احترت وبحثت كثيراً لمعرفة سبب مرض البهاق الذي أصاب طفلي، وترك علاماته على وجهه ويديه، ولم أجد جواباً، بعدها أخبرني الطبيب أن هذا المرض ينتج عن اضطراب في الجهاز المناعي، وقد يكون وراثيًا أو مرتبطاً بأمراض أخرى؛ كفقر الدم أو الغدد الصماء، كما أن إصابة الطفل ببعض الأمراض المعدية كالخناق أو الحصبة قد تسبب ظهور البهاق. مما زاد من حيرتي!
وللتعرف على المزيد من التفاصيل كان اللقاء والدكتور جابر حّماد استشاري طب الأطفال وحديث معه يطول عن أعراض المرض، وطرق الوقاية منه، وسبل علاجه، والأهم كيف أدعم طفلي نفسياً، وأبثُ الثقة من جديد بنفسه، وطرق لمواجهة المتنمرين.
أعراض وطرق علاج مرض البهاق
ظهور بقع بيضاء على الجلد، على الوجه والأطراف، والبقع ممكن أن تكون دائرية أو غير منتظمة الشكل، وقد يزداد حجم البقع مع الوقت أو تختفي، وتظهر في أماكن أخرى، مما يجعل الطفل خجولاً منطوياً، وكأنه يريد إخفاء وجهه.
العلاجات بالكريمات والمراهم المحتوية على كورتيزون، وعلاجات ضوئية كالتعرض للأشعة فوق البنفسجية، والعلاج بالأدوية الفموية في بعض الحالات.
الوقاية من البهاق
- تجنب التعرض المفرط للشمس.
- الحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
- تقليل الضغوط النفسية والقلق.
- دعم الطفل نفسيًا وتشجيعه على قبول حالته.
- التواصل مع الطبيب المختص للمتابعة والعلاج المناسب.
سبل لإظهار الدعم النفسي للطفل
- إظهار الاهتمام والقبول والحب من دون تمييز، وتشجيعه على المشاركة في الأنشطة والتفاعل الاجتماعي.
- مساعدته على تطوير مفهوم إيجابي عن ذاته، وتوفير الدعم والحماية من وصمة المجتمع.
- مساعدة الطفل على التعايش مع البهاق بشكل إيجابي وتقبل ذاته.
- مناقشته وإشراكه في الخيارات العلاجية المتاحة وأخذ رأيه.
- تشجيعه على التعبير عن مشاعره، ومشاركته أفكاره وتساؤلاته حول إصابته، ما يساعده على الشعور بالتحكم والاستقلالية.
- تعريفه بأشخاص آخرين نجحوا في التعايش مع البهاق، وهذا أعطاه الأمل ووضح له أنه ليس وحيداً في هذه التجربة.
- قدمت له الدعم المستمر والمتابعة، وكنت متواجدة لاستفساراته والاستماع إليه، أشجعه على المتابعة المنتظمة مع الطبيب.
- مساعدة طفلي على تطوير مفهوم إيجابي عن ذاته، وتحسين جودة حياته النفسية والاجتماعية.
مارأ يك بالإستعانة بأفكار أنشطة للتعبير عن المشاعر
خطوات المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية
- أولاً: كان همي أن أكتشف الهوايات والأنشطة التي يهتم بها طفلي وتناسب حالته، وركزت على الأنشطة التي تعزز مهاراته الاجتماعية والبدنية.
- ثانياً: تعمدت إشراك الطفل في اختيار الأنشطة، وناقشت معه الخيارات المتاحة وسلطت الضوء على فوائدها، وكنت أسمح له بالمشاركة في قرار اختيار الأنشطة.
- ثالثاً: رافقته في البداية إلى الأنشطة الجديدة لزيادة ثقته، وكنت أدعمه وأمدحه على مشاركته والجهود التي يبذلها، وشاركت المشرفين كذلك بمعلومات عن حالة طفلي؛ لتمكينهم من التعامل معه بشكل مناسب.
