يعدّ جسم الإنسان مستودعاً متحركاً للكائنات الحية الدقيقة، وهناك ما يقرب من 500 نوع من البكتيريا الجيدة والسيئة الموجودة في الجهاز الهضمي وحده. هل جرّبتِ البكتيريا النافعة؟ إليك أهميتها..
العلاقة بين الأمعاء والبكتيريا
تعمل البكتيريا النافعة على تدمير البكتيريا الضارّة، والتقاط بقايا الطعام غير المهضوم والتحكم الدقيق في السعرات الحرارية. ولكن عندما يؤدي الإجهاد أو الأدوية أو النظام الغذائي السيئ، فضلاً على عوامل أخرى، إلى إهدار هذه النباتات الصديقة، تندفع البكتيريا السيئة لملء الفراغ. وعندما تسود البكتيريا السيئة، تزداد فرصة الإصابة بالأمراض. يمكن أن يؤدي عدم التوازن على المدى القصير إلى الإسهال والانتفاخ والغازات. يمكن أن يساهم هذا التفاوت في حدوث مشكلات أكثر خطورة، بما في ذلك مرض التهاب الأمعاء ومتلازمة القولون العصبي. ما رأيك بالتعرف إلى الفرق بين القولون العصبي والهضمي؟
لتحقيق التوازن بين البكتيريا الجيدة والضارّة، يحرص العديد على تناول البروبيوتيك مثل الزبادي والكفير والميسو والتمبيه والكومبوتشا والكيمتشي، وكذلك من المكملات الغذائية.
تحرس البكتيريا النافعة الأمعاء، إذ تسمح بمرور العناصر الغذائية المرغوبة، وتغلق الباب على الفيروسات الخطيرة والقاتلة، ويساعدها في ذلك الحاجز الذي يغطي سطح القناة الهضمية. لذا، يجب أن تكون موازنة البكتيريا المعوية أولوية قصوى.
أعداء صامتون
تسيطر القوى الخارجية أيضاً على بيئة القناة الهضمية. يمكن أن تشكل المضادات الحيوية تهديداً كبيراً لتوازننا الميكروبي، لأنها تقضي على جميع أنواع البكتيريا من دون تمييز. بمجرد دفع البكتيريا النافعة جانباً، هناك فرصة للبكتيريا السيئة للتحرك. إلى ذلك، إليك 5 مضادات التهاب طبيعية قد تحتاجينها للدفاع عن صحتك؟
يعتمد مدى انتشار الضرر الناتج من قوة المضادّ الحيوي وتركيبته وقابليته للامتصاص ومدة تناوله. تظهر الدراسات الحديثة أن جولة واحدة فقط من المضادات الحيوية يمكنها كبت البكتيريا الجيدة لمدة تصل إلى 16 شهراً.
تقول باتريشيا ريموند، طبيبة أمراض الجهاز الهضمي في نورفولك- فيرجينيا، ومؤسسة موقع YourHealthChoice.net إنه يمكن للمضادات الحيوية أن تقضي على الحياة كما نعرفها في القناة الهضمية. "إنه مثل تفجير قنبلة ذرية في الأمعاء". ومع ذلك، في بعض الظروف، تعد المضادات الحيوية ضرورية لدرء عدوى خطيرة. إذا كنت بحاجة إلى تناول المضادات الحيوية، فإن المفتاح هو استخدامها بحكمة، واتباع تعليمات الجرعات الخاصة بطبيبك بعناية، ثم اتباع استراتيجيات إعادة بناء البكتيريا الجيدة التي تساعد على منع البكتيريا السيئة الانتهازية من السيطرة.
لكن المضادات الحيوية ليست التهديد الوحيد للبكتيريا النافعة. فالتوتر، على سبيل المثال. يمكن أن يؤدي إلى إتلاف القناة الهضمية إذ يبطئ التوتر من قدرة الجسم على التئام الشقوق الدقيقة في بطانة الأمعاء. فتتسلل البكتيريا عبر الفتحات وتستقر داخل جدران القناة الهضمية حيث تسبب الالتهاب. أيضاً يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى تسريع أو إبطاء الانقباضات في الأمعاء الدقيقة، مما يؤثر على معدل تحرك الطعام. قد يهمك الاطلاع على طرق الوقاية من أمراض الجهاز الهضمي؟
تبين دراسة أجريت على طلاب الجامعات المرهقين، وكذلك الأشخاص الغاضبون والخائفون أنه كلما زاد إجهادك، زاد قمع جهازك المناعي، ما يمنح البكتيريا السيئة فرصة للتكاثر.
كذلك، يدعو الخبراء إلى أهمية اختيار الأطعمة الكاملة واتباع النظام الغذائي النباتي في الغالب؛ إذ تمَّ تصميم الأمعاء الصحية للأطعمة الغنية بالمياه والألياف والمغذيات الموجودة في عالم النبات. وفي الوقت نفسه، تميل الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين الحيواني والأطعمة المصنّعة، وخاصة الدقيق والسكريات البسيطة إلى زيادة عدد البكتيريا التي يحتمل أن تكون ضارة - ربما، جزئياً، لأن مثل هذه التجاوزات تميل إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي الحمضي والقلوي لأجسامنا. المشكلة هي أن الجهاز الهضمي البشري لم يتغير منذ آلاف السنين، ولكن نظامنا الغذائي قد تغير بشكل كبير.
المصدر: EXPERIENCELIFE.LIFETIME.LIFE
ملاحظة من "سيدتي.نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.