يعرف التقاط الصور الذاتية بـ «السيلفي»، وهي كلمة رافقت الاختراعات التكنولوجية المتعلقة بهذه الكاميرات الصغيرة جداً في الهواتف الخليوية. تسمى بالمرآة الذاتية السحرية، لأن من يلتقط صور السيلفي لا يحتاج إلى مساعدة من أحد، فهو الذي يقوم بكل ما يتعلق بفن التقاط الصور، بما في ذلك اتخاذ الوضع الصحيح بحسب رغبة من يقوم بتصوير نفسه. ولكن هل يعتبر السيلفي ناجحاً من الناحية العملية، ومن حيث تأثيراته على حياة الناس والحالة النفسية؟ والمقصود هنا النساء بشكل خاص.
التأثير السلبي على المرأة
تشير دراسة برازيلية نشرها مركز «أيو» المختص بالدراسات الاجتماعية والنفسية إلى أن السيلفي قد أثر بشكل سلبي جداً على سيكولوجية المرأة العصرية، من حيث ضياعها ما بين الواقع والخيال والمرغوب فيه حول نفسها وجمالها وجسدها ورشاقتها، ففي كل مرة تلتقط المرأة صوراً لنفسها في السيلفي ينتابها شعوران، الرضا، وهو مؤقت إلى حين التقاط صور أخرى في اليوم التالي أو بعد أسبوع في الأوضاع نفسها، أما الشعور الثاني، فهو الإحباط، المؤقت أيضاً إلى حين التقاط صور أخرى بعد فترة وفي الأوضاع نفسها.
سيكولوجية المرأة
في كل مرة تلتقط صورها عبر السيلفي، تجد المرأة تغيراً في الصور التي التقطتها لنفسها، ولذلك فإن حالتها النفسية تتذبذب ما بين القناعة وعدم القناعة، الرضا وعدم الرضا، السرور والحزن. وعلّق خبراء الدراسة: «حدة هذه التذبذبات تتفاوت بحسب تصورات المرأة وخيالاتها حول نفسها. وهي خيالات ترتسم معالمها عبر صور السيلفي التي تلتقطها لنفسها». وقد خلصت الدراسة إلى أن السيلفي قد يدمر سيكولوجية المرأة بحيث تقترب من حد الجنون. ومن مخاطر ذلك أيضاً وصولها إلى حالة من الهوس والخوف والقلق، وكل هذا ناجم عن الطريقة التي ترى فيها نفسها في الصور.
الحالة النفسية
الإدمان على التقاط صور السيلفي يؤدي إلى حالتين نفسيتين متناقضتين، والإفراط في كل منهما يؤدي إلى زعزعة سيكولوجية المرأة بشكل عنيف وخطير. والحالتان هما: الغرور والشعور بالدونية. فإذا ركزت المرأة دائماً على الإيجابيات التي تظهرها صور السيلفي ولم تلاحظ أي نقاط عيب في نفسها فإنها ستميل إلى الشعور بالغرور، من حيث اعتبار نفسها أجمل امرأة في العالم. ولكن الواقع ربما لا يكون كذلك، فإن اكتشفته، ستنهار سيكولوجيتها وتتحطم. أما إذا لم تجد المرأة في تلك الصور سوى الجوانب السلبية وغير الجميلة، فإنها ستصاب بأزمة الشعور بالدونية، وهو مرض يؤدي إلى زعزعة الحالة النفسية لديها.
إلى ماذا تحول السيلفي؟
هناك جملة من الحقائق التي يسببها السيلفي فيحدث تحولاً كبيراً في سيكولوجية المرأة العصرية. فما الذي يفعله بكِ؟
يلهيك عن أمور أخرى مهمة في الحياة
هناك نساء يكرسن القسم الأكبر من أوقاتهن للعب بالهاتف الذكي، وبشكل خاص التقاط صور السيلفي ويتناسين أموراً أخرى كثيرة وأكثر أهمية في الحياة.
المواجهة: يمكن مواجهة هذه العادة المبالغ فيها بمحاولة إشغال نفسك بأمور أخرى شيقة كالرياضة والذهاب إلى مكان جميل. ويمكن أيضاً الخروج في زيارة صديقة من دون حمل هاتفك الذكي.
يجعلك تعتمدين عليه لتقييم جمالك
حسبما كشف خبراء الدراسة فإن نسبة 38 % من النساء يعتمدن على صور السيلفي لتقييم جمالهن، ولكن الأمر يتفاوت ما بين الجميل والقبيح والرضا وعدم الرضا، كما أن ذبذبات شاشة الهاتف الخليوي تتغير أحياناً بحيث إن كل صورة تختلف عن الأخرى حتى وإن كانت في الوضعية نفسها.
المواجهة: اعتبري صور السيلفي مجرد تسلية وليست معياراً لتقييم جمالك... ومن الأفضل استخدام المرآة العادية التي لا تغير صورتك.
انشغال البال الدائم
قد تصل المرأة إلى مرحلة من الهوس من حيث انشغال بالها حول كيف ستبدو صورها في السيلفي في اليوم التالي أو في الأسبوع القادم.
المواجهة: اشغلي نفسك بأشياء أخرى، وبخاصة القراءة حيث تبين أن قراءة كتاب شيق يملأ ذهنك بأفكار مختلفة.
مشاكل مع صديقاتك
صديقات كثيرات يختلفن حول صور السيلفي، ويتنافسن بحيث إن لكل منهن رأياً مختلفاً عن الأخرى، ولكن الأمر يتعدى ذلك ليتحول إلى خصام بينهن.
المواجهة: اعتبري التقاط السيلفي مجرد تسلية، بحيث إنه يمكنك التقاط العدد الذي ترغبينه من الصور لكي تتفادي الخلافات مع صديقاتك.
العزلة عند بعض النساء
هذا يحدث عندما تصبح المرأة مدمنة على السيلفي، وحبيسة لهذه العادة التي تصبح سيئة جداً وخطيرة إذا تعدت الحدود الطبيعية. والإدمان على السيلفي يؤدي إلى عزلة المرأة، بحسب الدراسات العالمية.
المواجهة: خففي قدر الإمكان من استخدام السيلفي، لكي لا يحدث الإدمان واعتبريه هواية فقط.
قد يعرضك لخطر الموت
هناك حوادث مرعبة وقاتلة وقعت بسبب التقاط السيلفي وجنون استخدام النساء لوضعيات غير طبيعية لالتقاطهان وكان الثمن أن دفع أناس كثيرون حياتهم بسبب السيلفي.
المواجهة: حتى وإن كنت تستخدمين السيلفي، فمن الأفضل الابتعاد عن الأوضاع الخطيرة أو الأماكن المرتفعة بهدف التقاطه.