من يقاوم أن يفتح ذراعيه على وسعيهما ليضبط وضعية ذات خصوصية معينة ويلتقط بنفسه لنفسه (فيما يعرف بالصور السيلفي) لحظة فريدة من الزمن أراد حفظها وتوثيقها في مجلد ذاكرته الحية المتمثلة بذاكرة هاتفه الجوال، هذا الجهاز السحري الذي تزداد توغلاته بحياتنا بتفصيلاتها وحكاياتها، فيوثقها ويحفظها في واقعها السيبراني المتعدد الأبعاد.
• السيلفي ظاهرة اجتاحت العالم
تُعد صرعة الصور السيلفي ظاهرة انتشرت بشكل ملفت منذ أكثر من عشر سنوات بأوساط المشاهير، وبشكل خجول جدّاً لدى الناس الراغبين في تقليدهم. وفي عام 2013، دخلت الشهرة من بابها العريض بعد أن أدرجت ضمن مصطلحات أوكسفورد. واليوم، أسرت الصور السيلفي "Selfie" الناس في مختلف البلدان فوقعوا في شباكها بغضّ النظر عن جنسهم وسنّهم، فتكاد لا تخطو خطوة بأحد المطاعم أو المتاجر وبالأسواق أو حتى على الشواطئ، إلا وستجد أحدهم يمد يده فاتحًا أحد ذراعيه بذات الطريقة مادًا عصا الـ "سلفي"، أو حتى بدون عصا ليلتقط الـصورة الذاتية التصوير الـ "سيلفي"، فقد باتت الصور السيلفي صديقة الانسان ورفيقته في مختلف لحظات حياته، حتى أنها تحولت لشغف وإدمان، والذي دفع العلماء مؤخرًا لدراسة هذه الظاهرة، والتساؤل عن سبب إدماننا على SELFIES – بالطبع ليس لأننا جميعًا نرجسيون... فما هو السبب؟
• هل السلفي تعني الغرور والنرجسية؟
وفقًا لموقع dailymail-co-uk، فقد كشف باحثون لظاهرة السيلفي أنه عندما نلتقط صورًا ذاتية لأنفسنا فإننا نعمل على توثيق تجربة جسدية ذات مغزى معين، أو بغرض توثيق وحفظ لحظة من التاريخ ذات أبعاد تحمل معاني أكثر عمقًا لنا أو للآخرين، حيث يقول الباحثون أن الصور السيلفي قد تكون بمثابة وسيلة مساعدة لالتقاط المعنى الأعمق للحظات.
تؤكد ليزا ليبي، أستاذة علم النفس في جامعة ولاية أوهايو لديلي ميل: "هذه الصور لا تكن بدافع الغرور أو النرجسية أو حتى حب الذات" لافتة أن الدراسة تم تقسيمها لست أقسام وشارك بها 2113 مشاركًا.
- طُلب من المشاركين بأحد اقسام الدراسة، في تجربة بأحد تلك الأقسام قراءة سيناريو يشتمل على التقاط صورة، مثل يوم على الشاطئ مع صديق، لمناقشة احتمالية وجدوى التجربة، وكان الملاحظ أنه كلما زاد تقييم المشاركين لمعنى الحدث بالنسبة لهم، زاد احتمال التقاطهم صورة مع أنفسهم.
- في تجربة أخرى، تم فحص الصور التي نشروها على حساباتهم على Instagram. أظهرت الصورة الأشخاص المشاركين باللقطة مما أظهر أنه من المرجح أن الصورة جعلت هؤلاء الأشخاص يفكرون فيما تعنى لهم تلك اللحظة.
- في غضون ذلك، أظهرت الصور أن منظور التقاط الصور من المنظور البصري جعل المشاركين هم أنفسهم يفكرون في الجسدية وكيف يبدو مظهرهم الشكلي بها.
ثم طلب العلماء من المشاركين مرة أخرى، إظهار أحدث صورهم، وسألوهم عما إذا كانت المحاولة لالتقاط الصورة جيدة.
-
التقاط السيلفي يكون لدوافع شخصية جدًا
يقول البروفيسور ليبي لـ dailymail-co-uk: "وجدنا أن الناس لم تعجبهم صورتهم كثيرًا إذا كان هناك عدم تطابق بين منظور الصورة وهدفهم من التقاط الصورة، على أنهم إذا كان هدفهم هو التقاط معنى اللحظة، فهذا سيعني أنهم أحبوا الصورة أكثر إذا تم التقاطها مع شخص ثالث، مع وجودهم في نفس الصورة.
يقول الدكتور ليبي: "هذه التجربة تشير إلى أن الناس لديهم أيضًا دوافع شخصية جدًا لالتقاط الصور"، لافتًا أن الشخص إن كان يؤمن بنظرية المؤامرة فسيجد أن من يلتقطون الصور لأنفسهم بطريقة السيلفي سيكونون "على الأرجح نرجسيون"، فعلى مدار ثلاث دراسات على الإنترنت، أظهر باحثون في جامعة كنت روابط قوية بين الإيمان بنظريات المؤامرة والسمات النفسية السلبية التي تعكس رؤية الشخص لملتقط الصور بطريقة السيلفي.
على صعيد آخر حاول الباحثون تخيل كيف ستبدو الشخصيات التاريخية إذا التقطوا صورًا سيلفي من الهاتف الذكي بلوحة مثل العشاء الأخير، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تهيئة الأجواء والتقاط صورًا لأحداث تاريخية بطريقة السيلفي، وتتبع انفعالات تلك الشخصيات وكيف ستبدو.
وإذا كان هذا رأي العلماء في ملتقطي صور السيلفي، فأخبرينا رأيك.. هل مدمنو السلفي أشخاصًا نرجسيين ومرضى نفسيين، أم الأمر فقط يتعلق بتسجيل لحظة معينة ذات مغزى؟