يتعلق التغلب على الفشل والتخلص من هذا الشعور بمعرفتك أنك تستطيع أن تبدأ من جديد، ومن أجل ذلك سينبغي عليك أن تتغلب على الشعور بأنك فشلت، فالفشل في مشروع، كنت تخطط له في حياتك قد يغمرك بشعور محبط، لكنك إن أدركت ذلك الإحباط جيداً وتقبـَّلت أخطاءك ستستطيع أن تمضي قدمـاً في حياتك، وسيساعدك التفاؤل الواقعي على التفكير في خطة جديدة تـُجنـِّبك الفشل مرة أخرى، ولا تنسَ أن هدفك طويل المدى هو المرونة أي القابلية للتعود والنجاح؛ فكل فشل تتعرض له في حياتك هو فرصة تجعل منك شخصـاً أقوى وأكثر حكمة. تقول الدكتورة هبة علي، خبيرة التنمية البشرية لسيدتي: "من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها لمحاربة الفشل في الحياة هي توقع أسوأ ما يمكن أن يحدث في المستقبل، والقيام بكل ما يمكن إنجازه من أجل التخفيف من حجم الفشل أو منعه من الحصول تماماً.".
خطوات التغلب على الفشل
-تحديد مشاعر الإحباط
• تعرَّف على مشاعرك. فعندما تجد نفسك قد فشلت في شيء قد يغلب عليك الشعور بتأنيب الذات، والإحباط، واليأس، لهذا ينبغي عليك أن تدرك كل شعور يواتيك وتخصص بعض الوقت لتحديد هذا الشعور إذا ما كان غضباً، أو حزناً، أو خوفاً، أو ندماً، لأن هذا الأمر سيساعدك على التعامل مع هذه المشاعر دون أن تجعلها تنقلب عليك أو على من حولك.
• تقبـَّل ما حدث بعد أن تزول الصدمة الأولى، لأنه سيصعب عليك كثيراً أن تمضي قدمـاً في حياتك إن ظللت تلوم نفسك أو الآخرين، أو حتى تظاهرت بأن ما حدث لم يكن مهمـاً أو أنه لم يحدث من الأساس. اكتب كل شيء مررت به أو فكر فيه على الأقل دون لوم، أو أحكام، أو تبريرات، اكتب ذلك في مذكرات إن كنت تكتب مذكراتك أو حتى اكتبه في ورقة خاصة بك.
-التفكير في عوامل الفشل
• تدرَّب على التأطير الإيجابي. المتعلق باكتشاف الجوانب الإيجابية في أي موقف حتى أثناء الفشل، فلتنظر للموقف الذي تشعر أنك قد فشلت فيه وفكر في طرق مختلفة تصفه بها، فكلمة "فشل" كلمة شخصية جداً، فبدلاً من أن تقول: "أنا فشلت في إيجاد عمل" قل: "أنا لم أجد عملاً حتى الآن" أو: "لقد استغرق بحثي عن وظيفة وقتـاً أكثر مما توقعت"، ولا تحاول أن تبريء نفسك من أخطائك بل اعترف بها دون إصدار الأحكام على نفسك وانظر دائمـاً إلى الأفضل. ويـُعد فهم سبب عدم نجاح محاولتك طريقة أخرى لتأطير الموقف لأن ذلك يساعدك على استغلال المعلومات التي وصلت إليها في محاولة أخرى، فالطريقة الوحيدة التي يكتشف بها الشخص ما الذي ينجح هي بمعرفة ما لا ينجح.
• اعرف أنماط التفكير السلبي. فدائمـاً ما يصاحب الفشل جلد الذات وتأنيب النفس حتى أنك قد تهين نفسك بالألفاظ، لذلك حاول أن تدرك أنماط التفكير السلبي التي لديك حتى تستطيع تبخيرها، فلتفكر في صحة هذه الأفكار عندما تواتيك لأنها تأتيك من مكان سلبي، ونقدي، ومتحيز، واسأل نفسك بدلاً من ذلك: "هل هذا صحيح؟" وابحث عن الأسباب التي تناقض هذه الأفكار السلبية. واكتب عن نفسك أشياء تناقض هذه الأفكار السلبية، فإذا كنت دائمـاً ما ترى نفسك فاشلاً فاكتب شيئاً مثل: "أنا شخص بارع" على ورقة من ورق الملاحظات اللاصقة والصقها على مرآتك، وقلها لنفسك يوميـاً بصوت عالٍ وستبدأ في تغيير تفكيرك السلبي بالتدريج.
