لازال مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي ال81 يواصل عرض العديد من الأفلام الخاصة بالطفل، والتي تحوي العديد من القيم الإنسانية التي تفيد الطفل، والمهرجان بدأ فعلياً يوم 28 أغسطس وسيغلق أبوابه في 7 سبتمبر الحالي، وهو المقام في جزيرة ليدو فينيسيا بإيطاليا؛ حيث توافد الكثير من النجوم المشاركين في حفل الافتتاح والمتابعين لتطور سينما الطفل على مستوى العالم؛ لتمنح في النهاية جائزة المهرجان الرئيسية - الأسد الذهبي- لأفضل فيلم وأحسن ممثل وممثلة.
وتقرير اليوم يوضح لقراء "سيدتي وطفلك" أباء وأطفالاً أهمية مشاهدة الطفل لمهرجانات سينما الأطفال عموماً من المنظور التربوي؛ بمعنى ماذا سيستفيد الطفل من متابعة أفلام هذه المهرجانات، وما الفائدة من ملاحقتها محلياً وعالمياً من الناحية التربوية.
لهذا كان اللقاء وأستاذة التربية وتعديل السلوك الدكتورة نهاد السيد؛ لشرح الكثير من هذه الفوائد.
مهرجان فينيسيا هذا العام
يستعيد مهرجان فينيسيا السينمائي هذا العام رونقه وهيأته، كواحد من أهم المهرجانات السينمائية في أوروبا والعالم ؛ حيث تأثرت الدورة الماضية من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بإضرابات هوليود العام الماضي وذلك على مستوى الأفلام.
حيث لم يتقدم صناع السينما في هوليود للمشاركة بأعمالهم بسبب الإضراب، الذي حرم المهرجان من إطلالة نجوم هوليود على سجادته الحمراء وأثر بشكل كبير على تألقه المعتاد.
والآن تتنافس الأفلام في عروض متفرقة ما بين المسابقة الرسمية والبرامج الأخرى، وحتى يوم الختام الذي سيشهد فوز أحد أفلام المسابقة الرسمية بالجائزة.
وجديد هذا العام أيضاً؛ هو عودة الأفلام المصرية بعد ما يقرب من 12 عاماً لمهرجان فينيسيا للمشاركة، حيث كان آخر فيلم مصري شارك عام 2012 "شتاء السخط".
وهذا العام يشارك فيلم "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو"، ويدور حول رجل في الثلاثين من عمره يواجه مخاوف الماضي أثناء رحلة بحثه عن كلبه "رامبو".
بجانب فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" والذي سيعرض ضمن مبادرة تدعمها مؤسسة البحر الأحمر للعام الثالث على التوالي، عبر جائزة مالية قدرها 5000 يورو تُمنح للفيلم الفائز.
لماذا فينيسيا ؟
تعد مدينة البندقية أكبر مدينة بالإقليم من حيث عدد السكان والمساحة، يقدر عدد سكانها 271 ألف نسمة، وتتكون المدينة من جزأين منفصلين وهما الوسط (الذي يحتوى على بحيرة تحمل نفس الاسم) وميسترى والمنطقة اليابسة.
ظلت المدينة لأكثر من ألف عام عاصمة «جمهورية فينيسيا» وكانت تعرف باسم ملكة البحر الأدرياتيكي، نظراً لتراثها الحضاري والفني، ومنطقة البحيرات التي بها، وتعد المدينة من أجمل مدن العالم التي ترعاها منظمة اليونسكو.
الأمر الذي جعلها ثاني مدينة إيطالية بعد روما، من حيث ارتفاع نسبة التدفق السياحي من أنحاء مختلفة من الخارج، والمدينة عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها عن طريق جسور، وتعتبر من أكثر المدن جمالاً في إيطاليا.، لما تتمتع به من مبانٍ تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا، وقنوات مائية متعددة ما يجعلها فريدة من نوعها على مستوى العالم
الأهمية التربوية لمتابعة الطفل لمهرجانات سينما الأطفال
التنمية المعرفية وتحفيز الخيال:
نعم سيدتي الأم فالسينما تمتلك قدرة فريدة على تقديم السرد القصصي المعقد بطريقة مرئية جذابة، مما يحفز خيال الطفل، ويعزز النمو المعرفي لديه، ويشجع التفكير الإبداعي.
حل المشكلات وتنمية الذكاء العاطفي:
مشاهدة الأطفال لقصص أفلام متنوعة، يشجعهم على حل المشكلات الخاصة بهم، والتي تعترض حياتهم بعامة، بجانب تطوير الذكاء العاطفي من خلال التعاطف مع الشخصيات والمواقف.