- وكنت أطلب منهم تقديم الدعم والاهتمام اللازم، وفي الجانب الآخر ساعدت طفلي على تطوير مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين، ومارست معه أساليب الاندماج في المجموعات والتعبير عن ذاته.
- وهدفي في النهاية هو جعل المشاركة في الأنشطة تجربة إيجابية لطفلي؛ تعزز ثقته بنفسه وتحسّن مهاراته الاجتماعية.
أساليب لإعطاء طفلي الثقة في نفسه
- شاركني والده الرعاية والاهتمام والذي بادرنا بالقول: لم أغفل أي وسيلة لمساعدة طفلي المصاب بالبهاق على بناء الثقة بالنفس؛
- كنت ألاحظه وأثني على المهارات والسمات الإيجابية لديه، وشجعته على تطوير مواهبه وقدراته بدلاً من التركيز على مشكلته الصحية.
- أخذت في تعزيز استقلاليته، بمشاركته في اتخاذ القرارات البسيطة المتعلقة بحياته اليومية، ومكنته من القيام ببعض المهام والأنشطة بنفسه حسب إمكاناته.
- كنت أمدحه بإخلاص على أي إنجاز أو جهد يبذله، وتجنبت النقد السلبي وركزت على الجوانب الإيجابية، وحاولت ألا يطغى موضوع البهاق على حياة الطفل اليومية، وأن أجعله يشعر بأنه أكثر من مجرد "طفل مصاب بالبهاق".
- ناقشت معه مخاوفه وقلقه بصراحة ودون حرج، وشجعته على التعبير عن مشاعره وآرائه بحرية، كما ساعدته على إنشاء علاقات والاندماج مع أقرانه.
- ووفرت له الفرص لإثبات قدراته والشعور بالانتماء، وكان هدفنا الأساسي كوالدين وأسرة هو جعل الطفل يرى نفسه كشخص كامل ومتميز بقدراته وليس مجرد "حالة طبية"
مساعدة طفلي على التعامل مع التنمر
بتطوير مهارات التعامل مع المواقف، وعلمته كيفية الرد بهدوء وثقة على التعليقات السلبية، مع تطوير مهارات حل المشكلات والتواصل الفعال.
تعزيز الشبكة الاجتماعية
شجع الطفل على المشاركة في أنشطة اجتماعية، ساعده في بناء علاقات إيجابية مع أقرانه.
تدريب الطفل على المواجهة
ناقش معه كيفية التعامل مع التنمر بطريقة آمنة وفعالة، ومارس معه نماذج للتصرفات والردود المناسبة.
التعاون مع المدرسة
تواصل مع إدارة المدرسة لطلب الدعم والتدخل عند الحاجة، واطلب منهم توعية الطلاب بمرض البهاق وأهمية الاحترام.
توفير الدعم النفسي
- استعن بمختص نفسي إذا لزم الأمر لمساعدة الطفل، ساعده على التعبير عن مشاعره والتعامل مع الإحباط، الهدف هو مساعدة الطفل على تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التنمر وتعزيز ثقته بنفسه.
- وضع سياسة للتنمر في المدرسة بما في ذلك التنمر بسبب البهاق، التأكد من إبلاغ جميع الطلاب والمعلمين والموظفين بهذه السياسة.
برامج التوعية والتثقيف
- تنظيم ندوات وحصص توعية عن البهاق وأهمية احترام الآخرين، إدراج موضوع البهاق ضمن المناهج الدراسية أو أنشطة الصف.
- إنشاء بيئة مدرسية داعمة وشاملة لجميع الطلاب بغض النظر عن مظهرهم، وتشجيع السلوكيات الإيجابية والتعاطف بين الطلاب.
التعاون مع أولياء الأمور
إشراك أولياء الأمور في جهود المدرسة لمكافحة التنمر، وتشجيع التواصل المستمر بين المدرسة والأسرة، ومن خلال هذه الإجراءات، يمكن للمدرسة توفير بيئة آمنة وشاملة للطلاب المصابين بالبهاق والحد من التنمر ضدهم.
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.