تقوية شخصية الطفلة وتحضيرها لتصبح فتاة ناضجة ناجحة قوية ومحبوبة في مدرستها.. مهمة تبدأ من داخل المنزل، وفي أيام وسنوات الطفولة الأولى، والأمر يحتاج لتفكير وتخطيط، والخطوة الأولى هي بثّ الثقة في نفس الطفلة، وإعطاؤها الأمان فيما تقول وتفعل، كما تتمثل في تعريفها على نقاط قوتها؛ فتتفاعل معها بإيجابية، وإدراك نقاط ضعفها فتخفف من أثر سلبياتها عليها.. وفي تقرير اليوم، سنتعرف على الكيفية المُثلى لتقوية شخصية الابنة بالمدرسة.. اللقاء وخبيرة التربية بكلية رياض الأطفال، الدكتورة نوال المنسي.. للشرح والتوضيح.
معلومات تهمك
- الأطفال ينقسمون قسمين: طفل ضعيف الشخصية، وثانٍ قويّ الشخصية، وهنا نقول: إن لم تكن علامات ضعف الشخصية ظاهرة بشكل واضح على ابنتك؛ فلا تُظهري استياءً أو مشاعر سلبية تجاه أيّ تصرف ضعيف تقوم به.
- والطبيعي أن شخصية الطفلة ستنمو تلقائياً، بفعل العمر والظروف والحياة الاجتماعية والمواقف.. والأهم وفقاً لـ أسلوب التربية بالمنزل، والذي يعتمد على التحفيز والدفع للأمام، وتنمية المواهب وصقلها.
- وقد تكون الطفلة قوية الشخصية فعلياً، ولكن لم تمُر بعدُ بمواقف تظهر ثقتها بنفسها وشخصيتها القوية.. لكن يمكن الاستدلال بمواقفها وردود أفعالها مع إخوتها، إن وقع عليها ظلمٌ ما، أو إن أهانها أحدٌ من دون داعٍ.
خطوات بسيطة.. ليصبح طفلك اجتماعياً ومحبوباً.
6 سنوات= طفلة بالمدرسة
- إتمام الطفلة ست السنوات، يعني دخولها الصف الأول الدراسي، وبلوغها مرحلة الطفولة الذهبية؛ حيث تصبح قادرة على تعلُّم الكثير من المهارات، وأن تتحلى بالعديد من المميزات.
- في هذا العمر، تتعلم الطفلة مبدأ الاستقلالية، واتخاذ بعض القرارات الشخصية بمفردها، مع عدم إلغاء مكانة الأسرة المهمة في حياتها.
- يصبح لدى طفلة المدرسة مزيدٌ من الأصدقاء، الذين يشكلون أهمية كبيرة في حياتها في هذه المرحلة من طفولتها.
- تُظهر الطفلة قدرةً أكبر على اتباع القواعد واحترام الشروط والقوانين، وتندمج في محيطها خارج العائلة بشكل أفضل.
- غالباً ما يتطور الحس الخيالي والإبداعي للطفلة مع دخولها المدرسة، وتُنمى لديها الرغبة في الاهتمام بالأطفال الأصغر منها.
- كما تتطور المهارات اللفظية والفكرية والكلامية لديها، بجانب القدرة على رواية قصة مفيدة، والتعبير بشكل أفضل عما يقلقها، وما يفرحها.
كيف أتماشى مع استقلالية طفلي: في سن العامين؟
نصائح لتقوية شخصية طفلتك
- وفّري لطفلتك مواقف تتطلب منها الاعتماد على نفسها، وتجارب تتناسب مع عمرها.
- كوني قدوة ومثلاً أعلى في قوة الشخصية أمام طفلتك؛ حتى وإن اضطررت إلى التظاهر أحياناً.
- لا تكثري من لومها إذا أخطأت؛ لأن ذلك سيزرع التردد والانسحاب وعدم الإقدام مستقبلاً، من باب الخوف أو وقوع العقاب عليها.
- وتجنبي كذلك العقاب الشديد؛ فالضرب في الصغر كارثة تمس شخصية الطفل؛ خصوصاً إذا كان على الوجه أو الرأس.
- كما أن الضرب والاحتقار يخفض شعور الطفل بالاستحقاق؛ خصوصاً عندما يصدر من شخص مقرّب للطفل يفترض أنه يحبه.
