لماذا يضغط طفلي على أسنانه أثناء نومه ومضاعفات وعلاج هذه الحالة؟

صورة لطفلة تنام نوما عميقا
غالباً ما يصاب الأطفال بصرير الأسنان بسبب اضطرابات النوم

من الظواهر المقلقة التي تلاحظها الأم على طفلها حتى في مرحلة التسنين أنه حين ينام فهو يقوم بالضغط على أسنانه، وخصوصاً الأسنان التي تقع في المقدمة وحتى لو كانت حديثة الظهور، وفي حال قيامه بهذه الحركة الغريبة والمقلقة فيبدو الطفل كأنه يقوم بطحن أسنانه؛ لأنه يطلق صوتاً لا يشعر به بالطبع ولكن يشعر به المحيطون به.
تقلق الأم من ظاهرة ضغط الطفل على أسنانه وتخاف عليه، وتبدأ في البحث عن الأسباب خاصة أنها قد تستمر لفترة طويلة ولا تنتهي مثلاً عند انتهاء مرحلة التسنين وآلامها، وقد يصبح الطفل في مرحلة المدرسة ويستعد لدخول مرحلة المراهقة المبكرة، وهو لا زال يمارس تلك العادة، وتلاحظ الأم أن أسنانه الأمامية في الفكين العلوي والسفلي قد بدأت تتآكل بالفعل، وأن شكل وجهه سوف يصبح مشوهاً، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال الدكتورة سنابل أبو السعيد؛ حيث أشارت للإجابة على سؤال هام يقلق الأم حول هذه الظاهرة، وهو لماذا يضغط طفلي على أسنانه أثناء نومه ومضاعفات وعلاج هذه الحالة في الآتي:

هل ظاهرة الضغط على الأسنان أثناء النوم نادرة ومقلقة؟

تحدث هذه الظاهرة في حال دخول الطفل في النوم العميق فقط


تعد مشكلة الضغط على الأسنان ويطلق عليها صرير الأسنان مشكلة منتشرة حول العالم، ويعاني منها ما يقارب 30% من أطفال العالم، حيث بينت الدراسات العلمية أنه من بين كل عشرة أطفال هناك ثلاثة أطفال يمارسون هذه العادة التي يكون من أهم أسبابها الرئيسية أسباب صحية ونفسية، وهي تحدث عندما يدخل الطفل في مرحلة النوم العميق وليس في بداية النوم مما يزيد من خطورتها؛ لأن ضغط الطفل على أسنانه في هذه المرحلة يؤدي لتآكل مينا الأسنان وكذلك تشوهات في الفك مثل عدم الإطباق الجيد وتسرب اللعاب من الفم، رغم أن ذلك لا يعني ألا تعرف الأم ما أسباب الإفراط في إفراز اللعاب عند الأطفال إضافة لسوء الإطباق والصرير، وما ينتج عنه من حدوث الالتهابات في محيط الفم وتشوه شكل الوجه لاحقاً.
تابعي أيضاً: أسباب صرير الأسنان عند الأطفال

الأسباب الصحية لضغط الطفل على أسنانه خلال نومه

  • تتسبب إصابة الطفل ببعض الأمراض أن يقوم بالضغط على أسنانه أثناء نوم، وفي مرحلة الرضاعة قد يحدث ذلك في فترة التسنين أي ظهور الأسنان وهي فترة مزعجة ومؤلمة فينام الطفل وهو يضغط على أسنانه من شدة الألم ويستمر على هذه الهيئة طيلة الليل.
  • تتسبب مشاكل الأسنان وأمراضها في سن أكبر من مرحلة التسنين عند الطفل في ظهور مشكلة الصرير والصك أي الضغط على الأسنان خلال النوم مثل تسوس الأسنان وظهور الجيوب بين الأسنان وحول اللثة وغيرها من المشاكل الناجمة عن قلة العناية بالأسنان في أغلب الأحوال.
  • وجود مشاكل لدى الطفل في الأذن الوسطى مثل التهاب الأذن الوسطى وتجمع السوائل في الأذن، مما يؤدي لحدوث الألم وكذلك الضغط على الأسنان، ويجب أن تنتبه الأم إلى أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال مثل قيام الطفل بشد أذنه باستمرار والبكاء بطريقة الزن والأنين بسبب الألم.
  • تؤدي إصابة الطفل بالديدان وخاصة الدودة الدبوسية لإصابة الطفل بحالة صرير الأسنان والضغط عليها بقوة، ورغم غرابة هذا السبب إلا أن الديدان الدبوسية تسبب الأرق للطفل والصعوبة في النوم خصوصاً في بداية النوم، حيث يصاب الطفل بالهرش في فتحة الشرج وظهور الانزعاج لديه وكثرة التقلب حتى يصاب بالتعب والإرهاق فينام نومه عميقاً بعد معاناة مع حدوث ظاهرة الضغط على الأسنان.
  • تؤدي المشاكل التنفسية المختلفة لحدوث ظاهرة الضغط على الأسنان مثل معاناة الطفل من التهاب الجيوب الأنفية، وإصابة الطفل بحساسية تنفسية وكذلك وجود الغضاريف في التجويف الأنفي.
  • إصابة الطفل باضطرابات النوم المختلفة يؤدي لحدوث مشكلة الضغط على الأسنان، وتشمل اضطرابات النوم عند الأطفال حدوث ظواهر حركية ونفسية وجسدية مع الطفل خلال النوم، وتؤدي لحدوث الصرير مثل أن يتكلم الطفل وهو نائم أو حتى المشي خلال النوم وكذلك معاناته من نوبات الذعر الليلي والكوابيس إضافة لتعرض الطفل لما يعرف باختلال النوم وهو عدم قدرة الطفل على النوم المتواصل أو نوم الطفل العميق والمتواصل ولساعات طويلة وأكثر من المتوقع والمعتاد مع شعوره بالإرهاق ونقص الطاقة عند الاستيقاظ.
  • يؤدي وجود نقص في عنصر الكالسيوم والماغنيسيوم لدى الطفل إلى إصابته بصرير الأسنان وذلك بسبب ضعف قدرته على التحكم بالعضلات واختلال جهازه العصبي.

