شهر رمضان شهر الروحانيات والطاعة، والصبر، ولكن بعض الأزواج لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم، فيتعرضون للتقلبات المزاجية، بسبب كثرة الالتزامات اليومية خلال الشهر الكريم، وما يسببه الانقطاع عن الأكل والشرب والتدخين لساعات طويلة، فتتعرض العلاقات الزوجية للمشاكل، والمشاحنات والمواقف السلبية، فينتج عن ذلك شعور الزوجين بالغضب والعصبية، وتزداد الخلافات. بالسياق التالي "سيدتي" استضافت استشارية العلاقات الأسرية منى عبد الواحد في حديث حول نصائح لتفادي الخلافات الزوجية في شهر رمضان.
الصيام بريء من المواقف السلبية بين الزوجين
تقول استشاري العلاقات الأسرية منى عبد الواحد لـ"سيدتي": شهر رمضان المبارك يُسهم بشكل كبير في ضبط النفس والسلوك وتعويدها على الصبر، وينمي الشعور بالانتماء والسكينة، والسلام النفسي؛ لذا فالصيام بريء من هذه المواقف السلبية، فالعيب إذن فينا وليس في الصيام أو في رمضان، ولكن ينبغي على كل زوجين إجادة فن إدارة الخلافات الزوجية في هذا الشهر الكريم؛ لأنه من الطبيعي أن تحدث الخلافات والمشاحنات، وتصبح الحياة بين طرفي الزواج متوترة، خاصة مع الصيام، والامتناع عن تناول الشاي والقهوة والسجائر للبعض، وتعرض الكثيرين لتغيير في عاداتهم اليومية للنوم، وجراء كثرة الالتزامات المالية خلال الشهر الكريم، مما يؤدي إلى تعرض العلاقات الزوجية للتصدع وللمشاكل والمشاحنات ووقوع الخلافات.
نصائح لتجنب الخلافات الزوجية خلال الشهر الفضيل
التحكم في الانفعالات
الاتزان الانفعالي هو قدرة الإنسان على التحكم فى انفعالاته المختلفة، ولتفادي الانفعالات الزوجية لابد أن تقومي بالتحكم في انفعالاتك، ولا تسمحي للضغوطات العصبية والتوترات الناتجة عن الشعور بالتعب والإرهاق طوال اليوم، أن تؤثر على الحياة الزوجية خلال فترة الصوم، فحاولي الابتعاد عن الغضب والانفعال، والتعامل بشكل إيجابي مع مختلف الحالات المزاجية التي تتعرضين لها من زوجك.
الحذر من الجدال
الجدال أمر مزعج وصعب لأي حياة زوجية، فقد نجد كلاً من الزوجين يحاول إثبات صحة كلامه أو اعتقاده ولا يهمه إن كان خاطئاً أم لا، ولكن ما يهمه هو إثبات وجهة نظره، والانتصار لنفسه، فاحذرا دائماً من الدخول سواء مع الزوج أو الزوجة شديدي العصبية في جدال لا طائل منه سوى المزيد من المشاكل والخلافات، ولكن التعامل بلطف، واستخدام كلمات التهدئة الرقيقة، هو السبيل الوحيد لتجنبه.
المشاركة الفعالة
الأزواج الذين يتقاسمون الأعمال المنزلية مع زوجاتهم أكثر استقراراً وسعادة، فمشاركة الزوج للزوجة في القيام بالأعمال المنزلية المختلفة، يساعد في تعزيز الاحترام والتقدير، وزيادة الشعور بالثقة بالنفس وزيادة الإيمان بالمساواة بين الرجل والمرأة، مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي والبُعد عن المشاحنات الزوجية، فيمكن للزوجة أن تجعل زوجها يشاركها في الأعمال المنزلية البسيطة مثل تحضير سفرة طعام الإفطار.
للابتسامة مفعول سحري
الابتسامة سر من أسرار القضاء على الخناقات الزوجية، وتساعد على تحسين العلاقات بين الزوجين، والشعور بالثقة، وصرف الانتباه عن الأفكار السلبية، وهي مفيدة في تخفيف التوتر، وتعمل على تحسين الحالة المزاجية، والشعور بالراحة، وتخفيف حدة العصبية، هي تلك الابتسامة الهادئة الرقيقة، فلتجعلي وجهك بشوشاً مبتسماً طوال نهار رمضان.
