من الضروري أن تتعرف الأم إلى الأساليب الحديثة في التربية، ومنها الحوار الهادئ مع الطفل والتربية بالقدوة؛ لأنها تقع في أخطاء تؤدي لتثبيت السلوك الخاطئ لدى طفلها، وتؤثر في شخصيته وثقته بنفسه مستقبلاً، ويصبح الإصلاح والتقويم صعباً؛ لأن الأم منذ صِغر طفلها تكون قد وقعت في أخطاء تربوية لم تنتبه لها نبعت من حبها لطفلها وخوفها عليه.
يجب على الأبوين معاً تحري الأساليب التربوية الصحيحة في تربية الأبناء وعدم الوقوع في ازدواجية التربية مثل أن يتبع الأب أسلوباً وتتبع الأم أسلوباً مناقضاً، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك"، في حديث خاص بها؛ المرشدة التربوية سنابل عبد الله، حيث أشارت إلى أخطاء تربوية تقعين بها تؤدي إلى تعزيز السلوكيات السيئة عند طفلك، مثل عقابه عندما يعترف بالخطأ وتأجيل العقاب، وغير ذلك من الأخطاء كالآتي.
عقاب الطفل بعد اعترافه بالخطأ
- توقفي عن عقاب طفلك عندما يعترف بالخطأ الذي اقترفه؛ فالطفل يتعلم الكذب عندما يُعاقب على الصدق، بل على العكس يجب أن تحتضني طفلك وتكافئيه عندما يعترف بخطئه، ولا تستدرجيه لكي يعترف بالخطأ، مثل أن تقولي له قل الحقيقة ولن أضربك، ولكنك تقومين بضربه والتشهير به أمام باقي أفراد العائلة بعد أن يعترف بالخطأ الذي اقترفه؛ فهنا تقعين في خطأ كبير يجعل الطفل يتمادى في الإخفاء عنك، ولا يعترف بأي خطأ، بل يمكن أن يقوم بتلفيق التهمة لشقيقه؛ لكي ينجو من العقاب، ولا تنسي أن تعرفي: كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره؟ فكل طفل حسب مرحلته العمرية له طريقة عقاب مختلفة.
- لاحظي أن طفلك يتعلم الصدق منذ عامه الرابع حيث يبدأ التفريق بين الكذب والصدق، كما أنه يبدأ في الحلف واستخدام القسم لكي يعزز كلامه، وفي هذه الحالة يجب أن تنهيه عن ذلك، وتقومي بدلاً من ذلك بتقوية الوازع الديني والأخلاقي لديه عن طريق القصص، وعن طريق الأناشيد أيضاً، وأكثري من الحديث معه عن الصدق وأن الإنسان الصادق يحبه الناس، وأن نتائج الكذب تؤدي لدمار وانهيار الأسرة وخراب المجتمعات.
قد يهمك أيضاً: خطوات لتعلمي طفلك الصدق
تأخير العقاب
- أوقعي العقاب بطفلك عندما يقترف الخطأ الذي يستحقه في الوقت نفسه، ولا تقومي بتأجيل العقاب لوقت آخر حتى لو كنت منشغلة بأي عمل أو كان لديك ضيوف في المنزل؛ ففي حال ارتكب طفلك خطأً ما ولديك ضيوف يمكنك أن تسحبيه بسهولة ودون أن يشعر أحد وتتركيه في غرفته وتمنعيه من الخروج، ويكون هذا العقاب الآني والسريع على الخطأ الذي قام به، أما تأجيل العقاب حتى يغادر الضيوف -مثلاً- أو لليوم التالي أو لنهاية اليوم؛ فيجعل الطفل مستهتراً ولا يشعر بقيمة ما قام به من سلوك سيئ وخاطئ.
- توقفي تماماً عن أسلوب خاطئ في عقاب الطفل، وهو أن تهدديه بأنك سوف تعاقبينه عندما يعود الأب من عمله؛ فهذا الخطأ يؤدي لأن يكره الابن عودة الأب ولا يتحمس لعودته ولا يشعر بالاشتياق له، ولكن يجب أن يكون العقاب منك وسريعاً مع تنبيه الطفل للخطأ الذي وقع فيه، وليس هناك ضرورة لتذكيره به عندما يعود الأب، بل يجب أن تقومي بالثناء عليه على موقف جيد وإيجابي قام به على عكس الخطأ السابق الذي اقترفه.
