حساسية الشمس، هي حالة ليست شائعة ولكنها شديدة الإزعاج لأن من يُصاب بها قد لا يمكنه ممارسة حياته في الخارج بشكل طبيعي طوال ساعات النهار.
هذه الحالة معروفة أيضاً باسم التسمم الضوئي وتحدث عندما يتعامل الجلد على نحو غير طبيعي مع أشعة الشمس، لينتج عن هذا التعرض أعراض حساسية مثل الاحمرار والتورم والحكة.
إعداد: إيمان محمد
ما هي حساسية الشمس؟
تحدث حساسية الشمس عندما يُصاب الشخص بتورم بعد التعرُّض للشمس-المصدرfreepik
تحدث حساسية الشمس عندما يُصاب الشخص بطفح جلدي أو احمرار أو تورم بعد التعرض لأشعة الشمس، حتى مع استخدام كريم واقٍ من الشمس، يمكن أن تتراوح الحساسية من خفيفة إلى شديدة قد لا تختفي إلا بعد بضعة أيام.
ورغم مسمى حساسية الشمس لكنها في الأصل رد فعل من الجلد بسبب ضوء الشمس، وغالباً ما يسبب طفحاً أحمر اللون مثيراً للحكة.
وغالباً تظهر أعراض الحساسية على مناطق من الجسم مثل الرقبة، وظهر اليدين، والسطح الخارجي للذراعين وأسفل الساقين. في حالات نادرة، قد يكون رد فعل الجلد أكثر حدةً، مما ينتج بثور صغيرة قد تنتشر حتى إلى الجلد المغطى بالملابس.
وتحدث هذه الحالة نتيجة خلل في الجهاز المناعي، حيث يتعامل مع أشعة الشمس باعتبارها شيئاً يهدد الجسم ويقوم الجسم بتنشيط دفاعاته المناعية ضدها. ويؤدي هذا إلى حدوث تفاعل تحسسي يأخذ شكل طفح جلدي أو بثور صغيرة.
تجربة مرضية مع حساسية الشمس
التقت "سيدتي" بمريضة حساسية من الشمس لديها تجربة تخطت الـ25 عاماً، وهي السيدة المصرية فايزة محمد، 65 عاماً، وتقول عن تجربتها مع حساسية الشمس "لم أتذكر كثيراً بالتحديد متى أُصبت بحساسية الشمس، لأنها كانت إصابة تدريجية، بمعنى أنني كنت أشعر ببعض الانزعاج عند التعرُّض للشمس مثل الحكة الخفيفة، وفي البداية تعاملت معها باعتبارها تأثير أشعة الشمس العادي، لكن في عمر الأربعينيات لاحظت أنني كلما تعرضت للشمس يُصاب جلدي حالة من الحكة والتورم والتغير في اللون، في مرات يتحول إلى اللون الأحمر وفي حالات أخرى يميل الجلد إلى اللون الداكن".
وأردفت: "مع تكرار حالات التورم والحكة عند التعرض للشمس، وهي الأعراض الأكثر إزعاجاً بالنسبة لي، ذهبت لزيارة الطبيب، والذي أشار بأنني مصابة بحساسية من أشعة الشمس فوق البنفسجية، وقتها نصحني بتجنب الخروج في الشمس مع ضرورة استخدام واقي الشمس وكريمات ملطفة حال ظهور الأعراض".
وتتذكر فايزة "مع العمر بدأت الحالة تتفاقم، ففي البدايات عند خروجي للشمس قد أُصاب بالحكة والتورم أو لا حسب شدة أشعة الشمس غير أنه لاحقاً باتت أشعة الشمس العدو الأول لي، لا يمكنني التعرض لها على الإطلاق".
وعن العلاج تقول السيدة الستينية: "على مدار 25 عاماً لا يمكن القول إن ثمة علاج جذري لحالة حساسية الشمس لكن هناك طرقاً للوقاية وعلاج الأعراض الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس". وأوضحت: "بالطبع تبدأ الوقاية بتجنب الشمس، لا سيما في الوقت بين الساعة 10 صباحاً حتى الساعة 4 مساءً، لأنها وقت الذروة لحدة أشعة الشمس. أيضاً إذا حدث واضطررت للتعرض للشمس وظهرت أعراض الحساسية وصف لي الطبيب بعض العلاجات مثل الكريمات الملطفة للحكة وأدوية الحساسية التي لا أفضلها، بينما أكتفي حال ظهور الأعراض بالاعتماد على كريم ملطف أو جل الصبار الطبيعي الذي يساهم في تهدئة التورم".
وقالت فايزة : "إن أعراض الحساسية تختفي مع الراحة والبقاء في الظل"، وأردفت: "بمجرد البقاء بعيدة عن الشمس في طقس لطيف تبدأ الحكة والتورم في الاختفاء تدريجياً، وعادةً ما تستمر الأعراض لعدة ساعات فقط".
قد يكون من المفيد الاطلاع على ضربة الشمس: طرق الوقاية والتعامل معها في ظل موجة الحر التي تضرب المنطقة
أنواع حساسية الشمس
النوع الذي تم استعراضه في الحالة السابقة ليس الشكل الوحيد للحساسية من الشمس بينما هناك عدة أنواع تختلف على أساسها طرق العلاج.
حساسية الشمس هي مصطلح يشمل عدة أنواع من التفاعلات الجلدية التي تحدث بسبب التعرُّض لأشعة الشمس. إليكِ بعض الأنواع الشائعة منها:
الطفح الضوئي متعدد الأشكال:
هو النوع الأكثر شيوعاً من حساسية الشمس، يظهر على شكل طفح جلدي أحمر مع حكة، وعادةً ما يظهر بعد ساعات قليلة من التعرُّض للشمس، ويُصيب المناطق المكشوفة فقط مثل الذراعين والرقبة أو أي منطقة تعرضت للشمس.
التهاب الجلد الضوئي:
يحدث عندما يتفاعل الجلد مع مادة معينة (مثل العطور أو بعض الأدوية) ليصبح حساساً لأشعة الشمس. ما يعني أنه حال عدم التعرض للمواد المسببة للحساسية قبل التعرض للشمس لا تظهر أعراض الحساسية.
الشرى الشمسي:
هو نوع نادر من حساسية الشمس يتسبب في ظهور خلايا على الجلد بعد التعرض للشمس. يمكن أن تكون هذه الخلايا مثيرة للحكة والألم، قد تظهر الأعراض بعد دقائق من التعرض للشمس.
الحكة الشعاعية:
هي حالة تتسبب في حكة شديدة في الجلد بعد التعرُّض لأشعة الشمس، دون ظهور طفح جلدي واضح.
علاج حساسية الشمس
- تجربة حساسية الشمس مزعجة للغاية لأنها تضر المريض لتغيير نمط حياته، للابتعاد عن الشمس قدر المستطاع، غالباً ما يتجنب المريض أي نشاط صباحي، الاستخدام المستمر للواقيات الشمسية ذات الحماية العالية وارتداء الملابس الواقية هما طريقتان أساسيتان في حياة أي مريض يعاني من حساسية الشمس.
- العلاج قد يشمل استخدام كريمات موضعية مهدئة أو أدوية مضادة للهيستامين لتخفيف الأعراض، بالإضافة إلى تجنُّب التعرض المباشر لأشعة الشمس قدر الإمكان.
- الحياة مع حساسية الشمس قد تتطلب الكثير من التعديلات على الروتين اليومي، ولكن مع الرعاية المناسبة، يمكن للمريض الحد من مضاعفات الحالة والاستمتاع بحياة نشطة وصحية.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب مختص.
المصادر:
Harvard Health
DermNet