مفاهيم تصاميمية مفعمة بالجمال والإبداع، وكلما كبرت المساحة، كبر معها الشغف والجرأة والتفرد، فالتركيز على كل زاوية بمفردها يعطي لمحات جمالية للمكان بأكمله، هذا ما ينتهجه المصمم الفلسطيني محمد راضي، الذي يجمع مع فريقه في شركة RADY مزيجاً من الثقافات تحت شعار إبداعي واحد، تتشعب فيه منابع الإلهام، سواء كان ذلك في بساطة التصميم الإسكندنافي، أو فخامة التصميم الشرق أوسطي.
يضيف المصمم محمد لمساته الخاصة عندما يخطط لتصميم فريد ومتميز، يروي قصص وشخصيات عملائه، وهو يعتقد أن حجم المساحة يلعب دوراً مهماً في الجمالية الكلية للتصميم؛ حيث هناك مساحة أكبر للإبداع، ودمج عناصر التصميم الفريدة التي يمكن أن تظهر ببراعة جريئة، ومع ذلك، من المهم، كما يجد المهندس، عدم الانغماس في حجم المساحة، وإغفال جمالية التصميم العام. يعلّق قائلاً: «يجب على المصمم الجيد دائماً مراعاة الجمالية الشاملة، واستخدام حجم المساحة لتعزيز تلك الجمالية وتكملتها».
نبني على أفكار بعضنا
تعكس التصميمات التي يبتكرها الخصائص الفريدة للعميل، سواء كانت شخصيته، أو مهنته، أو سماته الفريدة الأخرى. من خلال فهم خصائصه وإدماجها في التصميم، يتابع قائلاً: «قد يعني هذا دمج عناصر التصميم التي تعكس مهنته، مثل المحامي الذي يريد مكتباً منزلياً يعكس احترافه، أو العميل الذي يحب السفر ويريد منزلاً يعكس إحساسه بالمغامرة، وقد عملت مؤخراً مع عميلة كانت مصممة جرافيك. في منزلها، قمنا بدمج عناصر تصميم جريئة وحديثة عكست شخصيتها الإبداعية ومهنتها. استخدمنا مزيجاً من الديكورات الهندسية والألوان الزاهية والقطع الفنية الفريدة لإنشاء مساحة تشعرها بالعملية والفنية».
يتضمن فريق راضي إنتريور مجموعة من المصممين الذين يأتون من ثقافات مختلفة، وعلى الرغم من أن الشغف يجمعهم، لكنهم يمرون في لحظات من التنافر أو الخلاف، الذي يجسد الإبداع والابتكار، يعلّق محمد: «نبني على أفكار بعضنا البعض لنبدع تصميماً مميزاً، لكن هناك أوقات اختلفت فيها مع اتجاه التصميم أو الفكرة التي اقترحها شخص آخر في الفريق. في حين إنه ليس من السهل أبداً التنازل عن تصميم تشعر به بقوة، أعتقد أنه من المهم وضع الصورة الكبيرة في الاعتبار. هدفنا النهائي هو إنشاء تصميم يلبي رؤية عملائنا وحاجاتهم، وهذا يعني أحياناً المساومة على عناصر تصميم معينة لتحقيق تصميم متماسك وعملي».
من عالم الديكور نقترح عليك قراءة اللقاء مع المصممة كارن شكرجيان: الفنون والحرف كانت منقذة لي
يُجدن تحقيق التوازن
لدى المصمم الشاب مجموعة مصممين يبدون وجهات نظر ومهارات فريدة، وهو يعتقد أن كون المصمم رجلاً أو امرأة، فإن هذا لا يحدد نقاط القوة أو القدرات لدى شخص ما في التصميم. بدلاً من ذلك، يتعلق الأمر بالمهارات والمواهب الفردية، يعلّق قائلاً: «مع ذلك، فقد وجدت أن المصممات لدينا يتفوقن في جلب شعور قوي بالتعاطف والحدس في عملية التصميم. غالباً ما يكن قادرات على الاستفادة من الحاجات والرغبات لعملائنا، وهو جانب مهم في إنشاء تصميم يعكس رؤيتهن، وغالباً ما يكون لديهن اهتمام قوي بالتفاصيل، وقادرات على تحقيق مستوى عالٍ من الحرفية في عملهن، بالأخص من ناحية التنسيق، فاهتمامهن بأدق التفاصيل ينتج صورة نهائية جميلة. فهن يُجدن تحقيق التوازن بين الشكل والوظيفة بطريقة جميلة وعملية».
مواد عملية ومتينة
عندما يتعلق الأمر باختيار الألوان في تصاميم راضي، فهو يعتمد على مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك رؤية العميل، واتجاهات التصميم الحالية، وشعوره الشخصي بالرضا. لإنشاء لوحة ألوان متماسكة وجذابة بصرياً، ولاختيار الألوان المناسبة، يبدأ مع فريقه بالنظر إلى المساحة التي يصممونها، آخذين في عين الاعتبار عوامل، مثل: وظيفة الغرفة، والإضاءة الطبيعية، والجمالية العامة، ثم ما يفضله العميل، وأي لوحة ألوان محددة تعبر عن اهتمامه، يستدرك قائلاً: «بالنسبة للأقمشة، نحن نبحث عن مواد ليست جذابة بصرياً فحسب، بل أيضاً عملية ومتينة. هذا يعني النظر في عوامل، مثل: الغرض من الغرفة، ومستوى حركة الأقدام، إضافة إلى رغبة العميل في المستوى المطلوب من الراحة والملمس».
