من الجميل أن يجتمع احتفال العالم بيوم الأم ويوم المرأة.. وبدايات موسم الربيع في شهر واحد؛ هو مارس، وكأنها خطوة تسلم للخطوة التالية، فإن كانت المرأة بقوتها مثل الشّجرة يستظل الجميع بها ويحتمون بأغصانها ؛ فإن الأمّ كائن رقيق المشاعر، حنون حسّاس يرى في أبنائه الجانب الطاهر، ويغضّ الطّرف عمّا سوى ذلك، كائن يدافع عن ابنه ويحميه إن أصاب وإن أخطأ، وهي المرأة الأم العطوف الوديعة الرؤوم مع أبنائها.. في التقرير التالي تستعرض الدكتورة عزة بهاء، أستاذة علم الاجتماع، قيمة المرأة الأم.. وأجمل ما قيل عنها.
مكانة الأم في حياة الأبناء
- الأم.. هي تلك الجوهرة الثمينة في حياة أبنائها، وهي أول شخص يعرفه الطفل في حياته، وهي ذلك النبع الصافي من الاهتمام والحنان والحب، فهي من حملت طفلها لمدة تسعة أشهر، وما إن وُلد، لتبدأ معه رحلة التربية والاعتناء والاهتمام والرعاية.
- تسهر الأم بجوار ابنها الليالي غير منتظرة المقابل، وإن ضحّت براحتها ووقتها وصحتها.. كان هذا بدافع من عاطفتها تجاه طفلها وحبها له، ولذلك فهي تستحق الكثير؛ وفاءً لجهودها ولأعمالها ولتضحياتها المتعددة في سبيل أبنائها.
- حصلت الأم في الدين الإسلامي على أقيم وأكبر مراتب التكريم، حيث جعل لها الدين الإسلامي المراتب العالية عن غيرها من البشر، فهي ذلك الإنسان الوحيد الذي قارن الله عز وجل رحمته بها؛ نظراً لمكانتها، ودورها العظيم والمهم.
- الله سبحانه وتعالى جعل طاعة الأم ورضاها أحد مفاتيح الجنة لعباده، ومن معصيتها ومخالفتها أحد أكبر الذنوب، حيث كان وعد الله عز وجل للإنسان الذي يعق أمه ويغضبها؛ بأن يلقى أشد أنواع العقاب.
- الأم بالنسبة لمولودها كل شيء في حياته؛ فهي التي حملته في رحمها، وتحمّلت في سبيل ذلك الألم والتعب، وهي أول إنسان تراه عيناه، وهي أول من قام بإطعامه وإرضاعه من ثديها وسدت جوعه، ولذلك فإن الأم هي الراعية الأولى لأبنائها، والتي تقوم بمنحهم ما يحتاجون من حنان وعاطفة.
- الأم ليست فقط من تُنجِب الأطفال، بل هي أيضاً من تربّيهم، الأمّ في الأصل هي الأنثى التي تلد الأبناء ثمّ ترضعهم وتربّيهم، وتبقى تحبّهم وتحنو عليهم ما دامت الرّوح تسري في عروقها، وهناك من الأمّهات التي تربّي أبناءً ليسوا من صلبها، ولذلك فقد كان لها مكانة عالية في الإسلام.
- هي الصدر الذي يتّسع لكلّ أبنائها، ولن يفيها الابن حقّها ولو اجتهد، ، هي التي تُعطي أبناءها إحساسهم بقيمتهم في الحياة، لولا وجودها لما وُجدوا أساساً، هي التي تمحو الهموم عن أبنائها إذا ما أطبقت الشدائد عليهم.
- كلمة منها كفيلة بإزالة جبل من الهموم الجاثمة على صدر ولدها، وكلّ مصيبة دونها تهون، تقرأ أفكار ابنها وتفهمه من نظرة، هي الوطن الذي ضمّه قبل الولادة تسعة أشهر، ثمّ ضمّته في قلبها إلى يوم القيامة.
كلمات عن الأم.. على لسان الشعراء والأدباء
- جبران خليل جبران: "إنّ أعذب ما تحدثه الشفاه البشرية هو لفظة (الأم)، وأجمل مناداة هي: يا أمي .. كلمة صغيرةٌ كبيرة مملوءة بالأمل والحبّ والانعطاف، وكلّ ما في القلب البشري من الرِّقَّة والحلاوة والعذوبة".
- "الأم هي كل شيء في هذه الحياة: هي التعزية في الحزن، والرَّجاء في اليأس، والقوة في الضعف.. هي ينبوع الحنوّ والرّأفة والشفقة والغفران؛ فالذي يفقد أمّه يفقد صدراً يسند إليه رأسه، ويداً تباركه، وعيناً تحرسه".
- "لفظة الأم تختبئ في قلوبنا مثلما تختبئ النواة في قلب الأرض، وتنبثق من بين شفاهنا في ساعات الحزن والفرح، كما يتصاعد العطر من قلب الوردة في الفضاء الصافي والممطر".
- تعرفي إلى المزيد: طرق لتنمية مهارات الطفل بعمر سنة
الأم سر الحياة الإنسانية
- مصطفى لطفي المنفلوطي: "الأم هي الينبوع الذي تتفجر منه جميع عواطف الخير والإحسان في الأرض. "سرّ الحياة الإنسانية، وينبوع وجودها، وكوكبها الأعلى الذي تنبعث منه جميع أشعتها ينحصر في كلمة واحدة.. قلب الأم".
الأم شجرة تتمكن بجذورها وتمتد بفروعها
- مصطفى صادق الرافعي: "حبُّ الأم كالشجرة، تُغرَسُ من عودٍ ضعيفٍ ثمّ لا تزال بها الفصولُ وآثارُها، ولا تزال تتمكّن بجذورها وتمتدّ بفروعها حتّى تكتملَ شجرةً، بعد أن تُفنى عِداد أوراقها ليالي وأياماً".
- "شجرة ما أسرع ما تنبت، وما أسرع ما تنضج، وما أسرع ما تُقطف، ولكنّها تُنسي الشفاه التي تذوّقَها ذلك التاريخ الطويل من عمل الأرضِ والشمسِ والماء في الشجرة القائمة.. ولكنّها مع ذلك هي الباقية، وهي المنتجة".
- "الأمّ تعرف كيف تنسج عواطفها لمصلحة أبنائها: تقسو عليهم لتدفعهم دفعاً عمّا يضرّهم، وإذا ما تضرّروا تكون الملاذ الحاني لهم، ضمّ الأم لطفلها يكشف خريطة ضلوعها وهي تحضنه، ويفضح رائحة جلدها وهي تطبع على جبينه قبلة.. هو جزءٌ منها قد انفصل عنها فتحاول أن تعيده إلى مكانه الأصلي".
- "حرمان الأم من طفلها لا يوازيه شعور سوى حرمان الطفل من أمه.. بل يزيد؛ إذ قد يسلو الطفل بأمٍّ بديلةٍ ولو مؤقتة ريثما يكبر، أمّا الأم فلن تجد بديلاً لطفلها، ويبقى شعورها بالحرقة ما عاشت".
- تعرّفي إلى المزيد: متى يفهم الطفل العلاقة الزوجية؟