النظيف والاستمتاع بشمس الصباح.
- ممارسة التمارين الرياضيّة:
تساعد الرياضة على تنشيط الدورة الدموية لسرعة وصول الأوكسجين إلى المخ والدماغ، وذلك لتحسين الحالة المزاجيّة العامة للإنسان، كما تساعد على كسر الروتين الممل وتجديد النشاط والأمل داخل الإنسان، لهذا من الضروري أن يواظب الإنسان خلال كيف أتغلب على شعور الغربة؟! على ممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة ولمدة لا تقل عن النصف ساعة، ويُفضل ممارسة رياضة المشي في الطبيعة، أو الآيروبيك التي تساعد على إخراج الطاقة السلبيّة من الجسم.
- تعزيز العلاقات الاجتماعيّة:
لتجنّب الإصابة من كيف أتغلب على شعور الغربة بكافة الأمراض النفسيّة بما فيها الاكتئاب النفسي، عليه أن يحاول اغتنام علاقات العمل وتطويرها لتتحول لعلاقات شخصيّة خارج العمل، وذلك لكي يُعزز من صداقاتهِ وعلاقاتهِ الاجتماعيّة، كما يُمكنه أن يتعرّف على أصدقاء جدد عن طريق التسجيل مثلاً في الأندية الرياضيّة، وحضور المناسبات الاجتماعيّة والندوات الثقافيّة.
- الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
بالرغم من فوائد وسائل التواصل الاجتماعي، إلّا أنّ المبالغة في استخدامها والانفصال عن الواقع الحقيقي يؤدي إلى تدهور الحالة النفسيّة للمغترب، وازدياد شعورهِ بالغربة والانعزال، لهذا عليك أن تكون معتدلاً في تصفح الإنترنت، وأن توجه اهتمامك للتفاعل مع العالم الواقعي لتكسب المزيد من الأصدقاء وتطوّر علاقاتك الاجتماعيّة.
- لا تنسى هواياتك:
يجب على الإنسان خلال فترة كيف أتغلب على شعور الغربة أن يهتم بممارسة هواياتهِ الجميلة التي طالما ساعدته على تنمية شخصيتهِ وصقلها، وطالما أبعدت عنه الروتين والشعور بالملل والاكتئاب.
- التواصل اليومي مع الأهل في الوطن:
ليُخفف الإنسان من شعورهِ بصعوبة الغربة ومشتقاتها، يجب عليهِ أن يواظب على الاتصال مع أسرتهِ وأصدقائهِ في الوطن، وذلك عن طريق الصوت والصورة، وذلك لأنّ هذه العادة تساهم في قتل إحساس الغربة والوحدة.
- التعرّف على البلد الجديد:
يجب على المغترب أن يتعرّف جيداً على البلد الجديد الذي يعيش فيهِ والاطلاع على الأماكن السياحيّة الموجودة فيهِ، بالإضافة للاطلاع على ثقافتهِ وإتقان اللغة المستخدمة فيهِ، وذلك لكي يندمج مع المجتمع الجديد ومع طقوسه وعاداته، وليشعر بأنّهُ أصبح جزءاً من هذا المجتمع وليس غريباً عنه.
- التخلّص من الخجل:
من الطبيعي أن يشعر المغترب بشيء من الخجل والارتباك خلال الفترة الأولى من السفر إلى البلد الجديد، ولكن من غير الطبيعي أن يسيطر هذا الخجل عليهِ ويمنعهُ من العيش بطريقةٍ طبيعية كغيرهِ من المواطنين والسكان، لهذا يجب على المغترب أن يتحرر من خجلهِ، وأن يسعى وبشكلٍ دائم للتواجد في الحدائق العامة، والتسوق من الأماكن والمراكز التجاريّة التي ستجعلهُ أكثر انفتاحاً
-كن مبادِر:
تعلم دوماً أن تمتلك زمام المبادَرة. حاول إقامة صداقات جديدة، واعلم أن تكوين صداقات جديدة أمر يستغرق وقتاً وجهداً. وفي حين أن معظمنا يمتلك صداقات نشأ معها منذ الطفولة، فإنه من الجميل أن يكوّن المرء صداقات أخرى جديدة، والاستقرار في بلد جديد هو الوقت المناسب لذلك.
-العثور على مركز للمغتربين:
إذا كان ذلك متوافراً، إذ تعمل بعض الدول على إنشاء مراكز للقادمين الجدد. يعمل المركز على الترحيب بهم وعلى توجيههم لكيفية التعامل مع المجتمع والاختلافات الموجودة ومساعدتهم على التأقلم في البلد الجديد. وإيجاد أناس يشاركونك اهتمامك الطريق الأول نحو الانسجام في محيط جديد، ولذلك عليك أن تكون شجاعا ومقداما، فلا تشعر بالخجل والتردّد، بل بادر إلى زيارة الجار حتى لو كان من مجتمع مختلف، تقبّل محيطك واختلافه عنك، وكن متعاون كي يتقبّلوك بالمقابل، هكذا تملئ الوقت بأمور مسلّية ومفيدة، وتقلّل من التفكير بالوطن والحنين إلى الأهل والأقارب.
-توسيع الأفق :
أمرٌ ضروري دائماً، وهو مطلوب في حال كيف أتغلب على شعور الغربة، عليكِ أن تندفع نحو نشاطات جديدة لم تتجرّئ عليها من قبل، قم بزيارة الحدائق العامة مثلاً أو المناطق الريفية في عطل الأسبوع، ابحث عن وسائل التسلية واذهب برفقة زوجتك وأولادك أو اشترك في رحلات منظّمة عبر شركات متخصّصة، وهكذا تتعرف على أناس من أهل البلد ويمكن أن تصادف عرباً من جنسيات مختلفة.