بالتزامن مع دخول فصل الخريف تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، ما يدل على انتهاء فصل الصيف فعلياً استعداداً للاعتدال الخريفي وبداية الخريف، ودخول فصل الخريف لا يعني أن درجات الحرارة ستنخفض بشكل مباشر، لكن التغير في الطقس سيحدث بشكل تدريجي خلال الأسابيع القادمة، حيث تنخفض درجات الحرارة شيئاً فشيئاً ويصبح التغير واضحاً خلال شهر نوفمبر المقبل.
التغيرات الموسمية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية سابقاً، إن من رحمة الله تعالى أن البرد لا يأتي فجأة بين ليلة وضحاها أو خلال أيام معدودة، بل يتدرج على مدار نحو ثلاثة أشهر.
وأشار، إلى أن التغيرات الموسمية لا تحدث دفعةً واحدةً، وأن هذا التدرج يتيح تحولاً لطيفاً من حرارة الصيف الشديدة إلى برد الشتاء القارس، وذلك من لطف الله بعباده.
لماذا يتحول الطقس تدريجياً؟
وأبان الدكتور المسند عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن لو كان البرد يأتي دفعة واحدة، ويتحول الطقس من درجات حرارة في الأربعينيات إلى أقل من 10 درجات خلال ساعات، لكان لذلك تأثير مدمر على الزراعة والحياة البرية، وأشار إلى آيات القرآن الكريم التي تصف الأرض ووظائفها كقوله تعالى: (أمّن جعل الأرض قراراً)، (الذي جعل لكم الأرض فراشاً) (ألم نجعل الأرض مهاداً)، (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً).
في سياق متصل: فلكية جدة تكشف عن موعد الاعتدال الخريفي وبداية الخريف فلكياً للعام 2024
سبب تغير درجات الحرارة بين الصيف والشتاء
وكشف خبير الطقس والمناخ الدكتور المسند، أن تغير درجات الحرارة بين الصيف والشتاء يحدث بسبب ميلان محور الأرض بمقدار 23.5 درجة، مما يؤدي إلى انحراف أشعة الشمس من كونها عمودية في الصيف إلى مائلة في الشتاء.
وأفاد، أن هذا الميلان يجعل ظل الأشياء أطول ويخفف من شدة الحرارة، حيث تنتشر أشعة الشمس على مساحة جغرافية أكبر، ما يقلل من تركيزها.
ولفت الانتباه إلى أنه لولا هذا الميلان، لكانت الأرض تعيش فصلاً واحداً فقط، وكان الناس سيعيشون في نطاقات جغرافية محددة، مشيراً، إلى أن الله سبحانه وتعالى قدّر هذا الميلان بدقة، مما يوازن درجات الحرارة، ويتيح للإنسان والحيوان والنباتات التكيف مع تغير الفصول، ولو كان الميلان أكبر أو أقل، لزادت شدة البرد في الشتاء وحرارة الصيف بشكل غير محتمل.
المسافة بين الأرض والشمس لا تؤثر على تعاقب الفصول
وأكد الدكتور المسند، أن قرب الأرض أو بعدها عن الشمس لا يؤثر بشكل كبير على تعاقب الفصول، وفي الواقع، تكون الأرض أقرب إلى الشمس خلال فصل الشتاء الشمالي، حيث تصل إلى أقرب نقطة في العشر الأوائل من يناير، بفارق 5 ملايين كيلومتر عن موقعها في يوليو، ورغم هذا القرب، إلا أن ميلان محور الأرض هو الذي يتحكم في تعاقب الفصول.
ولفت، إلى أن هذا الفرق البسيط في المسافة بين الأرض والشمس لا يؤثر بشكل كبير على درجات الحرارة، ولو كان له تأثير، لكان الصيف في يناير والشتاء في يوليو، لكن ميلان محور الأرض هو العامل الرئيسي الذي يحدد الفصول، مشيراً، إلى أن هذا التغير في درجات الحرارة مفيد للإنسان، والحيوانات، والنباتات، وحتى الجمادات.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة اكس