عندما نريد شراء باقة من الورد، تكون الاختيارات غالباً متوجهة نحو الألوان الاعتيادية، مثل: اللون الأحمر أو الوردي أو الأبيض، أو تلك التي تكون أكثر إشراقاً. لكن نادراً ما يتم التفكير في الورد الأسود، وذلك لأن هذا النوع من الورود، يُعتبر نادراً جداً، ولا تتم زراعته إلا في مكان واحد عبْر العالم، وهي منطقة هالفيتي في مدينة شانلي أورفا، الواقعة جنوب شرقي تركيا.
ووفقاً لموقع (cittaslow.org)، هذا النوع من الورود المسمى باللغة التركية: “كاراجول”، وتعني الورد الأسود، له عدة استخدامات، غير بيعه على شكل باقات، أبرزها صناعة المربى، حلوى الحلقوم التركية، والعطور، والكريمات الخاصة بالتجميل، والصابون، وذلك بسبب رائحته الزكية، وندرة إنتاجه.
هالفيتي التركية موطن الوردة السوداء
وتعمد منظمة سيتاسلو، في إيطاليا، والتي تهدف إلى إبطاء وتيرة الحياة في المدن وتعزيز التناغم البيئي، لتقديم الوردة التركية السوداء للعالم.
تستوطن هذه الوردة تركيا فقط، حيث تنمو في منطقة هالفيتي في مقاطعة شانلي أورفا الجنوبية الشرقية، تشتهر الوردة السوداء ببتلاتها التي تقترب من درجة اللون الأسود في مارس وأبريل وأكتوبر ونوفمبر. وتتغير تدريجات ألوانها قليلاً خلال المواسم الأخرى.
وقد أوضح رئيس مجلس مقاطعة هالفيتي، نهاد أوزدال، كيف تدين الزهرة بلونها الأسود للمُناخ المحلي والتضاريس في المنطقة، كما رفض أن تكون الورود الأخرى ذات البتلات السوداء التي يتم استيرادها من هولندا وروداً سوداء، موضحاً: "تلك المزروعة في هولندا أو في أماكن أخرى، هي ورود تم تغيير جيناتها ونمت في البيوت البلاستيكية الزراعية، الورد الأسود الأصلي ينمو فقط في هالفيتي، حيث لا يوجد أيّ تلاعب جيني على الإطلاق".
الورود الحساسة
يُعتبر الورد الأسود من بين أنواع الورود الحساسة، التي تحتاج إلى بيئة معينة من أجل نموها، ودرجة حموضة في التربة مرتفعة، وهي تماماً البيئة الموجودة في شانلي أورفا.
ومن أجل نموها بشكل جيد، يجب أن توجد في درجة حرارة معتدلة نوعاً ما، وأن يكون المكان الذي ستُزرع فيه البذرة، هو المكان نفسه الذي ستنمو فيه في الأخير، مع القيام بعمليات تعقيم، وسقيها بكميات كبيرة من الماء. لذلك فالورد الأسود يتفتح في فصلي الخريف والشتاء، ونادراً ما يتفتح في فصل الصيف، فيما يصل سعرها إلى ما يعادل 20 دولاراً للوردة الواحدة.
وفي حال نُقلت البذرة من مكانها، وتمت زراعتها في تربة غريبة، تنمو بلون مختلف تماماً، وغالباً ما يكون أحمر؛ لذلك لا تتم زراعتها في مكان آخر بالعالم.
وعلى الرغم من محاولات زراعة هذا النوع من الورود النادرة في عدة دول عبْر العالم، من بينها فرنسا؛ فإن لونها لا يكون أسود غامقاً كما هو حال ورود هالفيتي، وذلك لأن لونها يكون بنفسجياً غامقاً، أو أحمر مائلاً إلى السواد.