الأسباب النفسية لضغط الطفل على أسنانه خلال نومه

قد تؤدي المشاكل النفسية البسيطة لحدوث ظاهرة الضغط على الأسنان
  • يؤدي شعور الطفل بالحزن لفقد عزيز مثلاً إلى إصابته بحالة الضغط على الأسنان خلال النوم كتعبير عن حالة لرفض الواقع وعدم قدرته على تغييره.
  • تؤدي بعض المشاكل اليومية التي يمر بها الطفل وعدم قدرته على مواجهتها لإصابته بصرير الأسنان الليلي مثل الشجارات التي تحدث بين الأخوة أو بين الزملاء في المدرسة.
  • تعرض الطفل للتعنيف من المعلم أو للتنمر من الزملاء الصغار إلى حدوث ظاهرة الضغط على الأسنان بسبب ما يتعرض له الطفل من كبت نفسي وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه أو تغيير ما يمر به من مختلف أشكال الضغط النفسي خلال يومه.
  • حدوث تغيرات في نظام حياة الطفل رغم حبه للشكل القديم الذي كان عليه يؤدي لهذه الظاهرة مثل الانتقال لبيت جديد أو تغيير مكان نومه في نفس البيت وكذلك تغيير المدرسة، مما ينشأ عنه من تغيير المعلمين الذين يحبهم ويتعلق بهم وكذلك تغير الرفاق الذين يجد سعادته معهم.
  • يتسبب شعور الابن المراهق بالوحدة وعدم قدرة الأسرة على تفهم خصائص مرحلة المراهقة إلى خلوده لغرفته وبقائه وحيداً طيلة الوقت، وبالتالي فهو يعبر عن هذا الإحساس بالضغط على الأسنان أثناء النوم وربما خلال اليقظة.

نصائح بسيطة للتغلب على مشكلة الضغط على الأسنان عند الطفل

  • قومي بإجراء فحوصات هامة للطفل تشمل علاج أسنانه من المشاكل المختلفة وكذلك فحص الأذن الوسطى.
  • قومي بإجراء تحليل لعينة من فضلات الطفل للتأكد من خلوها من الإصابة بالديدان المعوية.
  • افحصي نسبة المعادن الهامة المسئولة عن قوة العضلات لدى الطفل، وفي حال وجود نقص فيها لدى الطفل يجب الحصول عليها كمكملات غذائية وحسب توصية الطبيب.
  • استخدمي في الحالات الشديدة جهازاً ليلياً يتم الحصول عليه من طبيب الأسنان بعد قيامه بتحديد مقاس فكي الطفل ودرجة الإطباق، ويمكن أن يضعه الطفل بين الفكين خلال الليل لتقليل هذه الحالة.
  • مرّني طفلك على تمارين خاصة وبمساعدة أخصائي العلاج الطبيعي، وهي تعمل على زيادة إفراز المواد الطبيعية والهرمونات في الجسم والتي تقلل من حدوث الألم لدى الطفل.
  • عوّدي طفلك الذي أصيب بهذه الحالة خلال مرحلة الرضاعة والتسنين على استخدام اللهاية خلال النوم حيث تساعد كثيراً في علاج هذه المشكلة وتقليل البكاء ليلاً.
  • وفري لطفلك جو الحنان والاحتواء واحرصي على السلامة العاطفية للطفل.. وطرق الحفاظ عليها وعالجي كل مسببات الحزن لديه، فمهما بدت لك هذه الأسباب تافهة وبسيطة ولكنها تترك أثراً كبيراً في نفسية الطفل، وتؤدي لحدوث مشاكل لديه مثل الصرير على الأسنان والتبول الليلي وغيرها.


* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.