مساحة مخصصة للقطط
يعتقد المصمم محمد أن كلا التصميمين داخل الفيلا أم في حديقتها، يتطلبان دراسة وتخطيط دقيقين لضمان جمالية المكان، فالتصميم الداخلي للفيلا، يمكن أن تواجهه بعض العقبات مع الهندسة المعمارية الحالية وتخطيط المساحة، وإيجاد توازن بين الوظائف والجمال. من ناحية أخرى، يمكن أن يمثل تصميم الحديقة أيضاً تحديات فريدة، تتعلق بالعناصر الطبيعية للمساحة، مثل: التضاريس، والمناخ، واختيار النباتات المناسبة للبيئة، وإنشاء تصميم جذاب وعملي. لكن أغرب تصميم طُلب من المصمم محمد، هو مشروع لعميلة أرادت تصميم غرفة متكاملة بمساحة كبيرة جداً وكانت مخصصة للقطط، مع ذلك تم تطبيق فكرتها، والنتيجة كانت لافتة للنظر على الرغم من تحدي التصميم.
وعن أجمل مشروع صمّمه يضيف قائلاً: «فلسفتي هي إنشاء مساحات وظيفية وجمالية ومستدامة. وقد أتيحت لي الفرصة للعمل في مجموعة متنوعة من مشاريع التصميم الداخلي، من المساحات التجارية إلى المنازل السكنية، فمن الصعب تفضيل مشروع عن آخر؛ لأن لكل مشروع زاويته المميزة التي تلقت ردود فعل إيجابية من كل من العميل والزوار».
تابعي اللقاء الخاص مع المصممة الأردنية العنود النابلسي: أبحث عن التنوع في اختيار المواد من جميع أنحاء العالم
الركن الشرقي
يُعرف الطراز الشرقي بتاريخه الغني وجمالياته الفريدة، وغالباً ما يستمد، هذا الفريق المتميز، الإلهام من عناصر التصميم الشرقية في تصميماتهم الحديثة، بدءاً من الأنماط المعقدة، إلى الألوان الغنية والقوام، باستخدام طرق مختلفة لدمج التصميم الشرقي في مساحة حديثة، يقول المصمم محمد: «عندما يتعلق الأمر بتخصيص ركن شرقي في مكان حديث، فهذا ممكن بالتأكيد. في الواقع، غالباً ما نشجع العملاء على دمج عناصر التصميم التي تعكس تراثهم وذوقهم الشخصي. يمكن أن تكون الزاوية الشرقية طريقة رائعة لإنشاء نقطة محورية فريدة في مساحة حديثة، ويمكن أن تتضمن عناصر، مثل: سجادة تقليدية، أو ورق حائط منقوش، أو قطعة فنية مميزة. ومع ذلك، من المهم تحقيق توازن بين الأنماط الشرقية والحديثة لضمان أن يكون التصميم النهائي متماسكاً وجذاباً بصرياً».
خيارات النساء في مطابخهن
للمطابخ مساحة في تصميمات الفريق، وعن طلبات النساء في تصميم مطابخهن يقول: «تصميم مساحة المطبخ تعدّ من أصعب الأماكن في التصميم؛ لأنها مساحة عملية جداً، ويجب أن نتقن تفاصيلها؛ لأن استخدامها يختلف عن أي مساحة أخرى، ونحن نتفهم أهمية إنشاء مطبخ وظيفي وممتع من الناحية الجمالية، لكن نطلب من النساء التركيز على حاجاتهن وتفضيلاتهن، وعليهن أن يشرحن للمصمم طلباتهن لنتمكن من دمجها في التصميم، لكن لدى بعض السيدات طلبات غير معقولة، أو قد لا يقدّرن تماماً عملية التصميم. في هذه الحالات، نضع من أولوياتنا التواصل بوضوح معهن لمساعدتهن على فهم قيود المساحة وخيارات التصميم».
بين المرح والتطور
يعتقد مصمم فريق RADY أن كل مساحة في المنزل يجب أن تصمم مع مراعاة الشكل والوظيفة، بما في ذلك غرف النوم، وأماكن اللعب للأطفال، وقد لاحظ أن العديد من الآباء يبحثون عن تصميمات مرحة ومتطورة. يمكن أن يشمل ذلك دمج أنماط وألوان ممتعة في التصميم، مع دمج العناصر التي ستنمو مع الطفل، ويمكن تحديثها بسهولة بمرور الوقت.
ومع استمرار هذا الاتجاه في 2023، يبدو المصمم متفائلاً بظهور المزيد من التصميمات التي تحقق التوازن بين المرح والتطور، ويتوقع أيضاً زيادة الطلب على المساحات متعددة الوظائف، مثل: المخصصة للعب التي يمكن أن يتضاعف حجمها كغرفة ضيوف، أو مساحة دراسة، يعلّق قائلاً: «عند التصميم للأطفال، من المهم أيضاً مراعاة تصورات الوالدين وحاجاتهم».
ما برأيك بمتابعة اللقاء مع المصممان أحمد المرشدي وسالي نجم: الذكاء الاصطناعي في التصميم بحاجة إلى إبداع بشري