تعدّ الصحة النفسية حالة من رقي النفس التي تساعد المرء على مواجهة الضغوطات الحياتية وتحقيق الأهداف بشكل أفضل في العمل. فالصحة النفسية جزء مهم وفعال من الصحة الجسدية التي تدعم القدرات الفردية من خلال اتخاذ القرارات في المنزل، والعمل، والمجتمع. الصحة النفسية جوهر أساسي من حقوق الإنسان التي تنعكس إيجابياً على كافة النواحي الشخصية والاجتماعية.
غالباً ما يقوم العقل بربط الأحداث والافتراضات، ويكون هذا الرابط أحياناً غير واقعي، وتنتج منه تشوهات عقلية؛ ما يؤثر في الصحة النفسية، فعندما يركز المرء على الأحداث السلبية ويتجاهل كل حدث إيجابي، فهذا يضر بالصحة النفسية، ويضعف جهاز المناعة، ومن الأمثلة على ذلك، أن يحدث المرء صديقه وينقل له أخباره السلبية، ولا يذكر أي حدث إيجابي.
لا يعدّ التفكير الإيجابي تجاهلاً لمواقف الحياة الصعبة، بل المقصود أن نتعامل مع هذه المواقف بطريقة منطقية وإيجابية، والاعتقاد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ؛ لأن الصحة النفسية تؤثر في الروتين اليومي، وتحدد تصرف وشعور المرء والتفاعل مع الآخرين، لهذا يجب على المرء أن يفكر بطريقة إيجابية؛ لأنها تساعد على خفض معدلات الاكتئاب، والشعور بالتوتر والقلق، وتحسين صحة القلب.
هناك أشياء كثيرة يقوم بها المرء ليحسن صحته النفسية، والحفاظ على سعادته والشعور بالراحة التامة، ومنها أخذ قسط كافٍ من النوم؛ حيث تسترخي العضلات، ويسهم ذلك بشكل إيجابي في الصحة النفسية.
يؤثر اضطراب الأرق في مستويات الهرمونات والوظائف العصبية في الدماغ، ويضعف التركيز والتنظيم العاطفي، ويسبب التعب أثناء النهار. لذا، من الضروري الاهتمام بصحة الفرد، من خلال ممارسة التمارين الرياضية، والاستمتاع بإفطار صحي ولذيذ للحفاظ على تغذية متوازنة؛ لأن الصحة البدنية تنعكس على الصحة النفسية.
ينشغل المرء أحياناً بالتفكير في الماضي، أو ببناء خطط لمستقبل أفضل، وينسى أن يعيش في الحاضر. فمن الضروري أن يركز المرء على الحاضر، ويستمتع بكل لحظة، ويتواصل مع الآخرين، وإقامة علاقات ودية تدعم المرء في الأوقات الصعبة، فمساعدة الآخرين له من شأنها أن تؤثر في الصحة النفسية من خلال مساعدة الأصدقاء، والجيران، والزملاء، والأقارب.
يجب على الفرد التعبير عن الغضب بدلاً من تركه يتراكم، ففي هذه الحالة يساعد ذلك على إدارة الضغوطات بشكل أفضل، وتخطي العديد من المشاكل اليومية. فهناك وسائل للراحة كالاسترخاء، والتأمل، وتمارين التنفس، واليوغا، أو المشي.
ليس هناك أي أحد خارق ولا يشعر بالقلق أو التوتر أمام ظروف الحياة وتحدياتها. فإذا ساءت الأحداث وازدادت الأمور تعقيداً، فمن الضروري طلب المساعدة من شخص يثق به الفرد أو طلب المساعدة من مختص. فالتواصل مع الآخرين يشعر المرء بالرعاية والاختلاط في المجتمع، من خلال تقديم وجهات نظر متنوعة، ومشاركة الأفكار وإيجاد حلول مناسبة، وإزالة الأفكار التشاؤمية والسوداء.