خاتم الخطوبة هو التعبير الأكثر رمزية عن الحب والعلاقة الأبدية التي تربط بين الحبيبين، فرغم الفخامة والجاذبية التي أصبحت تحظى بها تصاميم خواتم الزواج في عصرنا الحالي، لايزال التصميم الفريد لأول خاتم خطوبة في التاريخ مصدر إلهام للعديد من المُصممين.
يعود ابتكار أول تصميم لخاتم خطوبة إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أن الدوائر رمزًا للخلود، لذلك كانوا يتبادلون الحلقات المصنوعة من القصب المضفر بمجرد زواجهم، إذ يرمز الشكل الدائري للقصب إلى الحياة والشمس والقمر.
وسرعان ما حلت الحلقات المعدنية محل تلك النباتية مع الرومان الأوائل، الذين استخدموا الرصاص والنحاس الأصفر، ثم أصبح الذهب بمرور الوقت هو المعدن المفضل بسبب خصائصه المرنة.
أول خاتم خطوبة ماسي في التاريخ
في عام 1477 قدم الأرشيدوق ماكسيميليان أرشيدوق النمسا وإستي، لحبيبته "ماري من بورغوندي" خاتم خطوبة ماسي كهدية للاحتفال بخطوبتهما وكان الخاتم عبارة عن حلقة ذهبية تتوسطها ألماسة مدببة غاية في البساطة.
في ذلك الوقت، كان الألماس نادرًا ومكلفًا للغاية، إلا أن فخامته ساعد على رواج خواتم الألماس كتقليد مُتبع بين أفراد العائلة المالكة والأثرياء حتى أنه تقديمه اقتصر في القرون القليلة التالية على أغنى العائلات وأكثرها ثراء.
اكتشافات ثورية في أمريكا الجنوبية
أدى اكتشاف رواسب الألماس في أمريكا الجنوبية في القرن الثامن عشر إلى انخفاض سعر الألماس بشكل كبير، لكنه كان لا يزال من الأحجار التي يصعب على الكثيرين شرائها.
ثم أصبح الألماس أكثر رواجًا بعد اكتشافه في جنوب إفريقيا في عام 1867، مما أدى إلى زيادة الطلب والتوريد لخواتم الخطوبة الماسية.
تطور تصميم خاتم الخطوبة عبر التاريخ
بعد أن قدم الأرشيدوق خاتمه الماسي التاريخي لحبيبته للاحتفال بخطوبتها، تطور شكل خواتم الخطوبة، حيث صُممت بطوقين أو ثلاثة أطواق تتداخل معًا لتشكيل حلقة واحدة، وبعد الخطوبة، يرتدي كل من الرجل والمرأة جزءًا واحدًا من الخاتم، ثم خلال حفل الزفاف يعيدون جمع هذه الحلقات وترتدي العروس الخاتم الموحد، وقد كان أول من ارتدى هذا النوع من الخواتم كاثرين بورا أثناء زواجها من مارتن لوثر عام 1525.
1901-1910
وفي العصر الإدواردي (1901-1910)، تميزت التصاميم بتفاصيلها الدقيقة والمفصلة، حيث تركزت معظم الحلقات حول ماسة كبيرة وكان هدف المصممين هو وضع أكبر عدد ممكن من الألماس على القطعة، وكانوا يفعلون ذلك عن طريق ترصيع الألماس من خلال التفاصيل المزخرفة التي تشبه الدانتيل.
العشرينات والثلاثينيات
وظل الحجر الدائري المقطوع يدويًا شائعًا منذ مطلع القرن حتى الثلاثينيات، فيما خلقت الثورة الصناعية طبقة وسطى متنامية أكثر إقبالًا وطلبًا للمجوهرات الراقية، وكان كل شيء تقريبًا مصنوعًا من البلاتين، ولكن عندما جاء عصر آرت ديكو في العشرينات والثلاثينيات من القرن الماضي، تم استخدام الأحجار الكريمة في صناعة خواتم من البلاتين والذهب الأبيض، حيث استُبدلت الحلقات المزخرفة والمعقدة من العصر الإدواردي بمزيج من الألماس والأحجار الكريمة الملونة وخطوط بزاوية تتمحور حول حجر واحد كبير، لتبدو أكثر تناسقًا وتلائم جمالية العصر.
خلال فترة الكساد الكبير، اختار العديد من الأزواج خواتم خطوبة أكثر بساطة وأقل تكلفة، ونتيجة لذلك أصبحت الأنماط أبسط والأحجار أصغر.
النجمات يرسمن اتجاه خواتم الخطوبة
الأربعينيات
وصلت خواتم الخطبة لأول مرة إلى أمريكا في أربعينيات القرن التاسع عشر، ومن أجمل الأمثلة على خواتم الخطوبة تلك الفترة هو خاتم خطوبة الممثلة الأميركية Lucille Ball وهو عبارة عن خاتم سوليتير بحجر ألماس قطع كوشون كبير.
ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية في الفترة ذاتها، أصبح البلاتين نادرًا لاستخدامه في صناعة الأسلحة، وكان الذهب الأصفر هو المعدن المفضل في ذلك الوقت، كما أصبحت الأحجار الكريمة الاصطناعية، مثل الياقوت شائعة بسبب تكلفتها المنخفضة.
