كيف تصبح أذكى الأغبياء؟

هند الشريم
هند الشريم
هند الشريم

لنفترض أنك ذكي جداً في محيط عملك، وتعمل مع زملاء على الدرجة نفسها من الذكاء، إذا ما افترضنا أن أداء العمل يتطلب من الجميع انتظار أوامر رب العمل، المدير أو الرئيس، هنا جميعكم يصنف بالغباء في أداء المهمات الوظيفية؛ لأنك لا تقوم بوظيفتك حسب مهاراتك، ولكنك تقوم بها حسب ما تمليه عليك السلطة العليا.

حسناً، السؤال هنا: ما الاستراتيجية الصحيحة أو الصحية لتكون أذكى هؤلاء الأغبياء؟! دعني أخبرك: الاستراتيجية هي تجنب الخسارة؟

اعتاد الأميركيون العمل بمبدأ: Avoid stupidity before seeking brilliance؛ كي تصل إلى مرتبة أذكى الأغبياء في محيطك، إذا ما افترضنا أن القيام بالعمل لا يتطلب منك استخدام مهاراتك المعرفية في مجال التخصص، بل تتطلب إضافة إلى ذلك استخدام ذكائك في التخطيط للوصول! بمعنى: تنفيذ أوامر مديرك لا يتطلب منك إظهار ذكائك أمامه أو تفوقك عليه، بل يتطلب منك: إظهار ذكائك في تنفيذ الأمر المطلوب!

وهي الطريقة الوحيدة للصعود والتفوق في بيئات العمل التي يغلب عليها الإدارة المركزية، وهو ما يثبت المنطق المتبع عادة والمبني عليه هذه المقالة، وهو: كيف تصبح أذكى الأغبياء؟ الإجابة: بتجنب الغباء قبل البحث عن التفوق، إذا ما كان الغباء هو إظهار تفوقك على مديرك، فالذكاء هو تجنب ذلك!

الآباء أيضاً في مجال تربية الأبناء هم مقولبون للعمل داخل قالب وإطار المجتمع الصغير (العائلة)، وما يترتب على ذلك من قيود مفروضة عليهم في بناء شكل العائلة، وتربية الأبناء، والتعامل معهم!

فيخضع كل منهم في تقييم سلوك الأبناء والتخطيط لمستقبل العائلة ضمن إطار يفرضه عليهم العقل الجمعي: الانحيازات المعرفية الثقافية التي تشكلها العادات والتقاليد المعمول بها، والمفروضة من قبل رأس العائلة، بدءاً باختيار الزوجة المناسبة، إلى شكل مراسم الزفاف، إلى طريقة بناء الأُسرة، وتبني ثقافة محددة داخل هذه الأسرة!

الخارج عن إطار العقل الجمعي أو الصورة النمطية هو في القائمة السوداء عادة، وغير مرحب به!

وأتباع الصورة النمطية يُعرفون بالأغبياء في مجتمعك المحلي! حسناً، دعني أسألك السؤال ذاته مرة أخرى: ما الاستراتيجية الصحيحة أو الصحية لتكون أذكى هؤلاء الأغبياء في تكوين عائلتك؟!

وسوف أجيبك: حتى تتمكن من الفوز تجنب الخسارة!

كيف؟ دعني أخبرك: سوف يكون تركيزك ليس على مجابهة قوانين المجتمع والصورة النمطية للحياة وكسرها؛ لأن ذلك يعد غباء. لكن، المطلوب حقاً فعله في هذا الموقف هو: أن تبحث عن التهديد في الموقف ثم تتجنبه.

أول شيء يفعله سادة الشطرنج بعد قيام الخصم بحركة ما هو عدم التفكير في الاستراتيجية أو الفوز، بل طرح الأسئلة على أنفسهم: ما التهديد؟ لكي يتجنبوه! لماذا يقومون بذلك؟ لتجنب الخسارة أو الموت!

السؤال: هل تبحث عن التغلب على قوانين العائلة أو كسب دعمها والتماشي معها؟ إذاً، يجب عليك معرفة أن يكمن التهديد بالنسبة إليهم، والتغلب عليه، وليس عليهم.

يعني في طريقك إلى الفوز بعالمك الخاص حاول ألا تخسر محيطك!