في أكتوبر الوردي؛ أي خلال شهر أكتوبر من كل عام، وبدءاً من العام 2006، بدأ العالم يحفز جهوده من أجل التوعية من مرض سرطان الثدي خصوصاً، الذي لا يُعد مرضاً حديثاً على الإطلاق؛ فقد وُجد على ورق البردي ضمن الآثار الفرعونية رسومات تعبر عن طرق لاستئصال أورام خبيثة من الثدي عن طريق ما يُعرف بـ"حفر النار"، وإن كانت تلك الحفر لا تعني النجاة من المرض الفتاك، ولكنها تدل على أن هذا المرض قد اكتُشف وعرف العالم خطورته منذ عام 1500 قبل الميلاد في مصر القديمة.
على الرغم من أن الثابت علمياً أن مرض سرطان الثدي في بداية ظهوره لا يسبب ألماً؛ فإن الألم يكشف عن نفسه بكل ضراوة، ويجب وقتها على المرأة أن تتعرف إليه ما لم تكن قد انتظمت على الفحص الدوري سواء الشخصي أو لدى المراكز المتخصصة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" في حديث خاص بها؛ استشارية أمراض النساء والتوليد الدكتورة هيفاء عبد الرحمن، حيث أشارت إلى كيف تفرقين بين ألم الثدي الهرموني وألم الإصابة بسرطان الثدي خاصة أن الألم الهرموني يحدث في مراحل مختلفة من حياة المرأة مثل مرحلة البلوغ وقبل الدورة الشهرية، وكذلك في ما بعد سن الأمان في الآتي.
معلومات تهمك عن سرطان الثدي
- اعلمي أن مرض سرطان الثدي وجميع أنواع السرطان ليست أمراضاً معدية، ولكن ليس معنى ذلك أن يخوض الإنسان معركته وحيداً مع هذا المرض الذي أصبح معدل الشفاء منه مرتفعاً مع ازدياد التوعية الصحية واكتشاف أسباب جديدة للإصابة به.
- تعرفي إلى حقيقة سرطان الثدي، وأنه عبارة عن نمو غير معتاد أو غير طبيعي للخلايا الموجودة في منطقة الثديين، حيث تتغير طبيعة هذا النمو عن المعتاد، وتختلف طبيعتها، وتبدأ في تشكيل أورام يمكنها أن تنتشر في أنحاء وأجهزة ومناطق الجسم، وحين تبدأ في التمدد في أنحاء خلايا الجسم فهي تهدد حياة الإنسان وتشكل خطراً جسيماً عليه؛ لأن هذا التمدد يصل إلى غالبية وأهم ما في الجسم من أجهزة حيوية، وهذه الخلايا تبدأ في قنوات الحليب، وهي القتوات التي وُجدت طبيعياً لتشكيل وتكوُّن حليب الإرضاع، وتُعرف أيضاً علمياً بالفصيصات التي تقوم بمهمة إدرار الحليب في الثديين.
مراحل ألم الثدي الهرموني غير المقلق عند المرأة
ألم البلوغ
- تذكري الألم الذي أُصبت به وأنت تخطين خطواتك الأولى نحو البلوغ، وهو الألم نفسه الذي سوف تشعر به طفلتك حين تبدأ دخول مرحلة البلوغ والتجهز لاستقبال دورتها الشهرية الأولى، علماً أنها سوف تُصاب بألم في الثدي مرة كل شهر بعد أن تصبح لديها دورة شهرية منتظمة لمدة عامين كاملين.
- توقعي أن تشعر ابنتك بألم البلوغ في الثدي بسبب وجود كتل صغيرة مع بدء مرحلة بزوغ ونمو الثديين في صدرها، ويُعد الثديان من أهم معالم أنوثة البنت، وهذه الكتل تبدأ في التلاشي تلقائياً مع تطور نمو الثدي وبزوغه، وتشعر البنت ببعض الألم مع بزوغ الثدي وتكوُّن هذه التكتلات، وفي بعض الحالات قد تبقى هذه الكتل خاصة لدى البنت التي تتميز بالنحافة أو أن لدى عائلتها حالة وراثية معروفة، وهي صغر حجم الثدي وبقاء هذه الكتل يُطلق عليه ما يُعرف بالورم الليفي الغدي، وهو عبارة عن أورام حميدة غير مقلقة على الإطلاق.
