كلمة "شغف" أضحت أكثر شيوعاً بين جيل الشباب في الآونة الأخيرة، وهو شعور قويّ للغاية بالكاد تستطيع السيطرة عليه. ووصفته أوبرا وينفري، قائلة: "الشغف هو طاقة، وشعور بالقوة نابع من التركيز على ما يثير حماسك". وكلّما زاد شغفك اتجاه نفسك، عملك، حياتك أو أي شيء تقوم به؛ زادت كميّة الطاقة الإيجابية المنبعثة منك. والسعادة الحقيقية تأتي حينما تتبع شغفك. وللشغف عظيم الأثر على كلّ جانب من جوانب حياتك، مهما كبر أو صغر، فهو يشكّل وجودك، ويوقد إلهامك ويفتح أمامك فرصاً عظيمة. إنّه ببساطة الحماس والإثارة للحياة.
يقول الدكتور تامر شلبي، خبير التنمية البشرية، لـ"سيدتي": توصلت بعض الدراسات إلى أن التعريف الدقيق للشغف هو الوظيفة أو العمل الذي يوفر لك ثلاثة احتياجات: الإبداع، الحرية، التأثير.
إذن أياً كانت نوعية وظيفتك، طالما تقدم لك ثلاثة احتياجات (الإبداع – الحرية – التأثير) عندها يمكنك القول إنها شغفك.
– الإبداع: كأن تستطيع أن تقدم عملك بأكثر من طريقة، وبعيداً عن النمطية المتحجرة، وبأفضل شكل مرن تفضله وتميل إليه.
– الحرية: والمقصود بها الوقت، حرية الوقت، فلا حاجة لأن تبقى من الساعة ٩ ص وحتى ٥ م مثلاً.
– التأثير: أي عمل يحتوي على قيمة تؤثر في الناس أو البيئة من حولك بشكل إيجابي ويشعرك بالحماس والرضا هو من الشغف.
خطوات بسيطة ستساعدك على اكتشاف شغفك:
- حدد ما تبرع فيه:
خذ ورقة وقلماً، وابدأ بالإجابة عن الأسئلة التالية: ما هي مهاراتك، مواهبك، مميزاتك كفرد؟ ونقصد بهذه الأمور كلّ ما تبرع فيه بالفطرة وتستمتع بالقيام به. الكثير منّا ينسى الأمور التي يبرع فيها؛ لأنها تأتي بالفطرة، ولا يبذل الفرد جهداً في أدائها. عد بذاكرتك إلى الماضي، حينما كنت أصغر سنّاً وفكّر بالوظائف، المشاريع، أو الهوايات التي قمت بها. ربما تكون قد نسيت، لكن لعلّك كنت دائماً كاتباً بارعاً، رسّاماً ماهراً، معلّماً جيّداً، أو غيرها. رتّب إجاباتك في قائمة وفكّر بما كتبته، ستكتشف شغفك لا محالة!
- حدد ما يحمسك:
فكّر بالأمور التي توقد في داخلك شعلة الحماس، هل هي جزء من وظيفتك؟ هل هي هواية ما؟ عمل جانبي؟ نشاط تطوّعي تنفق وقتك فيه؟ قد يكون أمراً تقوم به كزوج أو ولي أمر أو صديق، وقد يكون أمراً لم تقم به منذ وقت طويل. خصّص ساعة من يومك للتفكير بالإجابة عن هذا السؤال، فشغفك يكمن هناك.
- ما هو الأمر الذي تنفق ساعات في القراءة عنه؟
عندما تكون شغوفاً بموضوع ما، ستسعى دوماً لمعرفة المزيد عنه، ستقرأ عنه كثيراً، وتبحث عن معلومات إضافية عنه، ربما تشاهد الكثير من البرامج حوله، وتستمع لمحاضرات ومناظرات متعلّقة به. فكّر بالأمور التي تقضي وقتك في محاولة معرفة المزيد عنها، فهذه إشارة قوية ومفتاح لاكتشاف شغفك. تذكّر دوماً هذه الجملة المميزة التي وردت على لسان أوبرا وينفري: "إذا لم تكن تعرف ما هو شغفك، فاعلم أنّ السبب الرئيسي من وجودك على الأرض هو العثور عليه.
- فكّر فيما تكرهه:
قد يبدو هذا الأمر غريباً، لكنّ نتائجه مذهلة، ابدأ بوضع قائمة بأنواع الوظائف أو التخصصات أو الأعمال التي تكره القيام بها. وبمجرّد أن تستبعد هذه الأمور، ستكتشف أن شغفك بات أكثر وضوحاً. ليس هذا وحسب، فكّر بالأشخاص الذين تشعر بالغيرة منهم، أو تحسدهم -لا تخجل من مشاعرك، فهذه فطرة بشرية- لكن وبدلاً من الاستمرار في عيش هذه المشاعر السلبية تجاههم، حلّل السبب وراءها، ما الذي يفعلونه ويجعلك تشعر بالرغبة في أن تكون مثلهم؟ جرّب القيام بتلك الأشياء التي يقومون بها، فقد يكون شغفك قابعاً في إحداها!
- جرب اختبار تحليل الشخصية:
إن كنت تريد سلوك طريق أسرع للعثور على شغفك، فقد يكون اختبار تحليل الشخصية يتيح لك معرفة المزيد عن نفسك، اهتماماتك، نقاط قوّتك، ومواطن الضعف فيها، ويقترح لك مجموعة من التخصصات الجامعية التي يمكنك أن تدرسها، أو على الأقل أن تتوسّع فيها. في كثير من الأحيان، ستجد أنّ هذه التخصصات تشكّل جزءاً كبيراً من شغفك!