اعتادت أمهاتنا على تقديم نصيحة كنا نعتقد أنها ثمينة، وذلك خلال شهور الحمل؛ وهي أنه على الأم أن تعتدل في نومتها، ثم تعاود التقلب على جانبها الآخر، وذلك في حال أرادت التقلب خلال النوم، ورغم ما يسببه هذا الإجراء المهم من وجهة نظرهن من تعب للأم الحامل، حيث يصيبها بالقلق وصعوبة مواصلة النوم، إلا أننا جميعاً مررنا بالتجربة؛ وذلك خوفاً -وعلى اعتقاد أمهاتنا- من التفاف الحبل السري حول الجنين، مما يؤدي إلى اختناقه.
راجت العديد من الشائعات والمعتقدات بخصوص مرحلة الحمل، بدءاً من أعراضه وارتباط الأعراض بنوع الجنين مثلاً، ومروراً بالخوف من التفاف الحبل السري، وانتهاءً بضرورة دفن بقايا سرة المولود في مكان مناسب يحدد وظيفته المستقبلية التي ترغب بها أمه. ولأن الخرافات تبقى كذلك، وهناك من يتبعها، فقد التقت "سيدتي وطفلك"، وفي حديث خاص بها، باستشارية النساء والولادة الدكتورة هبة أبو اليزيد، حيث أشارت إلى أنه ما بين الخرافة والحقيقة، هناك ما يجب عليكِ معرفته حول حقيقة التفاف الحبل السري حول الجنين والمخاطر التي يسببها له، حسب هذا المعتقد، وحقائق أخرى حول الحبل السري، في الآتي:
تعريف الحبل السري
- يعرف الحبل السري بأنه ذلك الحبل الذي يربط الجنين أثناء فترة وجوده في الرحم بالأم، ويمتد من فتحة تعرف لاحقاً بالسرة في بطن الجنين بالمشيمة في رحم الأم، ويتراوح طول هذا الحبل السري -الذي أطلق عليه هذا الاسم نسبة للسرة وليس للسرية ولذلك يجب أن ينطق مسماه صحيحاً- إلى ما يقارب الـ 50 سنتيمتراً؛ أي نصف المتر تقريباً، وبالتالي يمكن تخيل طول هذا الحبل الذي يمنح الجنين حرية الحركة.
- يتكون الحبل السري من الناحية التشريحية من وريد واحد؛ مهمته هي حمل الدم المشبع بالأكسجين وكذلك العناصر الغذائية المهمة من الأم إلى الجنين، بالإضافة إلى أنه يتكون من شريانيْن يعملان على إرجاع الدم الذي تم استخلاص الأكسجين منه، وكذلك الفضلات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، وذلك من الجنين إلى المشيمة.
- تحاط هذه الأوعية الدموية، والتي هي عبارة عن وريد وشريانين، بمادة لزجة تعمل عمل الطوق الحامي، وهذه المادة تعرف بـ"هلام وارتن"، وتكون هذه المادة مغطاة بما يعرف بـ"السلّى"، وهي طبقة من غشاء رقيق تستمر في وجودها طيلة فترة الحمل، وتعمل المشيمة على نقل الأجسام المضادة المتوافرة في دم الأم عبر الحبل السري من الأم إلى جنينها، مما يُكسب الجنين مناعة من العدوى ومصادرها، ولمدة عدة أشهر بعد الولادة.
هل الحبل السري يلتف حول الجنين مسبباً له الاختناق؟
- اطمئني ولا تدعي القلق يتسرب إليكِ، فالمعتقد السائد بين النساء الحوامل بأن الحبل السري قد يلتف حول الجنين ويسبب له الاختناق ليس صحيحاً على الإطلاق، فالصحيح أن الحبل السري يكون طويلاً بما يكفي، والحقيقة أنه يلتف حول أعضاء جنينك دون أن يشكّل أي خطر عليه.
- اعلمي بأن هناك ما يعرف بمتلازمة الحبل السري، وتحدث في الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، وكذلك في الأسبوع السادس والعشرين من الحمل، وتعني التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين بسبب حركة الجنين الزائدة، ومن الطبيعي أن نتساءل: متى تشعر الحامل بحركة الجنين؟ والأهم أن نعرف أن هناك حركة زائدة له، ولكنها لا تشكّل خطراً عليه؛ لأن الحبل السري محاط بمادة زلقة لا يمكن أن تؤدي إلى ما يعرف بالالتفاف بالمعنى المقصود، والخطر الذي قد يحدث أن تتعسر الولادة وتصاب الحامل بما يعرف بعسر الولادة، حيث يكون التفاف الحبل السري مسبباً لصعوبة في نزول الجنين من مجرى الولادة الطبيعي، وعند حدوث الولادة ينزلق الحبل السري بكل سهولة عن رقبة الجنين، ويعمل الطبيب على إزالته بسرعة وبطريقة مهنية، دون أن يسبب أي ضرر للجنين.
