كثيرة هي التقلبات المزاجية التي تعاني منها الكثير من الحوامل، وذلك بسبب التغيرات السريعة في الهرمونات، خاصة هرمون الإستروجين والبروجسترون خلال الأسابيع الـ12 الأولى من الحمل، وقد يرتبط الهرمون بمادة السيروتونين الكيميائية في الدماغ، ويعد السيروتونين أو ما يعرف بهرمون السعادة، أحد أهم النواقل العصبية الكيميائية التي تستخدمها خلايا الدماغ للتواصل فيما بينها، وهو ناقل عصبي يعمل في الدماغ، ويقيم التواصل بين الخلايا العصبية، ويمكن أن يتواجد هذا الهرمون في الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية وفي خلايا الدم، وله العديد من الوظائف المختلفة ويعد لهذا الهرمون العديد من الوظائف الهامة في الجسم مثل: تنظيم المزاج والنوم والشهية ومعدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم والحساسية والوظائف الفكرية و عندما يكون هذا الهرمون منخفضاً فإنه يمكن أن يسبب مزاجًا سيئًا للحامل أو صعوبة في النوم أو القلق أو حتى الاكتئاب.
على الجانب الآخر وفقاً لموقع "هيلث لاين" يمكن زيادة مستويات هرمون السيروتونين أثناء الحمل من خلال ممارسة النشاط البدني أو التدليك أو اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالتريبتوفان وقد يوصى الطبيب باستخدام المكملات الغذائية، بهدف تعزيز المزاج والتقليل من التوتر والقلق أثناء الحمل.
أهمية هرمون السيروتونين للحامل
- نقص هرمون السيروتونين، يؤثر على تطور الأجنة في الرحم، حيث تتلقى الأجنة السيروتونين فقط من أمهاتهم عبر المشيمة في المراحل المبكرة من الحمل، لذا فإن اضطراب مستويات السيروتونين لدى الأم قد يكون له عواقب على الجنين، فقد يؤثر على العمليات المختلفة اللازمة للنمو السليم لدماغ الجنين خلال المراحل المبكرة من تطوره.
- يعمل السيروتونين في الدماغ على تنظيم القلق وتحسين الحالة المزاجية للحامل، لذا فإن انخفاض مستويات هذا الهرمون يمكن أن يسبب القلق ويؤدي إلى الاكتئاب في الحالات الشديدة، ويمكن أن يسبب الإجهاض أو تفكير الحامل في إيذاء نفسها.
- يحفز السيروتونين مناطق في الدماغ تتحكم في النوم والاستيقاظ وقلة هذا الهرمون يمكن أن يؤدي إلي اضطرابات النوم والأرق أثناء فترة الحمل.
- يتواجد السيروتونين بكميات كبيرة في المعدة والأمعاء، مما يساعد على التحكم في وظيفة وحركات الأمعاء خلال فترة الحمل، والتغير في مستوياته يمكن أن يسبب للمرأة الحامل اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- تفرز الصفائح الدموية مادة السيروتونين للمساعدة في التئام الجروح، حيث يسبب هذا الهرمون انقباض الأوعية الدموية، مما يسهل تخثر الدم.
- يلعب السيروتونين دورًا في صحة عظام الحامل، وقد تسبب المستويات المنخفضة بشكل ملحوظ من السيروتونين في ضعف العظام
تعرفي إلى المزيد حول أسباب معاناة الحامل من التقلبات المزاجية وطرق للتعامل معها
أعراض انخفاض هرمون السعادة أثناء الحمل
- مزاج سيئ في الصباح.
- النعاس أثناء النهار.
- الرغبة في تناول الحلويات.
- اضطرابات الذاكرة والتركيز.
- التهيج.
- تشعر الحامل بالتعب ونفاد الصبر بسهولة، مما قد يشير إلى أن الجسم يحتاج إلى المزيد من السيروتونين في مجرى الدم.
7 استراتيجيات لزيادة السيروتونين أثناء الحمل
ممارسة النشاط البدني
يساعد ممارسة التمارين الرياضية أثناء الحمل بانتظام على زيادة مستويات السيروتونين في الدم، وتعزيز زيادة إنتاج وإطلاق التربتوفان، وهو الحمض الأميني المرتبط بإنتاج هرمون السعادة.
على الجانب الآخر تعد جميع أنواع النشاط البدني قادرة على تحفيز إنتاج السيروتونين هرمون السعادة.
التعرض لأشعة الشمس يومياً
تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض اليومي لأشعة الشمس قادر على زيادة مستويات السيروتونين، وإنتاج فيتامين د، وهو من أهم الفيتامينات التي تساعد على استقلاب هرمون السيروتونين.
لذلك ينصح تعريض المرأة الحامل لأشعة الشمس لمدة 10 إلى 15 دقيقة يومياً، ويفضل أن يكون ذلك في الصباح الباكر؛ لأن أشعة الشمس تكون شديدة الحرارة.
نظام غذائي صحي
يعد النظام الغذائي الصحي ضروري لإنتاج هرمون السيروتونين، لذلك، يجب إعطاء الأفضلية للأطعمة مثل الجبن والسلمون والبيض والموز والأفوكادو والمكسرات والكستناء والكاكاو فهي الأكثر غنى بذلك الهرمون.
أنشطة للاسترخاء
بعض أنشطة الاسترخاء مثل التأمل واليوجا، يمكن أن تساعد أيضًا في زيادة مستويات السيروتونين أثناء الحمل، وتنظيم الإشارات العصبية، مما يعزز الشعور بالسعادة والراحة و الحد من أعراض القلق والتوتر أثناء الحمل، وتنظيم مستويات الكورتيزول.
على الجانب الآخر هناك طريقة أخرى لتعزيز زيادة مستويات السيروتونين وهي ممارسة تقنيات الاسترخاء والتدليك، الذي يعزز إنتاج الناقلات العصبية المرتبطة بالشعور بالسعادة والراحة، مثل السيروتونين والدوبامين.
تناول البروبيوتيك
تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك يعد طريقة طبيعية لزيادة هرمون السيروتونين، في الجسم حيث يتم إنتاجه بواسطة البكتيريا الجيدة الموجودة في الأمعاء.
لهذا السبب، فإن تناول الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك أثناء الحمل، مثل الزبادي أو الكفير أو الكمبوتشا يزيد من كمية البكتيريا المعوية الجيدة، وبالتالي إنتاج هرمون السيروتونين.
قد يهمكِ الاطّلاع على تأثير بكتيريا أمعاء الحامل على الجنين
تناول المكملات الغذائية
بعض المكملات الغذائية التي يمكن الإشارة إليها هي 5-HTP (هيدروكسي تريبتوفان)، والتي يمكن أن تصل بسهولة إلى الجهاز العصبي وتحفز إنتاج كل من هرمون السيروتونين، والتريبتوفان،
ومع ذلك من المهم أن يتم وصف استخدام تلك المكملات الغذائية من قبل الطبيب أو أخصائي التغذية حسب احتياجات المرأة الحامل.
النوم من 8 إلى 9 ساعات في الليلة
يساعد الحصول على 8 إلى 9 ساعات من النوم في الليلة على تنظيم هرمونات الجسم، مثل الكورتيزول، مما يقلل من التوتر المزمن الذي يمكن أن يؤثر على إنتاج هرمون السيروتونين.
لذلك، لكي تنام المرأة الحامل من 8 إلى 9 ساعات في الليلة، يوصى بإنشاء روتين للنوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، وممارسة الأنشطة البدنية لأنها تساعدك على النوم بشكل أفضل وتجنب تناول الكافيين في الليل.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.