أكثر أنواع السرطان انتشاراً عالمياً هو سرطان الثدي، وهو يُصيب النساء في الغالب، بحسب بيانات سجلتها منظمة الصحة العالمية (WHO) ووكالة أبحاث السرطان الدولية (IARC). كما أنه قد يصيب النساء في أعمار مبكرة والرجال أيضاً.
صحيح أن معدلات إصابة النساء فوق عمر الأربعين بسرطان الثدي أكبر؛ مقارنةً بالنساء في عمر أقل، لكن الشابات عُرضة لهذا النوع من السرطان بمعدلات ربما تكون مثيرة للقلق، كما أن الآثار النفسية والجسدية تكون مضاعفة نظراً لعوامل تتعلق بالحمل والخصوبة ومستقبل الحياة المهنية.
أسباب الإصابة بسرطان الثدي في سن مبكر
هناك بعض المحفزات أو الأسباب التي تجعل الشابات عُرضة للإصابة بسرطان الثدي، صحيح أنه يمكن أن تُصاب إحداهن من دون سبب واضح، لكن يمكن أن توضع الأسباب الآتية في الاعتبار أيضاً:
الوراثة والتاريخ العائلي
أثبتت العديد من الدراسات أن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً في الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء. وأرجع العلم السبب إلى طفرات جينية تحدث في جينات BRCA1 وBRCA2 تحديداً. وهذا السبب قد يجعل النساء أقل من أربعين عاماً يُصبن بسرطان الثدي. ومن هنا ينصح الأطباء النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي مع سرطان الثدي، بضرورة إجراء اختبارات جينية للكشف عن الطفرات مبكراً.
التعرض للإشعاع
النساء اللواتي تعرّضن للعلاج الإشعاعي في منطقة الصدر خلال فترة المراهقة لعلاج أمراض مثل سرطان الغدد الليمفاوية، يواجهن خطراً أكبر للإصابة بسرطان الثدي لاحقاً.
الاضطرابات الهرمونية
الهرمونات قد تعزز فرص الإصابة بسرطان الثدي، ولذلك يحذّر الأطباء من الأدوية المسببة للاضطرابات الهرمونية، ولاسيّما إذا كان استخدامها لفترات ممتدة. يجب استشارة الطبيب قبل تناول أيّة أدوية هرمونية، ومنها حبوب منع الحمل؛ لأنها يجب أن تؤخذ بجرعات محددة ولفترات تخضع لضوابط.
بعض الممارسات اليومية
هناك عوامل أخرى تَزيد فرصة الإصابة بسرطان الثدي بين الشابات مثل: التدخين، تناوُل الأطعمة المصنّعة وتلك المرتبطة بالإصابة بالسرطان. كما يحذر الأطباء من الأنماط غير الصحية بشكل عام مثل: الوزن الزائد، وعدم ممارسة الرياضة، والتعرُّض المستمر للمواد الكيميائية السامة مثل: الديوكسينات، وبعض المبيدات الحشرية. جميعها أسباب قد تَزيد من خطر الإصابة بالمرض.
الإنجاب في سن متقدم
الإنجاب والإرضاع يقيان من فرص الإصابة بسرطان الثدي. لذلك، الإنجاب أو الحمل في سن متأخر، عوامل قد تَزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. هذا بسبب تأثير الهرمونات التي تتغير بشكل ملحوظ خلال فترة الحمل؛ مما قد يحمي أنسجة الثدي.
أعراض سرطان الثدي
لأن فرص إصابة النساء في سن مبكر بسرطان الثدي باتت شائعة، يجب الانتباه لأعراض سرطان الثدي لسرعة التدخل والعلاج. وتشمل الأعراض التالي:
- كتلة في الثدي.
- تغيّر في حجم أو شكل الثدي.
- إفرازات غير طبيعية من الحلمة.
- تغيّر في جلد الثدي.
في حال ظهور الأعراض السابق ذكرها، يجب الذهاب للطبيب على الفور، والذي قد يطلب التصوير الشعاعي للثدي، المعروف بالماموغرام. ولكن نظراً إلى أن أنسجة الثدي لدى الشابات أكثر كثافة، قد يكون من الضروري استخدام تقنيات أخرى للكشف الدقيق، يقترحها الطبيب.
اقرأي أيضاً كيفية التعامل مع الخوف والقلق والاكتئاب بعد تشخيص سرطان الثدي وفق علم النفس
خيارات علاج سرطان الثدي
لقد تقدّم الطب بشكل ملحوظ فيما يخص علاجات السرطان، لاسيّما علاج سرطان الثدي. وتعتمد الخطة العلاجية على مرحلة السرطان وحجم الورم. فيما يلي خيارات العلاج المتاحة:
جراحة الاستئصال
تشمل هذه الجراحة إما استئصال الورم، أو استئصال الثدي بالكامل في حالات تقدُّم المرض. لكن الاستئصال يجب أن يخضع قبل ذلك إلى كثير من الفحوص الطبية للتأكد من عدم توفُّر حل بديل.
العلاج الإشعاعي
يُستخدم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لتدمير أيّة خلايا سرطانية متبقية في منطقة الثدي. ويُعتبر هذا العلاج ضرورياً للحدّ من خطر عودة المرض؛ خاصةً إذا كان الورم كبيراً أو منتشراً.
العلاج الكيميائي
وهو من أكثر العلاجات الشائعة لعلاج سرطان الثدي؛ حتى وإن كانت المرحلة متقدمة. يعمل هذا العلاج على تدمير الخلايا السرطانية في المنطقة المصابة؛ لذلك يتم تحت إشراف طبي دقيق.
العلاج الهرموني
تمكنت هذه الطريقة والتي تعتمد على أدوية هرمونية، من علاج كثير من حالات سرطان الثدي؛ خاصة إذا كان الورم حساساً للهرمونات. ويصف الطبيب في هذه الحالة أدوية تُستخدم لتعطيل تأثير الهرمونات على خلايا الثدي السرطانية. لكنه لا يناسب جميع حالات سرطان الثدي، إنما فقط الإناث اللواتي يُعانين من سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات.
العلاج المناعي
في السنوات الأخيرة، تطوّرت علاجات جديدة تستهدف الخلايا السرطانية بشكل محدد من دون التأثير على الخلايا السليمة. توفّرت عقاقير تُستخدم لعلاج الأورام التي تحتوي على بروتين يسمى HER2. وفقاً لدراسة حديثة، يُعتبر هذا النوع من العلاج أحد العلاجات الواعدة لسرطان الثدي لدى الشابات.
المضاعفات النفسية لسرطان الثدي على الشابات
ربما يكون الأمر أكثر تعقيداً في حالة إصابة شابة بسرطان الثدي؛ لأن هذا المرض يرتبط بآثار نفسية واجتماعية عدة؛ لذلك يجب أن يتضمن العلاج الشامل دعماً نفسياً للتعامل مع القلق والاكتئاب.
قد تحتاج الشابات فهم جميع تبعات المرض والعلاج، مثل: تأثيره على الخصوبة والحمل؛ نظراً إلى أن بعض العلاجات مثل العلاج الكيميائي، قد تؤثر على القدرة على الإنجاب.
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب مختص.
* المصادر:
- British Medical Journal
- American Cancer Society
- National Cancer Institute