عندما يتعلق الأمر بالبيئة العملية، يصبح التعرف إلى الشخص المهيمن والعلاقات العدوانية أمراً ضرورياً؛ للحفاظ على جو من الثقة والفعالية في العمل، فالتعامل مع زملاء العمل الذين يفرضون وجهة نظرهم يمكن أن يؤثر سلباً على الأداء الفردي والجماعي، ويثير مشاعر الشك والتوتر في البيئة العملية. لذا، من خلال فهم وتحليل بعض العلامات المهيمنة، يمكن للموظفين أن يتعرفوا إلى الأفراد السامين في محيط العمل، ويتخذوا الخطوات الضرورية للتعامل معهم بفعالية.
ما هي العلامات التي يمكن للموظفين أن يتعرفوا من خلالها إلى الشخصيات المهيمنة في بيئة العمل؟ وكيف يمكن لهم تحديد الفروق بين القائد الواثق وبين من ينفرد باتخاذ القرارات في التفاعلات اليومية داخل الفريق؟ وهل هناك طرق فعالة للتصدي لهذه السلوكيات السلبية وتحويلها إلى فرص لتعزيز الثقة والتعاون في مكان العمل؟
تقدم الدكتورة نهال عقيل، أستاذة الأدب والنقد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل - الدمام، عدة علامات منبهة؛ يجب على الموظفين أن يكونوا على دراية بها؛ لكشف الشخص المهيمن في بيئة العمل والتعامل معه بحكمة وفعالية، وأبرزها:
عدم التردد في إصدار الأحكام
لن يتردد الأشخاص المهيمنون في العمل من إصدار الأحكام، ونادراً ما يقدمون الثناء. يميل الأشخاص المهيمنون إلى التلاعب وشقّ طريقهم إلى القمة؛ من خلال التقليل من شأن الآخرين. إن التقليل من شأن الأشخاص من حولهم يعزز إحساسهم بذاتهم ويساعدهم على الشعور بتهديد أقل من قبل الآخرين. فحب الزعامة والظهور يؤدي في كثير من الأحيان إلى التفرد وإبعاد الآخرين، وهو سلوك له أثره السلبي على بيئة العمل.
خطوتك الأولى للتطور والإبداع أن تبدأ بـ التعرف إلى نفسك بشكل أفضل وماذا عليك أن تفعل حتى تتطور؟
التعليقات السلبية
الأشخاص المهيمنون يدلون بتعليقات قاسية دون تفكير ثانٍ. وقد يسخر الزملاء من بعضهم البعض من حين لآخر، لكن انتقاداتهم اللاذعة ستكون دائماً مرحة، لذلك تواصل مع نفسك بعد قضاء بعض الوقت مع هذا الشخص؛ هل يجعلك تشعر بالدعم والارتقاء؟ أم يعاملك وكأنك عديم القيمة؟ إذا كنت تشعر دائماً بالسلبية تجاه هذا الشخص، فمن المحتمل جداً أن يكون مهيمناً.
عدم الإنصات
إذا كان الشخص مشغولاً حقاً، فقد لا يتمكن من منحك اهتمامه الكامل. لا بأس، الأمر غير المقبول هو ألا يستثمر الشخص أبداً فيما تريد قوله أو ينتبه إليه، وإذا كان صديقك أو زميلك في العمل أو أحد معارفك يتابع خطوات المحادثة فحسب، فمن المحتمل أن يكون شخصاً مهيمناً، واحرص على ألا تسمح للشخصية المهيمنة أن تغضبك، ففي بعض الأحيان تصبح الشخصية المهيمنة عدائية.
المبالغة بإرضاء الآخرين
الأشخاص المهيمنون يريدون بشدة أن يكونوا محبوبين ومُلاحظين لدى الجميع. ولهذا السبب، فإن الأفراد المهيمنين سيفعلون كل شيء تحت الشمس للحصول على إبهام أو إيماءة بالموافقة من الأشخاص من حولهم. في المحادثات اليومية، قد يقوم الأشخاص المهيمنون بتعديل آرائهم وتصريحاتهم بدلاً من الالتزام بمعتقداتهم. لذلك تحلَّ بالثقة بنفسك، ولا تسمح للشخصية المهيمنة أن تؤثر عليك وعلى ثقتك بقدراتك ومعارفك ومهاراتك.
يرغبون بصحبة الجماعة
إن التواجد حول الآخرين يمنح الأشخاص المهيمنين إحساساً بالسيطرة. وعلى الرغم من كونهم جزءاً من "زمرة"، إلا أن الأفراد المهيمنين قد يثيرون الغضب بين أقرانهم؛ من أجل تعزيز وضعهم الاجتماعي. بصفته قائد المجموعة، يضغط ويفرض الأشخاص المهيمنون على الآخرين لدعم آرائهم بدلاً من تقديم التعليقات.
نشر الشائعات
يعتقد الأشخاص المزيفون أنهم سيصبحون أكثر شعبية من خلال التقليل من شأن الآخرين. انتبه لما يفعله هولاء الأشخاص في حياتهم اليومية. هل هم داعمون ومشجعون؟ أم أنهم يقضون وقتهم في النميمة على الآخرين؟ إذا لم يكن لديهم ما يفعلونه أفضل من نشر شائعات كاذبة؛ فمن المحتمل أنهم أشخاص مزيفون. كن واضحاً معهم في كل شيء وبشكل مباشر، وتحلَّ بالجرأة مع الاحترام.
إنهم أصدقاء متقلبون
الأشخاص المهيمنون لن يستمروا في السراء والضراء. عندما تمر بمرحلة صعبة، فإن هؤلاء الأفراد سوف يتركونك حتى تمر الأزمة، بدلاً من أن يكونوا أصدقاء لطفاء وغير مشروطين. سيبقى الأصدقاء الحقيقيون بجانبك في الأوقات الجيدة والسيئة، ولن يظلوا بجانبك فقط عندما يكون ذلك مناسباً لهم، لذلك ضع حداً بينك وبين الشخصية المهيمنة، فلا تشاركها شؤونك الشخصية أبداً.
عدم قول الحقيقة
غالباً ما يجعلك الاعتذار غير الصادق تشعر بالسوء، وليس بالتحسن. قد يحاول الأشخاص المهيمنون التقليل من أفعالك أو إلقاء اللوم عليك بدلاً من تحمل المسؤولية بأنفسهم، وقد يشيرون ضمناً إلى أنهم اعتذروا بالفعل، أو يبحثون عن طرق للالتفاف حول عواقب أفعالهم. ركز على "ماذا" وليس "كيف" وعلى الحقائق الملموسة، فالشخصية المهيمنة موجهة نحو المهام، وتهتم بالنتائج وليس العمليات.
يمكنك التعرف إلى مجموعة أسباب تجعل بيئة العمل سيئة.. وطرق للتعامل معها حتى تحمي نفسك دائماً