استقبلت «سيدتي» في مكتبها بجدَّة، تلك الأسرة الجميلة التي كانت متفائلة بقدومها، آملة أن تكون قصتهم قصة ملهمة لجميع من يمر بظروفهم، وها هو سالم يتحدث وتعلو وجهه ملامح من القوة والطموح والثقة بالنفس قائلاً: لقد تعرضت لحادث منذ أكثر من عشرين عاماً، فقد كنت مع زميل لي في السيارة ودخل علينا جمل في منتصف الطريق ومنذ ذلك اليوم وأنا مصاب بالشلل ولا أستطيع الحركة، وعلى الرغم من أنَّ الأطباء أخبروني أنَّ نسبة شفائي وعودتي للمشي كانت 70%، إلا أنَّ العمليات لم تنجح وعدت بكرسي متحرِّك أواجه العالم والمجتمع من حولي. توقف سالم عن الحديث وفي صوته نبرة من الحزن ثم تابع ليقول: أنا من قرية من جنوب المملكة، ما زالت قريتي تعاني من بعض العقليات المحدودة التفكير، فما إن علم الجميع أنني أصبت بالشلل النصفي، حتى بكت الجدات وناحت الأمهات، وأصيب الجميع من حولي بخيبة الأمل، فبعد أن كنت موظفاً في القطاع العسكري، وأمشي على قدمي وأزاول حياتي الطبيعيَّة ولي كلمتي على كل من حولي، أصبحت إنساناً مقعداً لا أستطيع أن اتحرك وكان الجميع يعتقدون أنني لا أستطيع الزواج ولا الانجاب! إلا أنَّه كانت لدي قناعة أنَّ عقلي ما زال يفكر وهذا هو أهم شيء، فالإعاقة في الفكر وليست في الجسد!
.. وتزوجنا