تعد اضطرابات النوم هي حالة تسمى الباراسومنيا، وتتميز بتجارب أو سلوكيات أو أحداث نفسية غير طبيعية، والتي يمكن أن يصاب بها الطفل في مراحل مختلفة من النوم، فيعد المشي أثناء النوم، والذعر الليلي، وصرير الأسنان، والكوابيس، واضطرابات الحركة هي أمثلة على الإصابة بالباراسومنيا، والتي يجب علاجها على وجه التحديد إذا كانت تؤثر على حياة الطفل.
تعد الباراسومنيا في مرحلة الطفولة المبكرة أمراً شائعاً وطبيعياً، ولا يتطلب علاجاً بشكل عام؛ فطمأنة الطفل تعد كافية، وذلك لأن معظم حالات الباراسومنيا تميل إلى الاختفاء خلال فترة المراهقة. ومع ذلك، يمكن أن تكون بعض حالات الباراسومنيا علامة على أن الطفل يعاني من مشكلة ما أو الشعور بعدم الأمان، والبعض الآخر يستمر لسنوات، وقد يرتبط بالتوتر والقلق.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبعض أنواع اضطرابات النوم أو الباراسومنيا أن تتداخل مع الأنشطة اليومية لدى الأطفال، مما قد يؤثر على السلوك والأداء المدرسي للطفل لذلك، من المهم استشارة الطبيب لتحديد المشكلة ووصف العلاج الأنسب. فيما يلي، وفقاً لموقع "بولد سكاي"، أنواع الباراسومنيا أو اضطرابات النوم عند الأطفال.
اضطراب النوم اللاإرادي
يعد اضطراب النوم اللاإرادي أمراً شائعاً لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و5 سنوات، ويحدث عادةً في أول 2 إلى 3 ساعات من النوم، ويستمر من 5 إلى 15 دقيقة، وخلال نوبات اضطرابات النوم اللاإرادية؛ قد يستيقظ الطفل وهو يشعر بالارتباك والتشوش، ويستجيب ببطء، ويعاني من فقدان الذاكرة، ولا يتذكر الطفل ما حدث عند الاستيقاظ في صباح اليوم التالي.
عادةً ما يتم علاج اضطراب النوم اللاإرادي عند عمر 6 سنوات تقريباً دون الحاجة إلى علاج. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن يستمر إلى ما بعد هذا العمر، مما يسبب عدم الراحة ويتداخل مع نوعية حياة الطفل.
لذلك ينصح باستشارة طبيب الأطفال؛ حتى يتم تحديد العلاج الأنسب، بالإضافة إلى ذلك يجب تجنب الأدوية التي تعيق النوم، ومن المهم أن يكون لدى الطفل روتين مناسب؛ لضمان راحة جيدة أثناء النوم في الليل.
ربما تتساءلين هل من الطبيعي أن يستيقظ الطفل كل ساعة؟
الذعر الليلي
يتميز الذعر الليلي عند الأطفال بالاستيقاظ مع الصراخ أو البكاء، بعد ساعة أو ساعتين من النوم، ويحدث عادة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 سنة، ويصاحبه أعراض أخرى؛ مثل الخوف، وعدم انتظام دقات القلب، واحمرار الجلد، والارتباك.
تستمر النوبات عادةً من ثوانٍ إلى دقائق، وبعد ذلك يعود الطفل إلى النوم ولا يتذكر ما حدث، وعادة ما يصاحب الذعر أو الرعب الليلي زيادة في معدل ضربات القلب والتنفس والتعرق الشديد.
عادةً ما يتم التعافي من هذه الحالة دون الحاجة إلى علاج، ومع ذلك، يمكن اتخاذ الاحتياطات اللازمة؛ مثل وضع وسائل حماية حول السرير لمنع إصابة الطفل أثناء نوبة الرعب الليلي.
ومن المهم عدم إيقاظ الطفل أثناء إصابته بنوبات الذعر الليلي، وأن تكون الأم متيقظة للإصابات أو المخاطر المحتملة أثناء النوبة.
الكوابيس والمخاوف
الكوابيس تعد شائعة لدى الأطفال والمراهقين، ويمكن أن يصاب بها دون أي سبب واضح، وفي بعض الحالات يمكن أن تكون ناجمة عن المخاوف أو التوتر أو القلق. ومع ذلك، يمكن أن يكون سببها أيضاً استخدام بعض الأدوية، أو الإجهاد اللاحق للصدمة، أو مشاكل الجهاز التنفسي، أو الاضطرابات النفسية.
