الأسرةُ هي الخليَّةُ الأساسيَّةُ في المجتمعِ، ومتى ما كانت متماسكةً مثل يدٍ واحدةٍ، وإيجابيَّةً بالتَّفكير، كان المجتمعُ إيجابياً متماسكاً، وأسهم ذلك في تطوُّره وتقدُّمه، ذلك أنَّ الرَّوابطَ المتينةَ، هي التي تقوِّي وتعزِّزُ العلاقاتِ، خاصَّةً الرَّوابطَ الأسريَّة التي تربطُ أفرادَ الأسرةِ معاً، فمتى ما كانت قويَّةً متينةً، أصبحت الأسرةُ قويَّةً، ولتعزيزها، لا بدَّ من الاجتماعِ العائلي، والتَّسامحِ، والمحبِّةِ فيما بين أفرادها، مبتعدين عن المشاغلِ والأعمالِ التي تجعلُ حياتهم روتينيَّةً، إذ لا بدَّ من رحلةٍ ترفيهيَّةٍ، تُخرجهم من إطارِ العملِ والانشغالِ عن بعضهم، فمشاغلُ الحياةِ كثيرةٌ، وتضعُ إطاراً لكلِّ شخصٍ، وتشغله جزئياً أو كلياً عن باقي أفرادِ العائلةِ، ليأتي التَّخطيطُ لسفرٍ بسيطٍ، أو تنزُّهٍ ترفيهي، يُخرجهم جميعاً من دوَّامةِ الانشغالِ والعملِ المنهكِ، فيجتمعون سوياً، الأبُ مع أولاده، كذلك الإخوةُ معاً، ويقومون بأنشطةٍ مختلفةٍ، ويتفاعلون ضمن جوٍّ مليءٍ بالسَّعادةِ والفرحِ، كما أنَّ هذا الاجتماعَ قد يجعلهم يكتشفون صفاتٍ جديدةً في بعضهم، كانوا يجهلونها، أو كانت غير ظاهرةٍ لهم، إضافةً للدورِ الكبيرِ لهذا المشروعِ في تخفيفِ التَّوتر والضغوطِ اليوميَّةِ التي يتعرَّضون لها خلال يومهم المعتادِ، وتعزيزِ شعورِ البهجةِ والسَّعادةِ، ما يطبعُ في ذاكرتهم صوراً جميلةً، وذكرياتٍ ممتعةً، يتذكَّرونها دائماً، إلى جانبِ فائدةٍ عظيمةٍ، وهي إعادةُ تأهيلِ الرَّوابطِ العائليَّةِ وتمتينها، فمشاركتهم معاً في الأنشطةِ، تُشعرهم بأهميَّةِ التَّعاونِ والتَّرابط الأسري الذي يجعلهم أكثر تعاوناً وتفاعلاً فيما بينهم، وهذا بدوره يعزِّزُ العلاقاتِ، ويخلقٌ بيئةً إيجابيَّةً سليمةً، ويصنع إطاراً صحياً، يحيطُ بالعائلةِ وأفرادها، ويمكن من خلاله خلقُ أفكارٍ جديدةٍ لحياتهم.
إنَّ التَّرفيه عن النَّفسِ، لا يحتاجُ إلى السَّفرِ لبلدٍ بعيدٍ، أو تكبُّدِ تكلفةٍ ماليَّةٍ باهظةٍ، فأحياناً السَّفرُ القريبُ مع مستلزماتٍ بسيطةٍ، يزرعُ الفرحةَ في القلوبِ، ويحسِّنُ من الحالةِ النَّفسيَّةِ للعائلة، فالشُّعورِ باكتشافِ مناطقَ جديدةٍ، سيبعثُ في نفوسهم الحماسَ لهذه الرَّحلةِ.
ممَّا سبق نستنتجُ، أنَّ السَّفرَ بهدفِ السِّياحة له فوائدُ جمَّةٌ على الشَّخصِ والأسرةِ، إذ يُخرجهم من دائرةِ العملِ الرُّوتيني، والحياةِ النَّمطيَّةِ التي يعيشونها، لتعودَ نفوسهم جديدةً مملوءةً بالنَّشاطِ والحيويَّةِ، فيعاودون حياتهم وعملهم بشغفٍ وإيجابيَّةٍ، فالسَّفرُ بهدفِ السِّياحة إعادةٌ لبناءِ الأسرةِ من جديدٍ.