طفلتي هادئة ومطيعة ولكن!
- من الطبيعي أن الطفل لا يستوعب أن تضربه والدته.. لأنها تحبه، أو لمصلحته؛ فلا تفرحي سيدتي بعد الضرب والتهديد، ستحصلين على طفل مهذب ومطيع، ولكن في المقابل سيصبح طفلاً مُنقاداً وضعيفَ الشخصية.
- والمقصود بالضرب هنا.. هو الضرب العنيف المتكرر، وليس الخفيف العادي على اليد مثلاً؛ لهذا عليك تذكير طفلتك دائماً بنقاط قوتها التي تملكها فعلياً من دون مبالغة؛ لأن المبالغة تعطي نتائج بعيدة وغيرَ مرغوبة.
- واعلمي كذلك أن الثناء والتعزيز المعقول، لهما تأثير كبير، المهم أن يحدث ذلك في وقت مناسب، وبعد السلوك الجيد مباشرة، الطفلة ترغب في المكافأة.. فلا تبخلي عليها أمام السلوك الإيجابي.
- مهمتك أيتها الأم أن تُشعري طفلتك بأنها مهمة ومحبوبة، واسأليها عن رأيها في أمورٍ تناسب مستواها العمري، وأتيحي لها فرصة الاختيار والتصرف في ممتلكاتها الشخصية.. مما ينمي لديها الإحساس بأنها قوية وصاحبة قرار.
كيف أقوّي شخصية ابنتي بالمدرسة؟
- اسمحي للطفلة بالتعبير عن ذاتها وآرائها والعمل بها إذا كانت صائبة، ومن تلك الطرق: السماح لها بانتقاء ملابسها بمفردها، أو اختيار المأكولات التي ستتناولها على الغداء أو العشاء.
- قومي بتحفيزها دائماً؛ خصوصاً بعد أن تقوم بعمل طلبتِه منها، بطريقة جيدة ومن دون ارتكاب أيّ خطأ، وادفعيها للمشاركة بالنشاطات الاجتماعية بالمدرسة؛ فذلك يحفزها على الاندماج في محيطها خارج المنزل، ويكسر حاجز الخجل والخوف لديها.
- أسندي مسؤولية القيام بأمور معينة لها في المنزل، كترتيب سريرها، أو تنظيف ألعابها.. هذه الطريقة ستنمّي لديها حس المسؤولية، وتقوّي شخصيتها أكثر؛ لتقوم في المدرسة بأمور ومهام أكثر أهمية.
- داومي على تنمية مهارات طفلتك وقدراتها العقلية؛ إذ تبيّن أن الطفلة الذكية والموهوبة، تتمتع بقوة شخصية، وذلك من خلال حثّها على قراءة القصص، أو اللعب مع أقرانها بالمنزل أو النادي.. مما يساعد على تنمية المهارات العقلية لها بالمدرسة.
كوني القدوة لطفلتك
- انتبهي، عين الطفل مثل الكاميرا، تلتقط كل شيء تقومين به، وبناءً على ذلك؛ فإن كانت شخصيتك هشة وضعيفة؛ فسوف تكون تلقائياً المثال الذي تحتذي به؛ فتصبح شخصيتها مشابهة لك.. تراقبك ثم تقلدك.
اهتمي بدراسة طفلتك
- بعض الأطفال أذكياء، ولكن الخجل والخوف قد يمنعهم من تنمية هذا الذكاء، وبالتالي يَظهرون بشخصية ضعيفة في المدرسة، ولتجنب ذلك، اهتمي بدراستهم وكتابة واجباتهم وتحضير الدروس.
اجعلي طفلتك أكثر جرأة
- علمي طفلتك كيف تكون أكثر جرأة وانفتاحاً في المدرسة وبين أصدقائها، ودعي طفلتك تدرك أن الاعتذار قوةٌ وليس ضعفاً؛ مما يجعلها أكثر قوة وثقة.
تحدثي مع طفلتك واستمعي إليها
- احكي لها عن تجاربك في طفولتك، وكيف كنت تتعاملين مع المشاكل التي تواجهينها في المدرسة.. وهذا يساعدك على بناء رابطة قوية معها؛ مما يجعلها أقوى وأكثر ثقة بنفسها.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.