الثقة بالنفس من الصفات التي لا تحدث بين يوم وليلة، فالثقة صفة مكتسبة، ولغرسها وتعزيزها داخل الطفل تحتاج لخطوات من بعد خطوات، والمسؤولية بطبيعة الحال تقع على عاتق الأب والأم معاً؛ عن طريق أسلوب التربية، والذي يستمر طوال مراحل حياة الطفل، من هنا كان سؤال بعض الأمهات عن كيفية تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وإجابة المختصين تؤكد أنه ببعض التدريب، والكثير من الحب والثقة يستطيع كل طفل التمتع بالثقة في ذاته، والتعامل مع الأحداث والتصرف مع المحيطين في المواقف المختلفة. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي استشارية العلاقات الأسرية والزوجية للشرح والتفصيل.
قيام الطفل بأنشطة واحتكاك
- يمكن للآباء القيام ببعض الأفكار في المنزل مع الطفل لمساعدته على تعزيز ثقته بنفسه، وتدفعه إلى تحمل المسؤولية، أو تشجيعه على القيام ببعض الأنشطة خارج المنزل.
- مثل تشجيعه على ممارسة الرياضة أو تعلم وتطوير الهواية التي يحبها مع تذليل الصعاب له؛ مما ينعكس على شخصيته.
- نجاح الطفل في تلك الأنشطة واحتكاكه بمن هم في مثل سنه، وتجربة نشاطات لم يجربها من قبل، سيزيد من تطوره العقلي والنفسي وقدرته على تحمل المسؤولية.
- اجعليه يشترك في برنامج للكشافة أو في معسكر مدرسي أو رحلة للتخييم، فهم يتعلمون الكثير في مثل هذه التجارب المختلفة عن حياتهم العادية اليومية، يمكنك تشجيعه أيضاً على تعلم لغة أجنبية جديدة أو تقوية اللغة عنده.
- دربي طفلك على الاشتراك بمكتبة عامة؛ لغرس حب القراءة في شخصيته، ولا تنسي أن تتكلمي معه عن أحلامه، وكيف يتصور طريقة تحقيقها على أرض الواقع، وذّكريه بمميزاته وعيوبه وكيفية إصلاحها بمفردات بسيطة تتناسب وسنوات عمره.
التواصل مع الأصدقاء والأجداد
- شجعي طفلك على اقتناء سجل صور -ألبوم- يجمع فيه صوره المفضلة وخواطره وأفكاره وذكرياته، مع الأقارب أو الأصدقاء بالمدرسة أو النادي، وبهذه الوسيلة يمكن للطفل أن يعبر عن نفسه وما يجول بداخله.
- لا ينبغي أن يقتصر التواصل الاجتماعي في حياة الطفل على أصدقائه فقط أو شبكات التواصل الاجتماعي، بل ذكريه بأهمية التواصل مع الجد والجدة وباقي أفراد الأسرة، والسؤال المستمر عنهم. وهنا تتضح وتبرز إنسانيته الحقيقية.
- اقترحي عليه فكرة العمل مؤقتاً في فترة الإجازة، أو حتى القيام بعمل تطوعي في جمعيات خيرية، أو القيام بمشروع خاص مع أصدقائه لجمع الطعام والملابس وتوزيعها على الفقراء في الحي، أو القيام بعمل بأجر رمزي من المنزل.
- دعيه يتحمل مسؤولية إعداد وجبة الغداء يوماً واحداً في الأسبوع، أو كلفيه بالجلوس مع أخيه أو أخته الأصغر مقابل مكافأته بشيء محبب له، أو بمقابل مادي بسيط منكِ أنتِ أو أبيه، وشاهدي بعدها كيف سيتعامل معهم، وكيف سيتحمل مسؤوليتهم وحده.
تعرّفي إلى المزيد: تأثير الصدمة النفسية على الأطفال
كلفي طفلك ببعض المسؤوليات
- دعيه يتحمل مسؤولية تنظيم غرفته، وإعادة ترتيب الأثاث فيها بنفسه، اكتبي جدولاً محدداً لمهام المنزل، واجعلي له دوراً منتظماً فيه بشكل شبه يومي.
