نعم سيدتي الأم.. ما أجمل الحديث عن تدعيم الأبناء وعناقهم في يوم الأم؛ إذ أكّد العلماء والتربويون أن الأطفال الذين يعيشون جوّ الحب والمودة، وينعمون بالعناق من والديهم، يمتلكون ذكاءً عاطفياً مرتفعاً، وإحساساً متفائلاً تجاه الحياة؛ فالعناق وإظهار الألفة، أمرٌ حيوي وضروري لنمو وصحة الطفل من الناحية النفسية والجسدية والعقلية؛ بل إن ملامسة جلد الأم لجلد مولودها فور ولادته، توفّر الكثير من الفوائد الصحية للاثنين معاً.. عن فن المعانقة والتلامس الجلدي، يتحد ث أستاذ علم النفس، الدكتور مجدي محمد السيد.
التلامس والعناق فور الولادة
- يخفف التلامس الجلدي لحديثي الولادة مع أمهاتهم بعد الولادة بفترة وجيزة، الانتقال المجهِد من الرحم إلى العالم الخارجي، ويدعم الأمهات كذلك؛ لبدء الرضاعة الطبيعية وتطوير علاقات وثيقة، ومحبة مع أطفالهن.
- التلامس الجلدي أو ملامسة الجلد للجلد، يساعد على تخفيف توتر المولود، ومساعدة وظائف جسمه على العمل بشكل أفضل.. فيبكي أقل، ويتمتع باستقرار أفضل في وظائف القلب والجهاز التنفسي.
- التلامس سيدتي الأم، ينظّم درجة حرارة جسم المولود.. ويساهم في انتقال البكتيريا النافعة من الأم لجلد الطفل، وبالتالي توفير الحماية من العدوى في المستقبل.. كما أنه ينظّم تنفس الطفل، ويضبط معدل ضربات قلبه؛ فيتكيف مع الحياة خارج الرحم.
احتفلي وأخبري طفلك عن سبب تسمية يوم الأم بهذا الاسم
طريقة التلامس بين الأم والطفل
- تكون بوضع المولود على صدر الأم فور ولادته، أو بأن تنزع الأم الملابس من منطقة جسدها العلوية ووضع الطفل على صدرها لفترة دقائق.
- وكلها خطوات بسيطة لتعزيز المناعة لدى المولود.. وتسهيل خروج المشيمة من رحم الأم وتقليل الألم.
- كما تساعد في ضبط مستوى حرارة جسم المولود.. وتحسين ضربات القلب لديه، والتقليل من بكائه بعد الولادة.
- بجانب جلب حليب الرضاعة في صدر الأم.. كما أنه يقي من وفاة المواليد بعد الولادة.. والسر يكمن في سماعه صوت نبضات قلب أمه.
- يشجع هذا التقارب الجلدي والجسدي المولودَ على الرضاعة من صدر الأم.. وزيادة فترة الرضاعة الطبيعية.
- التلامس يساعد في تحسين نموّ الطفل بشكل أفضل، وخاصة لدى المواليد الخدج، ويقي الأم من اكتئاب ما بعد الولادة.
في يوم الأم كيف تستعيدين جمالك بعد الولادة؟
الحضن يزيد من مناعة الطفل
- العناق يولّد الراحة في نفسية الطفل، وبالتالي يصبح متزناً ومستقراً، والطفل الذي لا يشعر بحنان الحضن، سيشعر بأنه مرفوض ومكروه.
- احتضان الطفل علاج لرفع مستوى الأكسجين لديه؛ فلا يشعر بالعصبية أو الغضب السريع، ويشعر بالهدوء والاستقرار وضبط بالمزاج.
- الحضن يَزيد من قوة المناعة عند الأطفال، ويساهم في عملية التوازن في الجهاز العصبي؛ فتكون نفسيته قوية لتواجه الأمراض والمصائب.
- احتضان الأطفال يعلمهم التعبير عن عواطفهم بسهولة، ويعلمهم الأخذ والعطاء في حياتهم العاطفية والنفسية.
- احتضان الأطفال يُزيل التوتر والضغط النفسي؛ خصوصاً الأطفال في عمر المراهقة؛ لأن الحضن يُذيب الشوائب ويكسر الحواجز.
- إن احتضان الأطفال يُشعرهم بالأمان والراحة والاستقرار، وهذه أهم حاجة يحتاجها الطفل لتزداد الثقة بنفسه.
تأثير المعانقة الصحي على الطفل
- يعمل العناق على خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، امنحي طفلك عناقاً دافئاً.. فهي الطريقة المثالية لتهدئته.
تجعل الطفل أكثر ذكاءً
- تساعد اللمسة الحسية خلال الأشهر الأولى من الحياة، في نموّ دماغ الأطفال بشكل أكثر صحة، وتجربة العالم من حوله.
- الأطفال الذين تمت رعايتهم من قِبل أمهاتهم، لديهم بنية دماغية تلعب دوراً مهماً في تحسين الذاكرة والتعلُّم والاستجابة.
تعزز الثقة وتخفف التوتر
معانقة الأطفال تؤكد أنهم محبوبون، ويتم الاعتناء بهم في الأسرة؛ مما يساعد على النظر للحياة بشكل متفائل، وتعزيز ثقتهم وتقديرهم لذواتهم.
يمكن أن تؤدي المستويات العالية من هرمون الكورتيزول- هرمون التوتر- إلى القلق والاكتئاب، ولكن عند العناق، يقل التوتر ويزداد الهدوء.
يقلل نوبات الغضب
- إذا كان الطفل يعاني من نوبات الغضب وحالات فقدان السيطرة؛ فالمعانقة طريقة لتهدئته، وأسلوبٌ للتحكم في الاضطرابات العاطفية.
- العناق يعلّم التعاطف.
- هناك اتصال يتم أثناء العناق أشبه بجسر عاطفي بينك وبين طفلك، والعناق بشكل متكرر يعلمه الحب والتواصل معك، والتعرف على مشاعر الآخرين.
المعانقة مفيدة للصحة
- العناق ليس مفيداً للعقل فقط، ولكنه مفيد أيضاً للصحة الجسدية؛ فمع الضغط الخفيف على الصدر أثناء العناق، يساعد على تحفيز الغدة التي تنتج خلايا الدم البيضاء، التي تمنع حدوث العدوى.
- يساعد في النمو البدني.. معانقة طفلك مطلوبة؛ فهي تحفز الحواس على النمو البدني وتطوره؛ خاصة الأطفال ذوي الوزن المنخفض عند الولادة.
- المعانقة تجعل طفلك سعيداً.
- جميع الهرمونات التي يتم إطلاقها أثناء المعانقة، تعطي الطفل إحساساً بالسعادة والاسترخاء، وأن كل شيء على ما يرام في هذا العالم.
صعوبات يواجهها الطفل بسبب عدم العناق
- العناق أمرٌ شائع في معظم الثقافات، ولكن إذا كانت ثقافتك تمنع احتضان الطفل بدرجة كافية؛ فقد يواجه ابنك مستقبلاً عدداً من الصعوبات؛ فقد يواجه صعوبةً في التعرف على مشاعره ومشاعر الآخرين.
- قد يواجه مشكلة في تكوين العلاقات في وقت لاحق من الحياة.. وقد يُظهر انخفاضاً في احترام الذات في المستقبل.
- من يفتقد العناق داخل منزله ووسط أهله، قد يعاني من مشاكل الثقة، وقد يستغرق وقتاً لتصديق شخصٍ ما.. ويكافح لقبول نقاط ضعفه.
.