محمد قريقع هو طفل فلسطيني في الثانية عشرة من عمره، يمتلك موهبة لا تتناسب مع هذا العمر، ولذا أطلق عليه لقب «بيكاسو العرب». بدأت موهبة الرسم لديه في سن الخامسة، وما بين الخامسة وحتى الثانية عشرة كان له مشوار من الإبداع الذي يأتي من رحم المعاناة.
البداية
لفت الطفل ذو السنوات الخمس انتباه والديه أولاً حين كان يقضي معظم وقته في غرفته يرسم، وليس في اللعب كباقي الأطفال في مثل عمره. وبدأ شقيقه الأكبر «مالك» يسانده، وكانت أولى لوحاته تمثل أماً فلسطينية؛ فتحت له الباب لينطلق في طريق الفن ويصبح وجهاً مألوفاً في كل المعارض الفنية التي تقام في غزة، رغم ظروف الحصار التي تعيشها.
لوحة مقلوبة
تعتبر اللوحة المقلوبة التي رسمها محمد من أجمل اللوحات التي وضعت قدمه على أول طريق الشهرة، وهي لوحة يمكن رؤيتها عند قلبها، والتمتع بكل نواحي الجمال فيها.
المرأة في لوحاته
من أجمل لوحات محمد قريقع هي لوحة تمثل امرأة لها شعر طويل، وقد التف حول عنقها؛ ليبين القيود التي تحيط بها، فأنوثتها هي التي تقيدها، ونظرة المجتمع لها على أنها الحلقة الأضعف في المجتمع، وهكذا فإن محمداً ورغم صغر سنه انتصر للمرأة وشعر بها، وهو يقول عن هذه اللوحة المميزة: «شعر المرأة أجمل ما فيها، ولكنه هو السبب في قيدها وفي نقصان حقوقها؛ لأن من حولها ينظرون لها كأنثى ضعيفة، ولا يعرفون أن الأم أقوى إنسان على وجه الأرض».
رسالة فنية
يَعتبر محمد، ورغم صغر سنه، أن الفن رسالة، وأن عليه تأديتها، فيرسم أحلام كل الأطفال حول العالم؛ لأن أحلامهم كما يقول واحدة، وليس ذنبهم أنهم خلقوا في أجواء صادمة، سواء على صعيد الأسرة أو الوطن، فالحروب مثلاً أنهكت الطفولة في كل مكان، فرسم صورة لطفلة أفغانية معذبة ومشردة، ولم يتردد في رسم الطفولة الفلسطينية في كل حالاتها وهي تحلم وتتشرد وتتعلم، ورصد بريشته عالم الطفل البريء.
بيكاسو العرب
«الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات»، هذه هي مقولة الفنان العالمي بيكاسو، والتي يطبقها محمد قريقع؛ لأنه يرسم الحياة اليومية المعيشة والبسيطة، وبيده اليسرى أيضاً كما كان يفعل بيكاسو؛ الذي رسم الحياة الفقيرة البائسة، وقد لقي محمد ترحيباً من كل أطفال العالم، وأصبح له أصدقاء من كل بلد عربي وأجنبي؛ يرسلون له الرسائل التشجيعية على صفحته عبر الفيس بوك.
تلميذ متفوق
محمد قريقع يعتبر تلميذاً متفوقاً في دراسته، ولا ينشغل بفنه عن دراسته ومدرسته، كما أنه يمتلك هوايات أخرى إلى جانب هواية الرسم، مثل العزف على الآلات الموسيقية المختلفة، وركوب الخيل والكاراتيه.
طموح
يطمح محمد إلى دخول موسوعة غينيس؛ بلوحة كبيرة يطلق عليها اسم «رسالة سلام»، وذلك لأن السلام هو طموح كل أطفال العالم؛ ليعيشوا طفولتهم.
المزيد:
سيبا العبادي.. طفلة تحاور كبار السياسيين الألمان
ماريا كونسيكاو.. 7 سباقات في 7 قارات خلال 7 أسابيع
بيتزا في الأوسكار وإيلين ديجينيريس تجمع النقود