على الرغم من كلّ التطوّر التكنولوجي الذي توصّلت إليه البشرية، غير أنّ ساعات اليوم لا تزال واحدة. 24 ساعة فقط اليوم، ويتعيّن عليك القيام خلاله بكلّ شيء تحتاج لإنجازه من عمل ودراسة وأعمال منزلية أخرى وغير ذلك. وفي بعض الأحيان تصبح قائمة المهام البسيطة غير فعّالة، فما تلبثُ تجد نفسك غارقًا في بحر من الأولويات دون امتلاك أيّ فكرة حول كيفية التعامل معها. يبدو أنَّ جميع الناس يؤيِّدون الرعاية الذاتية، لكنَّ إيجاد الوقت والطاقة لإعطاء الأولوية لنفسك في هذا العالم الحافل بالعمل هو أمرٌ آخرٌ تماماً؛ فإنَّ تعلُّم كيفية إعطاء الأولوية لشغفك يتجاوز مجرد الرعاية الذاتية؛ إذ إنَّه يعني التخلُّص من المعتقدات التي تجعلك متمسِّكاً بأولويات الآخرين، وإعطاء الأولوية لأحلامك وطموحاتك، بدلاً من ذلك ليكن لديك إيمانٌ عميق بأنَّك شخصٌ هام.يقول الدكتور تامر شلبي خبير التنمية البشرية لسيدتي: ضع نفسك في المقام الأول، حتى لا تكن آخر شخص يحظى باهتمامك، حتماً لن يكون الأمر سهلاً دائماً، ولكنَّه يستحق كل هذا العناء، ليس فقط بالنسبة إليك، لكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين تهتم لأمرهم أيضاً.
خطوات لإعطاء الأولوية لشغفك:
-دوّن كل الأمور التي يتوجّب عليك القيام بها:
احتراف مهارة ترتيب الأولويات سيكون له عظيم الأثر عليك، حيث أنّك ستتمكّن من: إنجاز الكثير من الأمور في الوقت المناسب. تسلّق السلّم الوظيفي بسرعة أكبر. الحصول على وقت فراغ أكبر لتقضيه في ممارسة أنشطتك المفضّلة. وحتى تحقق ذلك، فأول خطوة تتمثّل في كتابة قائمة بكلّ الأمور التي يتوجّب عليك القيام بها. اكتب المهام التي عليك تنفيذها اليوم، في الغد، خلال الأسبوع القادم وخلال الشهر القادم أيضًا. ولا تقلق بشأن ترتيبها، إذ سنتطرّق لهذا الأمر في النقطة التالية. فقط اكتب كلّ شيء.
-غير طريقة تفكيرك:
عندما تخصِّص بعض الوقت لنفسك، وتتعلم كيف تعطي الأولوية لشغفك ستشعر باستعادة طاقتك ونشاطك، وستعيد اكتشاف شغفك وعلاقاتك الشخصية، وقد تقع في حب نفسك مرة أخرى، ثمَّ بعد ذلك، ستكون قادراً على استخدام هذه الطاقة والنمو لمساعدة الأشخاص الأكثر أهمية في حياتك؛ لذا تخلَّص من فكرة أنَّه عليك إرضاء الآخرين دائماً، وابدأ بإعطاء الأولوية لنفسك.
- تغلّب على معتقداتك المُقيِّدة:
تنبع هذه الأنواع من المعتقدات المُقيِّدة من التجارب التي مررنا بها في مرحلة الطفولة عند الاضطرار إلى كسب محبة الأشخاص الذين كانوا يقدِّمون الرعاية لنا، وإذا شعرت أنَّك لا تستحق الحب ما لم تضع الآخرين في المرتبة الأولى، فإنَّ هذه المعتقدات تتبعك حتى مرحلة البلوغ، وتحدُّ من قدرتك على إعطاء الأولوية لنفسك.
-عدم الانصياع لتوقعات الآخرين:.
فمن أجل إعطاء الأولوية لنفسك، من الضروري أن تتذكَّر شيئاً واحداً، وهو أنَّ توقعات الآخرين، وخاصة الغرباء، غير هامَّة على الإطلاق، ويجب عليك إنشاء مخطط خاص لحياتك؛ إذ تعدُّ الحياة المهنية والحرية المالية والعلاقات كلها أمورٌ هامة، لكنَّ إعطاء الأولوية لأهدافك الحقيقية في كل مجال من هذه المجالات سيحقق لك في النهاية أكبر قدر من الإنجاز.
-اكتشاف هويتك الحقيقية:
توقَّف عن التفكير فيما يريده الآخرون، واسأل نفسك، ما هو أكثر شيء أنت شغوفٌ به؟ ما هو أكثر شيء تريد أن تفعله؟ ثمَّ جدوِل بعض الأوقات لكي تفعل بها الأشياء التي تريدها، ربما تحتاج إلى الاستيقاظ مبكِّراً لكي تقرأ قليلاً أو تكتب، أو ربما تحب القيام بنشاط مرة في الشهر أو كل أسبوع، ساعد نفسك على مساعدة الآخرين من خلال الالتزام بشغفك مجدداً.
-الاستمرار في التطور والإنجاز:
كلنَّا لدينا مشاغل في الحياة، سواء في حياتنا المنزلية أم في العمل، فمع قليلٍ من الوقت المتاح لنا، نبدأ في الخلط بين الانشغال والإنجاز، لكن إعطاء الأولوية للآخرين لا يعني أنَّك تتطور وتنجز، وإنَّ تعلُّم كيفية إعطاء الأولوية لنفسك أمر ضروري جداً لتحقيق النمو والتطور الحقيقي، وإذا كنت لا تطوِّر نفسك، فأنت تفوِّت عليها فرصة رائعة.