- توقعي أن يحدث خطر من التفاف الحبل السري حول الجنين، ويحدث أن يلتف بنسبة 360 درجة في حال كانت هناك زيادة في طول الحبل السري، وكذلك في حال زيادة السائل السلوي، وفي حال الحمل بأكثر من جنين، ويتم تشخيص هذه الحالة من خلال تصوير الجنين بجهاز الموجات فوق الصوتية.
فوائد خفية للحبل السري بعد الولادة
- اعلمي بأن الحبل السري وبعد الولادة يعد كنزاً لطفلك في المستقبل، حيث يحتوي الدم المتواجد في الحبل السري لمولودك على نسبة كبيرة مما يعرف بالخلايا الجذعية والتي تأتي فائدتها من القدرة على تكوين خلايا متخصصة مثل خلايا الكبد والعضلات والخلايا الجلدية والعصبية، ويمكن الحصول عليها من خلال تدخل طبي خاص أثناء الولادة.
- تأكدي في حال رغبتك بتخزين الخلايا الجذعية المستمدة من الحبل السري لجنينك أن المركز الطبي الذي سيقوم بذلك لديه أعلى درجات الأمان والسلامة من حيث التعقيم مثلاً، وحيث إن تخزين خلايا جذعية لطفلك هي فرصة تحدث مرة واحدة في الحياة، وتساعد على علاج بعض الاضطرابات التي تنشأ عند تكوين الدم؛ مثل سرطان الدم المعروف بـ"اللوكيميا"، أو الأنيميا، وكذلك بعض أمراض الجهاز المناعي التي تصيب الأطفال، ويتم علاجها بخلاياهم الجذعية.
قد يهمك أيضاً: أهمية تخزين خلايا الحبل السري للمولود الجديد
الطريقة الصحيحة لنوم الحامل في الثلث الأخير من الحمل
- اختاري طريقة النوم على جانبك، وحيث تتساءل النساء: هل طريقة نوم الحامل تؤثر على الجنين؟ والحقيقة فقد توصلت دراسة بريطانية مؤخراً إلى أن نوم المرأة الحامل على ظهرها بعد أسبوع حملها الثامن والعشرين؛ قد يزيد من معدل تعرضها للإجهاض، وقد أُجريت هذه الدراسة في جامعة "هدرسفيلد"، وتم تطبيقها على قرابة ألف امرأة، وظهر أن 851 سيدة حاملاً قد تعرضن لخطر الإجهاض؛ بسبب النوم على الظهر خلال أسبوعهن الثامن والعشرين من أسابيع الحمل، وما تلاه من أسابيع حمل تالية، ومقابل ذلك فهناك ما يقرب من الـ 225 سيدة حاملاً قد تم حملهن بسبب اعتمادهن على طريقة النوم الجانبية، وخلصت الدراسة إلى أن النوم على الظهر بعد الشهر السابع يرفع نسبة الإجهاض أو انتهاء الحمل إلى 2.6 ضعف، بالمقارنة مع النساء الحوامل اللواتي يعتمدن طريقة النوم على جانبهن الأيمن.
- اعتمدي طريقة النوم على الجانب الأيمن أو الأيسر في الشهر التاسع خصوصاً، وحين نختار لك طريقة النوم فهذا ليس بسبب الخوف من التفاف الحبل السري حول رقبة جنينك، فهذا المعتقد كما أشرنا يعد معتقداً خاطئاً تماماً، ولكن هناك دراسات قد توصلت إلى أن نوم المرأة الحامل على الظهر في شهرها الأخير من الحمل قد يشكّل خطراً على الجنين، وحيث تبين لباحثين من جامعة "مانشستر"، وبعد دراسات مضنية، أن صحة وسلامة الجنين تتعلق وترتبط بشكل وطريقة نوم الأم، وقد وجد هؤلاء الباحثون، وبعد إجراء دراسة على أكثر من ألف سيدة حامل، أن هناك ما يقارب الـ291 حالة مسجلة لولادة أجنة ميتة تنسب لحوامل كنّ يعتمدن طريقة النوم على الظهر في الشهر التاسع خصوصاً.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.