تأجيل الحوار المقنع مع الطفل العنيد
- ابدئي حواراً هادئاً ومقنعاً مع طفلك العنيد، ولا تظهري استسلامك لعناده؛ فغالباً ما تتعب الأم وتُصاب بالإحباط من طفلها العنيد، فتتركه ثم تعود لكي تجادله، وفي هذه الحالة فهو يشعر بالانتصار على الأم، ويصر على عناده ويبالغ فيه، ويجب ألا تتساءلي: كيف أعلم طفلي آداب الحوار من عمر 3-8 سنوات؟ مثلاً فهذه الأسس التربوية يجب أن تكوني على اطلاع عليها من خلال اللجوء لمرشدة تربوية ومختصة اجتماعية، والاطلاع على المزيد من الكتب وحضور ندوات مخصصة.
- احرصي على أن تكوني الكفة الراجحة في حال عناد الطفل والبدء بالجدال معه، وعدم تأخير الحوار بحيث يأتي كل طرف بما لديه من حجج أو أسباب، وعلى الأم الاستماع والإنصات للطفل حتى النهاية بحيث تعرف كل وجهات نظره، وأن تتسم بالهدوء ولا تقوم بأي رد فعل عصبي مثل أن تضربه؛ فهذا التصرف سوف يزيد من السلوك العنيد، فالحوار الهادئ واللحظي أمام تصرف سيئ من طفل عنيد هو تفويت للفرصة عليه لكي لا يستمر في عناده خصوصاً عند البنات.
تعويد الطفل على الطاعة العمياء
- لا تتوقعي أن يكون طفلك مطيعاً طاعة عمياء، أو أن يمشي على مسطرة لا تنحرف يميناً أو يساراً في تنفيذ طلباتك وأوامرك، ومنها القوانين المنزلية التي تضمن الهدوء والنظام والنظافة حسب تصورك؛ فهذه الطريقة في التربية تُعتبر من الأخطاء الفادحة التي تنشئ طفلاً ضعيف الشخصية ومهزوز الثقة بنفسه، وعليك أن تتبعي نصائح للتعامل مع الطفل غير المطيع في حال كان طفلك قد تجاوز الحد في عدم الطاعة، وليس أن يكون طفلك ريبورتاً بشرياً.
- توقفي عن محاسبة طفلك على كل صغيرة وكبيرة، ويجب أن تتجاوزي عن الأخطاء الصغيرة والبسيطة التي يقع فيها الطفل، ولا تحوليه لطفل تحت المجهر بحيث لا يستطيع أن يعرف ما يغضبك وما يرضيك؛ فالطفل في حال كنت تراقبين كل تصرفاته سوف يشعر أنه عديم الشخصية وليس له أي مكانة أو كيان، وسوف يؤدي ذلك لعواقب تنشأ بالتدريج في شخصيته، ويبدأ بالانطواء والتواري عن الحياة الاجتماعية، ثم يتحول لطفل مهزوز لا يعرف يكف يتعامل مع الآخرين.
المفاضلة بين الأبناء
- لا تفاضلي أو تفرقي في المعاملة بين أبنائك مهما كانت الفروقات بينهم؛ فأسلوب التفرقة بين الأبناء من الأساليب التربوية التي تؤدي إلى نشوء الغيرة والحقد والكراهية بين الأشقاء، وهذا من أكثر النتائج فداحة التي قد تجنيها الأم خلال تربيتها لأطفالها الذين ترغب بأن يكونوا متحابين ومتعاونين، وهنا يأتي دور الأم في تقليل الغيرة بين الأبناء وعدم وجود مساحة للمفاضلة والتفرقة بينهم.
- عاملي أطفالك سواسية، وتقربي من طفلك عند ولادة طفل جديد في العائلة؛ فالغيرة من المولود تنشأ عند الأطفال في سن المدرسة أيضاً، وعلى عكس ما تتوقعين، ولذلك فيجب أن تحتضني طفلك الأكبر وتوليه الحب والاهتمام وتخصصي له وقتاً تقضيه معه حين ينام الطفل الرضيع مثلاً.