تعدّ مهارة التحدّث من أهم الفنون في التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الشريك لإيصال حديث، أو جدال، أو خطاب، أو مكالمة. وتتمتّع هذه المهارة بأهمية التعبير عما يدور في نفس المرء وربط الأفكار والتعبير عن المشاعر والأحاسيس بطريقة مؤثرة وفعّالة، والقدرة على التعبير والاستقلال في الرأي بطلاقة وبكل ثقة.
من المهم أن يقوم الشريك بتطوير مهارة الكلام من خلال الاستماع للشخص الآخر، والتعبير الشفهي، والإصغاء لما يريده المتكلم، فمهارة الكلام هي القدرة على التواصل اللغوي مع الآخرين، من خلال نقل المشاعر والأحاسيس التي تجري في الحياة اليومية. فمهارة الكلام مرتبطة بمهارة الاستماع، وهناك أشخاص يفضلون الاستماع بدلاً من التكلم، والعكس صحيح.
تعتمد مهارة الكلام على الفن والأسلوب الراقي من أجل تعزيز العلاقة الزوجية، فمن الضروري على الشريك أن يحسن الصياغة لكي يفهم ما يقوله الطرف الآخر، ويتفاعل في الوقت المناسب؛ لأن إخفاء المشاعر الغامضة تؤدي إلى تعقيدها؛ ما يؤدي إلى تفاقم الأمور في طبيعة الحوار واستخدام عبارات الاتهام واللوم، وفي هذه الحالة يتحول الحوار إلى أسلوب هجومي وعدائي من جراء استخدام الكلمات النابية ونبرة الصوت المرتفعة.
تعدّ مهارة التحدث جوهراً لأي علاقة سليمة، وذلك من خلال الاستماع والتواصل لحل المشكلات، وبناء الثقة في العلاقة لدى الشريكين. عندما يتواصل الشريك بشكل فعّال يكون الطرف الآخر قادراً على البوح بمشاعره، وفي هذه الحالة يمكن للشريك تجنب سوء الفهم الذي يضر بالعلاقة، وبالتالي تقوية الاتصال العاطفي والترابط بين الطرفين من خلال مشاركة الأفكار والمشاعر.
من المهم إنشاء بيئة آمنة وداعمة لكي يشعر الشريكان بالراحة والطمأنينة. فالتواصل أساس الثقة بين الطرفين، فهو ليس مجرد كلام، بينما يتعلق الأمر بالاستجابة والاستماع باحترام وتفاهم ومودة لدى الشريكين، ويؤدي هذا إلى فهم أعمق لمشاعرهما التي تعزز الارتباط العاطفي.
من الضروري اختيار الوقت المناسب للتحدث مع الشريك، وإبلاغ الطرف الآخر أنه يرغب في البوح عما يزعجه، فقد يساعد على تهدئة الموقف، وإيجاد حلول للمشكلة، ويكون الشخص مستعداً لأي نقاش، سواء كانت مشاعر مؤلمة أو أفكاراً مختلفة، ومن الأفضل أن ينتهي الحوار بين الشريكين بنموذج متفق عليه من الحياة الواقعية، كاتخاذ قرارات مستقبلية أو مالية، التي تساعد على التسامح، والمضي قدماً في العلاقة، وإظهار مشاعر القوة والتواصل بين الطرفين، إضافة إلى التحلي بالصبر أثناء المناقشة، وعدم التقليل من شأن الطرف الآخر، ومحاولة تفهم وجهة نظر الآخر، والسماح بالكلام وعدم مقاطعة الشريك أثناء النقاش، وتجنب رفع الصوت أثناء الحوار أو اتخاذ أي قرار مصيري في لحظة غضب أو انفعال.