هل تشكين في إصابة طفلك بمتلازمة الطفل العبقري، والتي تعد اضطراباً نفسياً نادراً يظهر فيه الطفل مواهب أو قدرات غير عادية في مجال معين، ولكن مع وجود قصور فكري أو اضطراب في النمو.
تعد المواهب والقدرات التي تحدث في متلازمة الطفل العبقري، والمعروفة أيضًا بمتلازمة سافانت أو الطفل الموهوب، مرتبطة بالموسيقى أو الذاكرة أو الحسابات أو الفن، ويمكن التعرف على العلامات التي تشير إلى هذه المتلازمة في السنوات الأولى من حياة الطفل، وقد تكون أكثر شيوعًا لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD).
على الجانب الآخر وفقاً لموقع "raisingchildren" لا يوجد علاج لمتلازمة الطفل العبقري ويجب تطبيق العلاج بشكل فردي وفقًا للاحتياجات الفردية للطفل، ولتعزيز نوعية حياة أفضل له.
علامات متلازمة الطفل العبقري
تعد السمة الرئيسية لمتلازمة الطفل العبقري هي تطوير قدرة غير عادية لدى الطفل الذي يعاني من قصور عقلي وقد تكون هذه القدرة مرتبطة بما يلي:
- الذاكرة القوية وهي السمة الأكثر شيوعاً لهذه المتلازمة، حيث يكون لدى الطفل القدرة على حفظ الجداول وقوائم الهاتف والتقويمات .
- يكون الطفل قادراً على إجراء عمليات حسابية معقدة في بضع ثوان، دون استخدام الورقة والقلم أو أي جهاز إلكتروني.
- الموهبة الموسيقية فالطفل يكون قادراً على إعادة عزف مقطوعة موسيقية كاملة بعد الاستماع إليها مرة واحدة فقط، والعزف على عدة آلات موسيقية، حتى عندما لم يتلق أي تدريب موسيقي.
- يكون لدى الطفل قدرة ممتازة على تصميم أو رسم أو صنع منحوتات معقدة بتفاصيل رائعة.
- قد يتمكن الطفل من فهم وتحدث أكثر من لغة، وهناك حالات يطور فيها الأطفال ما يصل إلى 15 لغة مختلفة.
ويجب الانتباه إلى أنه يمكن للطفل تطوير واحدة أو أكثر من هذه القدرات، وتعد القدرات الأكثر شيوعًا هي تلك المتعلقة بالذاكرة والحساب والموسيقى. على الرغم من هذه القدرات، لا يستطيع الطفل المصاب بمتلازمة الطفل العبقري التواصل بشكل واضح للغاية، وقد يواجه صعوبة في التحدث أو فهم ما يقال له وعدم القدرة على الاندماج في الحياة الطبيعية.
ربما تودين التعرف على كيفية اكتشاف موهبة طفلك مبكراً؟ وطرق كثيرة لتنميتها
أسباب الإصابة بمتلازمة الطفل العبقري
- اضطراب طيف التوحد، من أسباب الإصابة بمتلازمة الطفل العبقري .
- صدمة شديدة في الرأس أو إصابة في الفص الصدغي الأمامي الأيسر، مما يعطي الفرصة لعمل الفص الأيمن بشكل أكبر لتعويض النقص، وينتج عنه تطور المهارات التي يتحكم بها الفص الأيمن كاكتساب ذاكرة استثنائية، وتطور سريع في العزف والفنون والحسابات الرياضية والقدرة على حل الألغاز، والقدرة الهائلة على حفظ التواريخ، بالتزامن مع عدم القدرة على التواصل مع الآخرين، وإيجاد صعوبة في الحياة الاجتماعية والتفكير العقلي السليم.
- ارتفاع نسبة هرمون التستوستيرون في بداية الحمل يمكن أن تؤثر سلباً على نمو الجنين، فيحدث تلف في خلايا الجنين العصبية مما يؤثر على نمو الفص الأيمن من الدماغ مقارنة بالفص الأيسر، مما يؤدي إلى تفوق الطفل في المهارات المرتبطة بالفص الأيمن من الدماغ.
تشخيص متلازمة الطفل العبقري
يتم تشخيص متلازمة الطفل العبقري عندما تكون قدرات الطفل في مجال معين أعلى بشكل ملحوظ من المتوقع، وفي المقابل، بما أن تلك المتلازمة لا تصنف على أنها اضطراب، فلا توجد أدوات أو إرشادات أو معايير رسمية تستخدم لتشخيصها.
علاج متلازمة الطفل العبقري
يتمتع الأطفال المصابون بمتلازمة الطفل العبقري بقدرة استثنائية في واحد أو أكثر من مجال، والتي قد لا تتطلب أي علاج محدد حيث أنها لا تعتبر مرضًا أو اضطرابًا. ومع ذلك، فإن الإعاقات أو الاضطرابات الكامنة التي تتعايش مع متلازمة الطفل العبقري قد تتطلب العلاج؛ لأن القدرات يمكن أن تجعل الأطفال يشعرون بأنهم مختلفون عن أقرانهم، مما قد يؤدي إلى أصابتهم بالعزلة الاجتماعية أو المشاكل الصحية الأخرى، والتي قد تتطور إلى إصابة الطفل ببعض الحالات الأخرى، مثل الاكتئاب. ويجب علاجها على أساس فردي ووفقًا لاحتياجات الطفل ومنها ما يلي:
- العلاج السلوكي والعلاج السلوكي المعرفي (CBT)عن طريق دمج الطفل في الأنشطة الاجتماعية بشكل تدريجي؛ لتحسين سلوكه وزيادة مهارات التواصل لديه.
- تناول الأدوية، لعلاج بعض المشاكل مثل القلق والاكتئاب وصعوبة التركيز، وغيرها من المشكلات التي يتعرَّض لها الطفل.
- علاج بدني حيث يميل الأطفال المصابون بمتلازمة الطفل العبقري إلى فترات انتباه قصيرة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتواصل، لذلك قد يكون الركض واللعب بالخارج طريقة أفضل لمشاركة الوقت معًا، كما سيسمح ذلك للطفل بالاسترخاء والشعور بالهدوء.
- تنمية مهارات التواصل لدى الطفل حيث يعاني بعض الأطفال المصابين بمتلازمة الطفل العبقري من صعوبة في النطق واستخدام الكلمات بشكل صحيح .
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يعد ضرورياً لجميع الأطفال في مرحلة النمو. ومع ذلك، فإن المغنيسيوم بشكل خاص له أهمية أكبر عندما يتعلق الأمر بعلاج متلازمة الطفل العبقري حيث يرتبط نقص المغنيسيوم بأعراض مختلفة مثل القلق، وضعف التركيز، والاضطرابات السلوكية، وصعوبة التواصل، وانخفاض مستويات التفاعل.
قد يهمكِ الاطلاع على ما هي أسباب اضطرابات النمو عند الأطفال وما العلاج؟
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.