التعلم البصري والسمعي:
المشاهدة المتنوعة للأفلام السينمائية تتيح للأطفال أنماط تعلم مختلفة؛ فهي تطرح عليهم تجارب متعددة الحواس تلبي احتياجات المتعلمين بصريًا وسمعيًا.
والمهرجانات بما تضم من أفلام متنوعة القصة وأسلوب العرض، تعد تجربة شاملة يمكن أن تكمل أساليب التعليم التقليدية للطفل، من خلال إشراكه في التعلم عبر الترفيه.
التنوع الثقافي:
المهرجان السينمائي بما يشمل من أفلام من ثقافات مختلفة، يمكنها أن توسع آفاق الأطفال، وتعزز لديهم حس المواطنة العالمية.
كما تتيح لهم الأفلام الكثيرة المختلفة اللغة، التعرف على لغات وتقاليد وقيم متنوعة، وهو أمر ضروري لتعزيز التسامح والتعاطف والاحترام للاختلافات الثقافية.
المهارات الاجتماعية:
حضور المهرجان مع الأقران يعزز التنشئة الاجتماعية، و يخلق بيئة يتفاعل فيها الأطفال ويتشاركون الأفكار ويناقشون ما شاهدوه، مما يعزز مهارات التواصل والتعلم الجماعي.
الارتباط العاطفي:
تتناول الأفلام غالبًا موضوعات عاطفية مثل الصداقة، العائلة، التحديات والنجاح، و مشاهدة الطفل لهذه الأفلام تساعد على فهم ومعالجة مشاعرهم.
وهذا يمكن أن يكون مهمًا بشكل خاص في إرشادهم خلال تجارب صعبة، من خلال عرض مواقف مشابهة بسير أحداث الفيلم، والذي يشرح كيفية التعامل معها.
التعاطف والذكاء العاطفي:
السينما يمكن أن تكون أداة قوية لتعليم التعاطف، من خلال رؤية العالم بعيون شخصيات مختلفة؛ فيتعلم الأطفال التعرف على مشاعرهم ومشاعر الآخرين، وهو أمر ضروري لتطورهم العاطفي.
التعليم من خلال الترفيه:
نعم يمكن لمهرجان سينمائي منظم جيدًا أن يكون منصة تعليمية تمزج التعلم بالترفيه بسلاسة، حيث تستطيع الأفلام أن تقدم للأطفال مفاهيم معقدة.
(مثل العلوم، التاريخ، التوعية البيئية) بطريقة مشوقة، مما يجعل التعلم ممتعًا وأقل رسمية مقارنة بالبيئات الصفية التقليدية.
تشجيع التفكير النقدي:
ندوات وجلسات النقاش أو الأسئلة والأجوبة بعد عرض الأفلام، يمكن أن تشجع الأطفال على التفاعل النقدي مع المحتوى.
يمكنهم تعلم طرح الأسئلة، وتحليل المواقف، والتفكير النقدي فيما شاهدوه، وهي مهارات مهمة للتعلم مدى الحياة.
إثراء المناهج الدراسية:
يمكن دمج مهرجان السينما ضمن المناهج التعليمية الأوسع؛ إذ يمكن للمعلمين استخدام الأفلام كنقطة انطلاق للمناقشات العميقة والواجبات الدراسية، مما يجعل التعلم أكثر ديناميكية وتفاعلية.
الدروس الأخلاقية:
طبيعة أفلام الأطفال ان تحمل العديد من الرسائل الأخلاقية، مثل أهمية الصدق واللطف والمثابرة، هذا المحتوى يتماشى مع الأهداف التربوية، حيث يدعم تطوير الشخصية والتعليم الأخلاقي.
مشاركة الوالدين:
تقدم المهرجانات فرصًا للآباء والمعلمين المشاركين في العملية التعليمية، من خلال حضور الأفلام مع أطفالهم ومناقشتها بعد ذلك، ما يساعد على تعزيز الدروس المستفادة وتعميق الروابط بين الوالدين والطفل.
فوائد معرفية وعاطفية واجتماعية وأخلاقية:
أفلام المهرجانات بكثرة عددها وما تحويه من قيم وتوجيهات سلوكية، تتماشى مع التنمية الشاملة للأطفال، وتوفر للطفل التفكير النقدي، وهو أمر ضروري لتنشئة أطفال مستقبليين متعاطفين وواعين ومثقفين.