تخصيص وقت للحوار
يجب على الزوجة أن تقوم بالتفرغ بوقت محدد لزوجها يومياً طوال شهر رمضان، لانشغال الزوجة طوال الوقت قبل الإفطار في إعداد الإفطار؛ لذلك ينبغي تنظيم الوقت في رمضان لما يحتاجه الزوج من مهام أساسية خلال اليوم، بالجلوس والتحدث معه وسؤاله عن أحواله وكيف قضى يومه في العمل، تتحدثان فيها معاً، أو تشاهدان التليفزيون، فالمشاركة في التسلية تخلق جواً من المودة والمحبة، وتكسر روتين الحياة ومللها والابتعاد عن إثارة أي خلافات أو مشاكل بين الزوجين، وللإبقاء على العلاقة سوية وهادئة بين الزوجين.
الاجتماع على مائدة الإفطار
الحرص على أن يجتمع الزوج والأسرة، على مائدتي الإفطار والسحور (لمة العائلة) فهذا من شأنه أن يُزيد الألفة والود بين أفراد العائلة، ويساعد على تعزيز أواصر الأسرة وتكاتفها وتوفير فرصة لاجتماع العائلة وجلوس أفرادها لتناول وجبة الإفطار معاً، والحديث عن أمور البيت والأبناء.
المديح والثناء
كلما مدح الزوج زوجته على عمل قامت به لأجله أو لأجل أبنائه، بالتأكيد هذا سيمنحها طاقة إيجابية وسعادة ودافعاً قوياً للصمود في العطاء، والعكس والمدح مكافأة نفسية لكلا الطرفين، والزوجة تريد من زوجها دائماً إشعارها بأهميتها في حياته وبامتنانه بكل ما تقوم به لأجله، ومدح الأزواج لبعضهما البعض سواء عن جهد وتعب طوال اليوم في العمل أو في البيت وتجهيز الأطعمة والوجبات التي تعدها يومياً، دافع قوي للبُعد عن المشاحنات الزوجية.
وبالسياق التالي يمكنك التعرف إلى: واجبات الزوج تجاه زوجته.. وأفكار مثالية لحياة هادئة
لا داعي للعناد
العناد بين الزوجين أحد الأسباب الرئيسية لتفاقم المشكلات بينهما، فالتوتر والضغط العصبي الذي يتعرض له الزوجان، قد يكون سبباً لمشكلة زوجية بينهما، ويدل على عدم قدرة الزوجين على التوافق والتكيف مع الظروف المحيطة بهما، وقد يكون أيضاً مؤشراً لضعف العلاقة بينهما، لذلك احرصي على الابتعاد عن العِناد مع زوجك أثناء فترة الصيام، بل يمكنك الحصول على مبتغاك بذكاء وبدون أي جهد.
عدم إثارة الانفعالات
ينبغي على الزوجين خاصة في شهر رمضان تجاهل الأفكار المُقلقة، وغلق أي موضوعات سبق وأحدثت خلافات بسببها، والابتعاد عن الأفكار السلبية، فالصوم جاء ليعلم الصبر، والمرونة، والابتعاد عن القسوة والعنف والرفق واللين، والحرص على الحفاظ على نيْل الأجر والثواب، فينبغي عدم افتعال الخلافات مع شريك الحياة.
لا للغيرة
تعتبر الغيرة من السلوكيات الهادمة التي تصور أوهاماً لا أساس لها من الصحة، وتؤدي إلى إصابة العلاقة الزوجية بالتوتر والانفعال، وإثارة الشكوك، والتي من الممكن أن تكون سبباً للخلاف بين الزوجين في رمضان، وتفتح باباً للشيطان وللكراهية وتؤدي إلى الانفصال، لذلك ابتعدي عن إظهار مشاعر الغيرة، والتعامل معها بذكاء وفطنة وتعقل، ولتجنب المشاحنات، في نهار رمضان.
الاهتمام بمظهرك
نتيجة لانشغال الزوجة في الشئون المنزلية طوال اليوم في شهر رمضان، قد تنسى نفسها والاهتمام بمظهرها، وهذا ما قد يكون سبباً للضيق ولغضب الزوج؛ لذلك ينبغي الحرص على الاهتمام بالنظافة الشخصية والهندام لضمان حياة زوجية سعيدة، والبعد عن اشتعال المشاحنات الزوجية؛ لأن زوجك يفضل أن يجدك جميلة طوال الوقت.
ونحو المزيد يمكنك الاطلاع على السياق التالي: طرق مجربة للصلح بين الزوجين..تعرفي إليها