• توقف عن اجترار الفشل. هذا ما يسمى بالاجترار فهو يقوم بتضخيم مشاعرك السلبية بدلاً من التفكير في الأشياء التي يمكن أن تفعلها بطريقة مختلفة لتجنب الفشل أو التفكير في طرق لتحسين الوضع، وبدلاً من أن تكتب تقريراً عما حدث توقف برهة واسأل نفسك: "حسنـاً ماذا تعلمت من هذا الموقف؟" فقد تكون قد تعلمت أنه ينبغي عليك مغادرة منزلك أبكر بنصف ساعة، حتى لا تصل إلى موعد مقابلة العمل متأخراً في المرة القادمة. تدرَّب على التأمل حتى يعيدك إلى الحاضر فالتأمل يساعدك على التوقف عن القلق مما حدث في الماضي، والتركيز على اللحظة الحالية والمكان الحالي، ويمكنك سؤال نفسك: ما الشيء المختلف الذي أستطيع فعله اليوم؟
-الوقوف على قدميك
• اعرف سبب الفشل. وفكر في حلول كان من الممكن أن تفعلها، وإذا كان من الممكن أن تغير هذه الحلول النتائج التي وقعت؛ فهل كانت توقعاتك المبدئية غير واقعية؟ وحاول أن تناقش هذه التوقعات مع شريكة حياتك وزملائك في العمل حتى تقيس مدى واقعيتها.
• حدد لنفسك أهدافـاً واقعية. بعد أن تتعامل وتدرك أسباب إحباطك أو إخفاقك فيما سبق اعمل على تحديد أهداف أكثر واقعية في المستقبل. فما الذي تريده أن يحدث لاحقـاً؟ وما الأفعال التي قد تقوم بها حتى تقترب من النجاح أكثر؟ وتناقش مع من تثق بهم من حولك لمعرفة قدر واقعية هدفك الجديد.
• مارس التناقض العقلي. اخلق توازنـاً بين التفكير المتفائل والتخطيط الواقعي بممارسة التناقض العقلي، فلتتخيل هدفك يسير على نحو رائع ولعدة دقائق تخيل النجاح الذي ستصل إليه، ثم أدر الدفة وتخيل كل العقبات التي يمكن أن تواجهك، فتخيـُّل العقبات التي يمكن أن تحول دونك ودون تحقيق هدفك الواقعي قد يشعرك بالطاقة والقدرة على تخطي هذه العقبات، أما إذا كان الهدف غير واقعي فعلى الأغلب أن هذا التمرين سيشجعك على نسيان هذه الأمنية والتركيز على شيء يمكنك تحقيقه بالفعل.
• غير من طريقتك. قم بعمل عصف ذهني للأفكار واختر تلك التي تبدو محكمة أكثر من الباقي، واستخدم التناقض العقلي لاختبار حلول العقبات في ذهنك، واسأل نفسك إذا كانت لديك الموارد التي تمكـِّنك من تنفيذ خطتك، ما المشاكل الجديدة التي قد تطرأ عليك؟ وكيف ستحلها؟ وماذا تحتاج قبل أن تبدأ؟
• حاول مرة أخرى. أحد أهم أجزاء عملية التعلم هي أن تعدِّل من طريقتك أو تضيف عليها. وأخيراً سواء وصلت لهدفك أم كان عليك المحاولة من جديد ستكون قد حققت درجة عالية من المرونة.
نصائح للتخلص من الفشل
-التعلم من الآخرين:
كل شخص ناجح في الحياة تعرض لحالات معينة من الفشل في بعض مراحل الحياة السابقة، لذا فمن المفيد التحدث مع الغير وطلب النصيحة منهم، والتي سيقدمونها بناءً على تجاربهم العملية والاجتماعية، فهذا يساعد على الوصول إلى الأهداف والتحكم على المشاعر أيضاً.
-التعلم من الأخطاء السابقة:
من أجل محاربة الفشل مهما كان يجب أن يتم التعلم من الأخطاء التي تم الوقوع فيها في الزمن الماضي، فهذا يساعد على التغيير، ويساعد على تحسين الحياة من الناحية الاجتماعية والعملية.
-الإيجابية في التفكير:
في كل مرة يواجه فيها الفرد مشكلةً أو فشلاً معيناً في حياته يجب أن يحافظ على التفكير الإيجابي مهما كان وضعه، ويجب التوقف عن نقد الذات، بل لا بد من تقدير أي مجهود قامت به.
نصائح أخرى:
• عدم التحدث كثيراً عن الفشل مع الآخرين، وفي حال سأل أحدهم لماذا حصلت مشكلة معينة فيمكن الإجابة بكل اختصار دون الخوض في التفاصيل الدقيقة.
• التعرف على علامات الفشل في وقت مبكر، وذلك للتمكن من حل المشاكل الأكبر في المستقبل.
• وضع خطة مفصلة توضح الخطوات التي يجب أن يتبعها الفرد للتخلص من الفشل في حياته.
• التركيز على جميع القدرات المتوفرة، بالإضافة إلى الإمكانيات الحالية وكيف يمكن استغلالها لتجاوز المشكلات.