طرق تطوير الذكاء العاطفي في مرحلة الشباب

الذكاء العاطفي
تطوير الذكاء العاطفي

أن تكون قادراً على فهم عواطفك بشكل دقيق مسيطراً على انفعالاتك بطريقة فعالة، متحكماً في أهوائك قادراً على فهم مشاعرك بدقة يمكنك التعرف بشكل صحيح إلى مشاعر الآخرين هو ما يعرف بالذكاء العاطفي، وهو مهارة مهمة أساسية للتعاون الفعال والعلاقات الشخصية والتواصل الجيد. بالسياق التالي "سيدتي" التقت د. سارة جابر، خبير تنمية بشرية وتعديل سلوك والتي تعرفك طرقاً لتطوير مهارات الذكاء العاطفي في مرحلة الشباب.

الذكاء العاطفي لا يقل أهمية عن الذكاء التقليدي

فتاة تبدو ذات ذكاء عاطفي حيث الوعي الذاتي ينبع من قدرتها على فهم ذاتها


تقول د. سارة جابر لسيدتي: الذكاء العاطفي هو القدرة على التعرف إلى العواطف وتنظيمها وفهمها، سواء في نفسك أو في الآخرين، حيث يساعدك الذكاء العاطفي العالي على التواصل مع الآخرين، وبناء علاقات ناجحة ومتعاطفة، والتواصل بفعالية مع الآخرين حتى إنه قد يساعدك في حل النزاعات، والتعبير بفعالية عن مشاعرك، وعلى الرغم من أن العديد من العلماء والباحثين يختلفون حول التفاصيل الدقيقة للذكاء العاطفي، إلا أن معظمهم يتفقون على أنه مهارة يمكن تطويرها بالممارسة والتدريب.
تؤكد د. سارة أن الذكاء العاطفي لا يقل أهمية عن الذكاء التقليدي، وقد يكون أكثر أهمية في بعض الأحيان كما تخبرنا الدراسات، حيث الذكاء العاطفي المرتفع أكثر أهمية للعمل الجماعي من معدل الذكاء المرتفع والذي يرتبط بالعمل الفردي، فالذكاء العاطفي كما ذكرنا يدور حول فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، والذي يكرس لبناء علاقات أكثر عمقاً وتواصل أكثر قوة ونجاحاً.

سمات الذكاء العاطفي

فتاة لديها الذكاء العاطفي و المهارات الاجتماعية والتي تعني القدرة على التواصل والتعاون مع الآخرين


تقول د. سارة: هناك عدد من السمات التي يتميز بها أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع ومنها:

  • الوعي الذاتي، أي القدرة على فهم ذاتك فتتمكن من فهم نقاط قوتك وضعفك وقيمك وأهدافك وتأثيرها على الآخرين.
  • التنظيم الذاتي، أي القدرة على تنظيم عواطفك. فبدلاً من التصرف بشكل متهور، يستطيع الأشخاص أصحاب الذكاء العاطفي العالي الذين يتمتعون بقدر كبير من التنظيم الذاتي التوقف وفحص عواطفهم قبل الرد.
  • الدافع، فالأسباب التي تجعلك تريد النجاح تساعدك في التعرف إلى دوافعك على تكييف فهمك التعاطفي.
  • التعاطف، والذي يعني القدرة على التواصل مع ما يشعر به الآخرون، وهو غالباً ما يُعتبر حجر الزاوية في الذكاء العاطفي، كما أنه أساس مهم للحالات العاطفية الأخرى.
  • المهارات الاجتماعية، وهي تعني القدرة على التواصل والتعاون مع الآخرين.
  • الإدراك العاطفي، ويعني القدرة على التعرف إلى المشاعر التي يشعر بها الآخرون.
  • الفهم العاطفي، ويعني القدرة على فهم كيفية ارتباط العواطف ببعضها البعض، وكيف تؤثر هذه المشاعر على تصرفاتك وتصرفات الآخرين.

قد ترغبين أكثر في التعرف إلى: أهمية الذكاء العاطفي في الزواج

مهارات أساسية لتطوير الذكاء العاطفي

فتاة تبدو واثقة من نفسها ولديها الوعي الذاتي أي القدرة على فهم ذاتها

تطوير المعرفة الذاتية

الخطوة الأولى لتطوير ذكائك العاطفي هي أن تعرف نفسك. من خلال التعرف إلى عواطفك وفهمها وتأثير تلك المشاعر على البيئة التي تحيط بك، وهناك العديد من التقنيات التي تمكنك من تنمية معرفة الذات ومنها:

  • أن تحتفظ بسجل يومي.
  • أن تحدد القيم والمبادئ التي تحركك.
  • أن تحدد دوافعك وهدفك.

ممارسة اليقظة الذهنية

بمجرد أن تفهم مشاعرك، ستتمكن من تنظيمها بوعي. وهذا جزء مهم من ضبط النفس والذي يجعلك تستخدم وعيك الذاتي لإدراك وتسمية ردود الفعل العاطفية التي لديك.

تحسين تعاطفك

التعاطف هو القدرة على التواصل مع الآخرين. وهو حجر الزاوية في تنمية الذكاء العاطفي، كما ذكرنا، ولتنمية تعاطفك لا بد من:

  • فهم الآخرين.
  • التواصل مع مشاعر الآخرين.
  • تطوير الطريقة التي تفهم بها الآخرين.
  • اعتمد على الفضول والتعاطف لفهم سبب اتخاذ قراراتهم.
  • لا تحكم على أحد بشكل متعجل.
  • ضع نفسك مكان الشخص الآخر.
  • حاول التواصل لتعرف ماهية الموقف من وجهة نظرهم.

تدرّب على الاستماع النشط

الاستماع النشط هو ممارسة الاستماع لكي تتمكن من فهم وجهات النظر، ولذلك بدلاً من التفكير فيما ستقوله بعد ذلك، وجه انتباهك الكامل إلى ما يقوله الشخص الآخر، فالاستماع النشط يعمل على تنمية التعاطف والاتصال والثقة بينك وبين شخص آخر.

ممارسة التكيف والتحلي بالمرونة

التحلي بالمرونة في المواقف المختلفة، أمر ضروري للذكاء العاطفي. ولذلك فبمجرد أن تصبح مجيداً في التعرف إلى مشاعرك ومشاعر الآخرين، استخدم القدرة على التكيف للرد بشكل مناسب. وهذا ما يسمى التنظيم الذاتي والذي يمكنك من تحويل التركيز بشكل أكثر فعالية إلى المهام الأكثر أهمية.

تطوير مهاراتك الاجتماعية

فكّر في المهارات الناعمة باعتبارها القدرة على تطبيق ما تفهمه عن الذكاء العاطفي في مكان العمل. بمجرد أن تتمكن من فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، استخدم مستوى الوعي الاجتماعي لديك للتواصل والتعاون بشكل أكثر فعالية.

احترم مساحة الآخرين واحتياجاتهم

إن احترام مساحة الآخرين وما يحتاجون إليه في جميع الأوقات يعد أمراً حيوياً في تنمية الذكاء العاطفي وهو الذي يمكنك من فهم كثير من الأمور عن الآخرين خاصة عندما تتوقف وتتأمل وتحلل ما يسفر عنه ترك مسافة تحترم فيها من المساحة التي تفصلك عن الآخرين.
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرفين إلى إجابة السؤال: ماهو الذكاء العاطفي بالعمل؟