تعد متلازمة بانداس هي اضطرابات المناعة الذاتية العصبية والنفسية لدى الأطفال المرتبطة بالإصابة بعدوى المكورات العقدية؛ وهو اضطراب نادر يتميز بالظهور المفاجئ لاضطراب الوسواس القهري أو التشنجات اللاإرادية لدى الأطفال.
فيما يلي، وفقاً لموقع "هيلث لاين"، أسباب وأعراض متلازمة بانداس عند الأطفال، وكيفية تشخيصها.
أسباب إصابة طفلك بمتلازمة بانداس
يعد سبب الإصابة بتلك المتلازمة هي الاستجابة المناعية الذاتية الخاطئة لجسم الطفل، ومحاولته محاربة الإصابة بالعدوى؛ ليتسبب عن طريق الخطأ في تلف والتهاب دماغ الطفل، وظهور بعض الأعراض السلوكية المميزة لمتلازمة بانداس.
على الجانب الآخر، تظهر تلك المتلازمة لدى الأطفال بدءاً من سن 3 سنوات وحتى فترة البلوغ؛ لأنه خلال هذه السنوات لا يزال الجهاز المناعي في مرحلة النضج، مما يجعله أكثر عرضة لظهور متلازمة بانداس.
تعرفي إلى المزيد عن كيفية تنمية القدرات العقلية للطفل
أعراض متلازمة بانداس لدى طفلك
تظهر أعراض متلازمة بانداس بشكل مفاجئ، غالباً بعد الإصابة بالتهاب الحلق العقدي. تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً ما يلي:
- اضطراب الوسواس القهري وهو أحد الأعراض الرئيسية المفاجئة لمتلازمة بانداس، فستلاحظين أن طفلك قد يخاف فجأة من الجراثيم أو الأوساخ أو المرض، وقد يلجأ إلى سلوكيات متكررة؛ مثل غسل اليدين أو ترتيب الأغراض بطريقة معينة.
- الإصابة بالتشنجات اللاإرادية، وهي حركات أو أصوات غير منضبطة؛ مثل رمش العين المتكرر، وتكشير الوجه، والاستنشاق، والشخير. يمكن أن تكون هذه التشنجات اللاإرادية بسيطة أو معقدة، وقد تتغير بمرور الوقت.
- قد تظهر على الطفل المصاب بـ"بانداس" علامات قلق الانفصال، وعدم الرغبة في مغادرة المنزل أو البقاء بمفرده، وقد يعاني من نوبات متكررة من الخوف غير العقلاني.
- يمكن أن تظهر أيضاً تغيرات مزاجية؛ مثل: تقلب المزاج والاكتئاب ونوبات من البكاء أو الضحك، التي لا يمكن السيطرة عليها.
- التغيرات في المهارات الحركية، أو تدهور مهارات الكتابة اليدوية، وتعد اضطرابات فرط النشاط من الأعراض البارزة الأخرى، فقد يكون الطفل مضطرباً، ويواجه صعوبة في التركيز.
- التغيرات في عادات الأكل؛ بسبب وجود قيود على تناول الطعام والشراب؛ بسبب الخوف من الاختناق أو التقيؤ أو صعوبة البلع.
تشخيص متلازمة بانداس
يعد تشخيص متلازمة بانداس معقداً؛ بسبب تشابه أعراضها مع حالات أخرى؛ مثل متلازمة توريت والوسواس القهري، لذلك فإن التاريخ الطبي الشامل، وفحص العلاقة بين عدوى الحلق العقدية وظهور الأعراض، أمر حيوي.
يمكن أيضاً استخدام الاختبارات التشخيصية؛ مثل مسحة الحلق أو اختبارات الدم التي تقيس الأجسام المضادة للبكتيريا العقدية، ومع ذلك تُظهر هذه الاختبارات قيوداً؛ لأنها لا تحدد بشكل قاطع ما إذا كانت الأعراض العصبية ناتجة عن متلازمة بانداس أم لا.
لذا تتطلب عملية التشخيص اتباع نهج متعدد التخصصات؛ يشمل متخصصين في طب الأطفال والطب النفسي وعلم الأعصاب والأمراض المعدية.
علاج متلازمة بانداس عند الأطفال
1. المضادات الحيوية
يوصف العلاج بالمضادات الحيوية في الحالات البسيطة، أما بعض الحالات الشديدة التي لا تستجيب للمضادات الحيوية؛ فإن تبادل البلازما العلاجية يقدم نتائج واعدة. تتضمن هذه العملية إزالة واستبدال بلازما الطفل؛ للقضاء على الأجسام المضادة الضارة المسببة لأعراض بانداس.
2. العلاج السلوكي المعرفي
يساعد العلاج السلوكي المعرفي على تخفيف الأعراض، وقد تم تصميمه لمساعدة الأطفال على الفهم والتحكم في أعراض الوسواس القهري أو القلق المرتبطة بمتلازمة بانداس، ويجب أن يعتمد اختيار العلاج المحدد على شدة الأعراض، واستجابة الطفل للعلاج، وتفضيلات الطفل وعائلته.
على الرغم من أن نتائج علاج متلازمة بانداس يمكن أن تختلف، فإن معظم الأطفال يعانون من تحسن كبير في الأعراض بعد معالجة العدوى العقدية والعلاج السلوكي، مما يمكن الأطفال المصابين بهذه المتلازمة من أن يعيشوا حياة أكثر صحة وسعادة.
قد يهمكِ الاطلاع على العلاج السلوكي المعرفي للأطفال
* ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.