على الجانب الآخر، قد يساعد العلاج النفسي بالتقنيات السلوكية نتائج جيدة في حالة الكوابيس المتكررة. ومع ذلك، في الحالات الأكثر خطورة، قد يكون من الضروري استشارة الطبيب النفسي، الذي يمكنه وصف أدوية في حالة ارتباط الكابوس لدى الطفل بحالة إجهاد ما بعد الصدمة.
المشي أثناء النوم
عادة ما يحدث المشي أثناء النوم عند الأطفال بين سن 4 و8 سنوات، وهو أكثر شيوعاً عند الفتيات. يحدث هذا النوع من الباراسومنيا عادة بعد حوالي ساعة إلى ساعتين من نوم الطفل، حيث ينهض الطفل من السرير ويمشي أثناء النوم، ويكون قادراً على أداء سلوكيات أخرى أكثر تعقيداً؛ مثل التقاط الأشياء أو حتى المشي خارج المنزل.
قد لا يكون للمشي أثناء النوم سبب محدد، أو قد يكون ناجماً عن استخدام الأدوية، أو التوتر، أو قلة النوم، أو نتيجة عدم النوم في المكان المعتاد.
على الجانب الآخر، لا يوجد علاج محدد لهذه المشكلة، ومن المهم تجنب العوامل التي تسبب المشي أثناء النوم عند الطفل، بالإضافة إلى اتباع روتين ثابت للنوم. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري طلب المشورة الطبية، وقد يوصى باستخدام الأدوية في بعض الحالات.
شلل النوم
يتكون شلل النوم من عدم القدرة على القيام بالحركات في بداية النوم أو أثناء النوم أو عند الاستيقاظ، بحيث لا يتمكن الطفل إلا من تحريك عينيه، وقد يتعرض لهلاوس مخيفة. يمكن أن تستمر نوبات شلل النوم من ثوانٍ إلى عدة دقائق وتختفي تلقائياً.
على الرغم من أن شلل النوم أكثر شيوعاً لدى المراهقين، إلا أنه في بعض الحالات يمكن أن يصاب به الأطفال، وقد يرتبط بالتوتر أو عادات النوم الخاطئة، وفي المقابل يعد من الأفضل اعتماد روتين قبل النوم للطفل؛ ليضمن نوماً جيداً ليلاً. في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب لمنع حدوث نوبات جديدة.
صرير الأسنان ليلاً
يعد صرير الأسنان سلوكاً يقوم به الطفل بدون وعي، ويتمثل في الضغط على الأسنان أو طحنها باستمرار، مما يسبب تآكلها وآلام المفاصل والصداع عند الاستيقاظ. ويمكن أن يكون سبب الإصابة بالباراسومنيا عوامل وراثية أو عصبية أو تنفسية لدى الطفل، مثل الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم، أو قد يكون مرتبطاً بعوامل نفسية، مثل التوتر أو القلق، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي تناول الطفل المفرط للكافيين بشكل متكرر إلى زيادة تكرار صرير الأسنان.
يوصى بمراجعة طبيب الأسنان لإجراء تقييم لأسنان الطفل، ففي بعض الحالات قد يكون العلاج ضرورياً. لمنع تآكل الأسنان ومشاكل مفصل الفك، قد يوصي طبيب الأسنان بارتداء الطفل واقياً للأسنان أثناء الليل.
سلس البول الليلي
يُعرف سلس البول الليلي بأنه فقدان البول اللاإرادي المتكرر أثناء الليل عند الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 5 سنوات، وقد يكون مرتبطاً بتأخر النمو أو المشكلات العقلية أو التوتر أو الأمراض مثل مرض السكري، وهو أكثر شيوعاً عند الأولاد منه عند البنات.
لقد ثبت أن العلاج النفسي السلوكي فعال لهذا النوع من الباراسومنيا، ويتضمن تشجيع الطفل على التبول أثناء النهار وتجنب تناول الطفل السوائل قبل الذهاب إلى السرير. في بعض الحالات، قد يكون استخدام الأدوية ضرورياً.
قد يهمكِ الاطلاع على أسباب سلس البول عند الأطفال ومدى خطورته
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج؛ عليكِ استشارة طبيب متخصص.