عندما يشعر طفل ما بالغضب، يعاني الكثير من الأفكار والعواطف والمحادثات الداخلية، بينما تظهر عليه أعراض خارجية؛ مثل الصراخ، والجري في البيت، والبكاء، كل ذلك يتم بصوت عالٍ وكلام متكرر. هنا عليكِ أن تسألي نفسك: هل أقبل بالواقع؟ وكم يمكنني أن أتحمل؟ إليكِ طرقاً للتصرف مع ابنك العصبي المصاب بالغضب، كما يضعها الاختصاصيون التربويون والنفسيون.
أدخلي الروتين في حياة طفلك اليومية
الإجراءات الروتينية توفر الأمان والقدرة على التنبؤ، وهذا أمر رائع إلى حدٍ ما للجميع. صحيح أنكِ في بعض الأوقات ستحبين الابتعاد عن الروتين، لكنه مهم جداً، وسيجعل عالم طفلك آمناً ومنظماً؛ لأنه سيتوقع ما سيحدث تجاه أي اضطراب، مثلاً علّمي طفلك أن يرتب غرفته بنفسه كتصرف روتيني يقوم به دائماً، ولا تحاولي إرهاق نفسك بتنظيفها حتى لو رفض ذلك، بل امنحيه بعض الفرص.
لا تجبريه على الدخول في عراك
سيبذل الطفل العصبي قصارى جهده لتجنب المواقف التي تجعله يشعر بعدم الارتياح وعدم التأكد من تنفيذ طلبه، عندما يشعر الأطفال بعدم القدرة للحصول على ما يريده، يبدأ بالصراخ أو القتال، أو حتى التهرب من الموقف، ويميلون للعند، هنا من المحتمل أن تخوضي معه معركة بالأيدي.
أهم ما عليكِ فعله، هو عدم إجبار طفلك على الدخول في مواقف عراكية قبل تهدئته، والتعرف على أسباب غضبه، فأنتِ بهذا تساعدينه على فهم وتحمل ما يدور حوله والتحلي بالمرونة، وإدارة الأحاسيس غير المريحة... وإدارة سلوكه.
افصلي بين المشاعر والسلوك
أي تحققي من صحة شعوره، لكن ارفضي سلوكه؛ لأن ما يشعر به الأطفال قد لا يكون منطقياً بالنسبة لك، ولكن بالنسبة لهم؛ يبدو منطقياً تماماً. العاطفة صحيحة. فأنتِ بحاجة للإنصات إلى وجهة نظره، قولي له: "أعلم أنك مستاء لأنها هدمت المبنى الخاص بك - أفهم ذلك حقاً - لكن لا يمكنك إلقاء اللوم على الآخرين، من خلال غضبك"، اجعليه مسؤولاً عن سلوكه، لكن أخبريه أنكِ تفهمين ما يشعر به.
يكمن جوهر الذكاء العاطفي في القدرة على التعرف على المشاعر في الذات والآخرين والاستجابة لها بشكل مناسب.
ماذا أفعل مع طفلي العصبي والذي يعاني القلق؟
لا تتسامحي مع السلوك غير المقبول
قد يميل طفلك العصبي إلى سلوكيات لا يمكنك تحملها منه، خصوصاً إذا كانت تجاه الآخرين. مثل ضربهم أو الصراخ عليك وعليهم، حتى ينفذوا أوامره.
هنا عليك الحفاظ على هدوئك، وانتبهي إذا كان هذا السلوك "الغاضب" يحدث نفسه في مواقف أخرى ليست مقلقة؛ أي أن طفلك يكرر تصرفه من دون مبرر، فقد تعود الصراخ، فقط لأنكِ طلبت منه ترك الكمبيوتر جانباً، أو غسيل أسنانه، أو أعددتِ طبقاً على العشاء لا يحبه.
واعلمي أنك عندما تتكيفين مع نوبات الغضب العصبية، فإن سلوكياته المسيطرة ستزداد قوة وبسرعة، لذلك عليكِ توجيه طفلك إلى السلوك الجيد الذي سيحفظه في دماغه الصغير، حتى لو بدا لكِ أنه تجاهله الهدوء. قولي له مثلاً: "أعلم أن غضبك يسيطر عليك الآن، لكنني لن أتركه يسيطر عليّ. اهدأ أولاً، وبعد ذلك يمكننا حل المشكلة".
لا تعاقبيه على سلوكه العصبي
عدم العقاب لا يعني أن تسمحي له بالاستمرار، أخرجي الطفل من المكان، وانزلي إلى مستواه، ودعيه يفهم أن هذا السلوك لا يعمل في عائلتك.
إن وظيفتك كأم هي وضع حدود ثابتة ومحبة، وهذا مهم للغاية للأطفال الغاضبين أيضاً، وإلا كبروا وهم يتبنون الرفض كإستراتيجية في حياتهم، وتذكري أن السماح لغضب طفلك أن يتحكم في المنزل ليس مفيداً له نفسه، والبقاء حازمة لن يضر به.
لا تحاولي حتى أن تكوني مثالية
أخبريه عندما يغضب، لخطأ ما، أنها ليست نهاية العالم، وأن الجميع يخطئ أحياناً. واعترفي أنتِ بأخطائك، مثلاً إذا تأخرت عن إحضاره من المدرسة؛ كوني لطيفة مع نفسك، وقولي: "لا داعي للغضب يمكننا حل هذا الأمر بسهولة، "أو : "لقد كنت غاضبة بعض الشيء اليوم وأنا آسفة إذا جعلتك تشعر بذلك".
سيساعد نمذجة عيوبك وقبولك لهذه العيوب طفلك على الشعور بضغط أقل ليكون مثالياً. لكن لا تنسي اصطحابه في اليوم التالي الذي ينتهي فيه المدرسة في الموعد المحدد، عليه أن يفهم أن هناك أوقاتاً تتعبين فيها.
ملاحظة من «سيدتي. نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.