وفي نهاية الأربعينات، أطلقت شركة De Beers حملتها التسويقية "A Diamond is forever" عام 1948، في محاولة لإقناع الأزواج بأن الألماس رمز للزواج الأبدي، وبالفعل أثبتت الحملة التسويقية لشركة De Beers نجاحها، وبحلول الخمسينيات من القرن الماضي، ارتفعت مبيعات خاتم الخطوبة الماسي وكان النمط الأكثر شيوعًا في هذا الوقت هو حجر السوليتير مع الباغيت الماسي على الجانبين.
هل ترغبين بالتعرف على قصة لؤلؤة La Peregrina التي تناقلتها ملكات العالم؟
الخمسينيات
حقق خاتم خطوبة جاكلين كينيدي من جون إف كينيدي تأثير كبير على اتجاهات تصميم خواتم الخطوبة، فالخاتم الذي صممته دار فان كليف آند أربلز Van Cleef & Arpels جاء مرصوفًا بحجر مركزي من الزمرد بجانبه حجر ألماس من نفس القطع، مع مجموعة من أحجار الألماس تُزين أوراق الشجر، وقد حقق ثورة في تصميم خواتم الخطوبة، ليحظى الزمرد بشعبية كبيرة بين النساء.
كذلك ظل الألماس بقطع الزمرد بحجم كبير يحظى برواج بين النخبة حتى الستينيات من القرن الماضي كخاتم خطوبة الممثلة البريطانية الأميركية إليزابيث تايلور من مايك تود عام 1957 من دار كارتييه حيث كان يزن حجر الألماس 29.4 قيراطاً، وكانت هذه هي خظبتها الثالثة.
وفي الستينيات، ظهر خواتم الخطوبة المرصوفة بأحجار قطع الكمثرى، وحققت رواجًا كبيرًا خاصة بعد أن تقدم المطرب الشهير فرانك سيناترا بالزواج من ميا فارو بخاتم ألماس سوليتير على شكل كمثرى عيار 9 قيراط مع أحجار ألماس باغيت مدبب.
مجدداً أحدثت خطوبة النجمة إليزابيث تايلور الرابع من ريتشارد بيرتون ثورة في عالم خواتم الخطوبة عام 1968، حيث جاء خاتم خطوبتها هذه المرة بقطع Asscher القريب من قطع الزمرد ولكن بتصميم مربع أكثر وبوزن 39.19 قيراطاً وقد سُمي بـKrupp diamond ومن هنا انتشرت خواتم الخطوبة آنذاك وفق هذه الصيحة.
السبعينيات
من ثم رأينا في السبعينيات خواتم خطوبة بحجر ألماس كبير بقطع الماركيز والسبب خاتم خطوبة جاكلين كينيدي أوناسيس الألماس بقطع لبماركيز الأشبه بشكل قارب وبوزن 40.42 قيراطاً تم منحه إليها من زوجها أرسطو، والذي نراه في مقدمة عقد الروبي والألماس من فان كليف أند آربلز.
كذلك بدأت خواتم الألماس بقطع الأميرة تحظى برواج ملحوظ، حيث تم ارتداء شكل الألماس المربع إما على شكل سوليتير أو مع باغيت مدبب على الجانب.
الأميرة ديانا وخواتم خطوبة الثمانينيات
ومع ظهور الأميرة ديانا بخاتم خطوبتها الفاخر الذي صُمم من الألماس والياقوت الأزرق عام 1982، عادت خواتم الخطبة المرصوفة بالأحجار الكريمة والألماس لتحقق ثورة جديدة في عالم المجوهرات، لتصبح الخواتم في هذه الحقبة الزمنية أكثر فخامة وتكلفة.
التسعينيات
ومع حلول التسعينيات، سادت البساطة على تصاميم خواتم الخطوبة، وأصبحت الخواتم المصنوعة البلاتين والذهب الأبيض هي الأكثر رواجًا فيما اختفت الخواتم المصنوعة من الذهب الأصفر عيار 24 قيراط، وأصبح الألماس المستدير أكثر شيوعًا ليناسب هذه الخواتم التي تتسم بالبساطة.
الألفية الجديدة
وفي الألفية الجديدة، سادت موضة خواتم الألماس المرصوفة بحلقات الهالة، ويتميز هذا النمط بأحجار مشعة أو مقطوعة على شكل وسادة محاطة بـ "هالة" من الألماس المرصوف ليمنح العروس مزيدًا من التألق والجاذبية.
ونظرًا لحرص الكثير من النساء على البحث عن أحجار كريمة من مصادر أخلاقية وخالية من النزاعات، وهو ما يصعب تحقيقه مع خواتم الألماس، اختارت الكثير من العرائس في السنوات الأخيرة خواتم خطوبة قديمة وموروثة "أنتيكات" بدلًا من شراء خواتم ألماس جديدة، مما أدى إلى عودة ظهور الأنماط القديمة لخواتم الخطوبة.
ربما تودين قراءة المزيد من المعلومات الشيقة حول أجمل مجوهرات الملكة إليزابيث الثانية