كنت أعلم تماماً إمكانية حدوث الحمل في الأيام التي تسبق دورتي الشهرية، إلا أن ذلك نادر جداً، وهذا ما جعلني أبعد كل الاحتمالات، مع ذلك كان ينتابني قلق خفي، من أن أكون أنا الاستثناء، ربما لأن حظي في الدنيا غير وفير، نظرت إلى ولديّ اللذين لم يتجاوزا الخمس سنوات، وسألت نفسي هل هذا ممكن؟ إليكم تجربتي التي عشتها مع الحمل قبل الدورة الشهرية مباشرة، مستعينة بها بآراء الطبيب الذي ضاق ذرعاً من أسئلتي كل يوم.
أريد أن أعرّف بنفسي، اسمي حنان طوقان، وأنا أعلم تماماً من خبرة أنه يمكنني الحمل خلال خمسة إلى ستة أيام في الشهر، وهو وقت التبويض أو إطلاق بويضة من المبيض، يحدث التبويض عادة في منتصف الدورة الشهرية - حوالي أسبوعين قبل الدورة الشهرية – هذا إذا كانت الدورة منتظمة، لكنها ليست كذلك عند جميع النساء. حتى بالنسبة للواتي لديهن دورة منتظمة، من الممكن أن يتعرضن للتبويض مبكراً أو متأخراً. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغيير فترة الخصوبة لبضعة أيام في شهر معين، بعبارة أخرى، كما علمت من نساء العائلة، اللواتي يمكن الوثوق بهن، أنه لا يمكنك ضمان 100٪ أنك ستحملين أم لا"!. تتابع السيدة حنان التي تحكي تجربتها عبر "سيدتي": "سألت الطبيب عن إمكانية الحمل، لأن دورتي الشهرية 28 يوماً، وتدوم سبعة أيام، فأكد لي أن الحمل غير شائع خلال هذا الوقت، لأن إمكانية الخصوبة لديك تحتاج لأسبوع أو نحو ذلك، حتى يتمكن منها جسدي، على هذا سيبدأ جسمك في إفراز الهرمون المنبه للجريب (FSH). عند حلول الأيام 6 إلى 14 من الدورة، ليساعد ذلك في تكوين بويضة داخل مبيضك. من هنا أيضاً تبدأ إعادة بناء بطانة الرحم، ومن المرجح أن تكون إمكانية الحمل أكثر بقليل خلال هذا الوقت. حيث يمكن للحيوانات المنوية أن تعيش حتى خمسة أيام داخل الجسم، لذلك يمكن أن تظل موجودة عندما تنضج البويضة، وهذا ما أجج مخاوفي، وتساءلت بيني وبين نفسي: "خمسة أيام هل هي كافية وقوية لتسبب حدوث الحمل"؟ تعرّفي إلى المزيد: كم من الوقت تحتاج المرأة لتعرف أنها حامل؟
مهما حاولت!
بمجرد أن تنضج البويضة، يفرز جسمك هرمون اللوتين (LH)، ما يؤدي إلى إطلاق البويضة من المبيض (الإباضة)، ويحدث التبويض عادة في اليوم الرابع عشر من الدورة. ومن المرجح أن يكون الحمل في يوم الإباضة. ومع ذلك، فإن الإباضة لا تحدث دائماً كالساعة. يمكن أن تحدث في أي مكان من أربعة أيام قبل إلى أربعة أيام بعد منتصف الدورة الشهرية، تعلّق حنان قائلة: "إذا حدثت الإباضة في وقت متأخر من دورتي الشهرية أو بدأت دورتي في وقت أقرب من المعتاد، فقد أحمل إذا مارست العلاقة الزوجية في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، لذلك حاولت الابتعاد عن زوجي في هذه الفترة، دون جدوى"! تتساءل السيدة حنان التي أرادت أن تفيد قارئات "سيدتي": "ماذا لو كانت دورتكن الشهرية أقصر أو أطول من 28 يوماً؟ كثير من السيدات تخضع أجسادهن لهذه الحالة، لدى بعضهن دورات قصيرة تصل إلى 21 يوماً والبعض الآخر يصل إلى 35 يوماً، وتثبت إحدى الدراسات، أن الإجهاد والنظام الغذائي، يمكن أن يؤثرا أيضاً عند حدوث الإباضة، بالإضافة إلى الحالات الطبية مثل متلازمة تكيس المبايض وانقطاع الطمث، لكن في كثير من الحالات، لا تزال الإباضة تحدث في منتصف دورتك الشهرية.