- ادعي أصدقاء مقربين له لحفلة في منزلكِ، واتفقي معه على أن ينظمها، ويتولى إنجاز جميع التفاصيل الخاصة بها وحده، أو بمساعدة بسيطة منكِ.
- اقترحي عليه مراجعة أشيائه بغرفته الخاصة، واختيار ما لا يحتاج منها، وعرضه للبيع على أحد مواقع أو مجموعات بيع الأشياء المستعملة، واتركي له حرية الاختيار في الأمور التي تخصه ولا تجبريه على شيء، دعيه يجرب والتجربة كفيلة بتعليمه.
الغذاء الصحي يمده بالتوازن
- تناقشي معه حول النظام الغذائي الصحي، فالوعي الغذائي السليم، وتحسين أسلوب الحياة يساعده على التطور النفسي والبيولوجي خلال مرحلة الطفولة ثم المراهقة، اربطيه دوماً بالطبيعة من خلال الرحلات الداخلية والسفر؛ من أجل تحقيق التوازن النفسي.
- ناقشيه في أمور الأسرة وأمور الحياة المختلفة، وتقبلي رأيه ولا تنتقديه، ولعلاج عدم الثقة بالنفس يجب البدء من الداخل؛ إذ يجب تغيير نظرة الطفل لنفسه وتحويلها لنظرة إيجابية.
- ومراقبة طريقة التفكير والكلام، والعمل على تطويرها واستخدام الطريقة الصحيحة والمريحة التي تعبر عن الذات.
4- تحدثي مع طفلك واتركيه يعبر عن نفسه
- ثقل مهارات الطفل الشخصية وتطوير الأداء، لهما دور كبير في استعادة الثقة بالنفس، في المراحل المتطورة من هذه المشكلة النفسية، يمكن أن يحتاج الشخص إلى مساعدة من متخصص، فهو يساعد على معرفة السبب ومراقبة المعتقدات السلبية كالشك والقلق، وتخفيف المشاعر المؤلمة.
- البنات كائنات حساسة المشاعر، ويمكن لأمور بسيطة وصغيرة أن تؤثر فيهن وفي شخصياتهن، لذلك فإن دعمهن وزيادة ثقتهن بأنفسهن يجب أن يكون إحدى أولويات الآباء والأمهات، علميها تقبل جسمها من خلال فعل ذلك مع نفسكِ، وعلميها أيضاً تناول الأطعمة الصحية؛ للحفاظ على وزنها.
- علميها أن تطلب ما تريد وتدافع عنه بالطرق الصحيحة، وأن تعبر عن رأيها دون خوف، وألا تقبل الأشياء دون نقاش، ولا تنسيْ أن تشركيها في رياضة من سن مبكر؛ فالفتيات اللاتي يلعبن في فرق رياضية من سن مبكر، يتمتعن بثقة أكبر في النفس.
5-دعي طفلتك تختار ملابسها وامدحي جهودها
- نمِّي مهارات طفلك، اشتركي له في أنشطة تساعده على زيادة ثقته بنفسه، كالأنشطة المسرحية أو الموسيقية أو الفنية كالرسم، أو أي نشاط يجعل الطفل يعبر عن نفسه من خلال الكلمات أو الإبداع.
- ودعي طفلتك تختار ملابسها من سن صغيرة، وناقشيها عن سبب اختيارها، امدحي طفلتك وأثني عليها وامدحيها باستمرار، ولكن على تصرفاتها وليس على مظهرها وشكلها.
- امدحي جهودها وما بذلته من جهود، ولا تقتصري أو تركزي على النتائج فقط، لا تعامليها على أنها كائن ضعيف، بل ساعديها لتكون قادرة على تحمل مسؤولية نفسها، ولا تفرقي بينها وبين أخيها في المسؤوليات.
- شاهدي التليفزيون معها، وعندما تشاركيها تحدثي معها عن الأمر، وهنا يمكنكِ توجيهها وتعليمها كيف تنتقد ما تشاهد، وكيف تفرق بين الجيد والسيء وتثق في نفسها.
- تأكدي أنها تشعر بحبكِ لها، فيجب أن تتأكد من حبكِ لها، وهو ما يساعدها أكثر على الثقة في نفسها، والاستماع إلى نصيحتك والأخذ بها من دون شك.
تعرّفي إلى المزيد: كيف أتعامل مع طفلي الأناني؟