كيف تتحكمين في الحمل؟
إذا كنت تحاولين معرفة موعد الإباضة، فإن أفضل وقت للبدء هو تحديد منتصف دورتك المنتظمة، ولكن إذا كانت مدة دورتك تختلف من شهر لآخر، فقد يكون من المفيد استخدام طريقة احتياطية لمنع الحمل، وإذا كنتِ تحاولين الحمل، فتتبعي فترة التبويض حتى تتمكني من الحمل في أيام الخصوبة، تستدرك السيدة حنان: "هذا ما حاولت القيام به، لأتأكد من أنني لست حامل، وقد اتبعت الوسائل الآتية: تتبعت درجة حرارة جسمي، لكنني لست واثقة أنني قمت بذلك حسب الطريقة الصحيحة! استخدمت مجموعة توقع التبويض التي لا تستلزم وصفة طبية وضعت جهاز مراقبة الخصوبة
قلقي الذي لا ينتهي
تدرك السيدة حنان، أن البويضة تعيش لمدة 24 ساعة فقط بعد خروجها من المبيض، ويمكن للحيوانات المنوية أن تعيش فقط لمدة تصل إلى خمسة أيام داخل الجسم. وهذا يعني أن الحمل وارد لأنها مارست العلاقة الزوجية، في الأربعة إلى الخمسة أيام التي تسبق الإباضة، وفي اليوم التالي للإباضة، لكنها كانت تأمل أن أياً من الحيوانات المنوية، لن تقوم بتلقيح البويضة، لأنها تعرضت للذوبان، ولن تكون قادرة على إحداث الحمل حتى تبدأ دورتها الشهرية من جديد. ومع ذلك تساءلت، ربما من منطلق قلقها الذي لا ينتهي: "هل هذا يعني أنه لا يمكن الحمل أثناء دورتي الشهرية؟ وكان جواب الطبيب لها: "هذا ليس مستحيلاً ، لكنه غير محتمل. يجب أن يكون التوقيت مثالياً حتى تصل البويضة والحيوانات المنوية إلى بعضهما البعض في الوقت المناسب، لكن إذا مارست العلاقة الزوجية في نهاية الدورة الشهرية وتمكنت البويضات من النزول مبكراً، فمن الممكن أن تكون البويضة والحيوانات المنوية على قيد الحياة في نفس الوقت وأن يحدث الإخصاب، واعلمي أن احتمالية حدوث، الإباضة تزداد عند النساء اللواتي لديهن دورة أقصر من المتوسط، لأن الإباضة تحدث بشكل متكرر، وأنت كما تقولين إن دورتك منتظمة، هذا الأمر لا ينطبق عليك". لم أتوقف عن الاستفسار، حيث سألت الطبيب، هل ستبدأ دورتي الشهرية التالية، حتى لو حملت؟ فاستغرب الطبيب سؤالي وقال لي: "ستبدأ دورتك الشهرية فقط إذا لم يتم تخصيب البويضة حيث إن امتصاص الخلايا. يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون وبدء الحيض. ومع ذلك، قد تواجهين بعض البقع أثناء الحمل المبكر. لكن يمكن أن يساعدك تدوين التوقيت وأي أعراض أخرى موجودة على التمييز بين الحيض العادي والبقع المرتبطة بالحمل، إذ يحدث نزيف الانغراس عادةً بعد 6 إلى 12 يوماً من الحمل. وهو ناتج عن التصاق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، وعادة ما يستمر هذا التبقع الخفيف من 24 إلى 48 ساعة فقط ويكون عموماً أخف بكثير من متوسط الفترة. وقد تتعرضين أيضاً لزيادة تدفق الدم في عنق الرحم. وهذا شائع بعد ممارسة العلاقة الزوجية، أو إجراء اختبار عنق الرحم أو فحص الحوض" نصح الطبيب السيدة حنان، أنها إذا حملت وكانت تعاني من نزيف شديد أن عليها اللجوء إلى أقرب مستشفى،
نصائح الطبيب لمنع الحمل الطارئ
1 - إذا كنت قد مارست العلاقة الزوجية من دون أي حماية، وتريدين تجنب الحمل، فتناولي وسائل منع الحمل الطارئة (EC) في أسرع وقت ممكن. 2 - هناك نوعان رئيسيان - اللولب النحاسي وحبوب منع الحمل الهرموني - ويمكنهما العمل لمدة تصل إلى خمسة أيام بعد العلاقة الزوجية من دون وقاية، ويمكنك اللجوء إلى أحدهما، واللولب متوفر فقط بوصفة طبية ويجب أن يتم إدخاله من قبل الطبيب في غضون خمسة أيام من توقعك الحمل. 3 - توفر حبوب منع الحمل جرعة عالية من الهرمونات لتأخير الإباضة أو منع البويضة الملقحة من الانغراس في الرحم، لكنها أقل فعالية عند النساء اللواتي لديهن مؤشر كتلة جسم أعلى، ولا يوجد أي بحث يشير إلى أن اللولب النحاسي يتأثر بالمثل بمؤشر كتلة الجسم، لذلك قد يكون هذا الخيار أكثر فعالية.
متى يجب إجراء اختبار الحمل؟
بعد كل هذه المعلومات، وبما أنني أشك في حملي للمرة الثالثة، انتظرت حتى اليوم الأول من الدورة الشهرية الفائتة وأجريت اختبار الحمل في المنزل. لم أتمكن من الانتظار لفترة أطول قليلاً للحصول على النتيجة الأكثر دقة، فقد علمت من الطبيب أنه إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، فعلى النساء الانتظار من أسبوع إلى أسبوعين بعد ممارسة العلاقة الزوجية، لإجراء الاختبار، فهذا سيسمح للجسم بتطوير مستويات عالية بما يكفي من مواجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG) لاكتشافها عن طريق الاختبار، لكن هذا لا ينطبق عليّ لأن دورتي الشهرية منتظمة، وقد حصلت بالفعل على نتيجة سلبية، لكنني أجريت الاختبار مرة ثانية بعد يومين لأنه كما قيل لي هناك إمكانية للحصول على نتيجة إيجابية، وهذا ما حصل معي تماماً، فقد ثبت الحمل، لأنني مارست العلاقة الزوجية قبل الدورة الشهرية مباشرة، وهنا لجأت إلى الطبيب لمراقبة حالتي بدقة، خصوصاً أنني لم أبدأ بتناول حبوب فيتامينات ما قبل الحمل، لأنني لم أتوقع الحمل الثالث أبداً، وقد أردت عرض تجربتي على القارئات، كي يدركن تماماً ما يمكن أن يحصل داخل أجسامهن، ويلجأن للاحتياطات المناسبة". ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.