ألم ما قبل الدورة الشهرية
توقعي أن تُصابي أنت وابنتك التي وصلت سن البلوغ بألم في الثدي قبل موعد الدورة الشهرية؛ حيث إن الشعور بألم في الثدي يكون عادياً ومتوقعاً، وهو يشبه الشعور بالامتلاء أو ما يُعرف عند العامة بالتحزيق أو الحزق، ويحدث غالباً ما بين أسبوع أو عشرة أيام قبل موعد الدورة الشهرية المتوقعة، ويكون نتيجة لاحتباس السوائل في الجسم بشكل عام وحيث تشعرين بأن لديك زيادة في الوزن وانتفاخاً في الوجه واليدين والقدمينن، ويحدث هذا الانتفاخ في الثديين أيضاً نتيجة لاحتباس السوائل، ولكنه يزول ويزول معه الألم المزعج مع نزول الدورة الشهرية.
ألم الثدي المرتبط بالحمل والإرضاع
- توقعي أن تُصابي بألم في الثدي خلال الحمل، ويحدث ذلك بوصفه علامة مهمة من علامات الحمل وتأكيده، وقد استدلت بها النساء قديماً على حدوث الحمل قبل اكتشاف أجهزة فحص الحمل المخبرية والشرائط المنزلية، ويحدث ما يُعرف بالحزق أو الشعور بثقل في الثدي مع الشعور بسخونة في الثدي، وربما تصبح الحلمة متهيجة، وتُصابين بألم عند لمس الثدي وكأنك لمست منطقة ساخنة، وهذا يحدث نتيجة لتغيرات هرمونية تبدأ بالتناقص.
- توقعي أيضاً أن يحدث لديك ألم في الثدي خلال تكوُّن الحليب، سواء مع فترة الحمل أو عند الولادة، نتيجة لبدء قنوات الحليب في عملية تكوين الحليب، وعملية إدرار الحليب ذاتها تكون مؤلمة، كما أن امتلاء الصدر بالحليب في أيام الولادة الأولى يسبب الألم في الثدي للأم، ويمكن تخفيفه بالكمادات الباردة، ولكنه يتلاشى مع مرور الأيام وتقدم عمر الرضيع؛ حيث يزيد معدل استهلاكه للحليب، ويصبح الصدر طرياً وليس قاسياً ومؤلماً.
ألم ما بعد سن الأمان
- لاحظي أن هناك ألماً في الثدي قد يصيبك ويُعرف بألم الثدي غير الدوري، وهو في فترة ما بعد انقطاع الطمث، ويُطلق على هذا الألم بأنه الألم غير الدوري؛ لأنه لا يرتبط بدورة الطمث أو الحيض، ويتم وصفه من قبل النساء اللواتي تجاوزن سن الخصوبة بأنه شعور الواحدة منهن بوجود شد أو حرقان أو ما يشبه الطعن والوخز، وهو في المجمل عبارة عن وجع وألم في الثدي.
- توقعي أن يكون ألم الثدي في سن الأمان إما مستمراً أو متقطعاً، وهو يصيب أحد الثديين في العادة في منطقة محددة مثل المنطقة السفلية الملاصقة للقفص الصدري أو المنطقة المحيطة بالحلمة، ولكنه في كل الأحوال يكون غير مقلق ما لم يترافق مع نزول إفرازات أو تغير في سماكة وطبيعة جلد الثدي.
قد يهمك أيضاً: طريقة تخفيف ألم الثدي عند الرضاعة
كيف يكون ألم الثدي المنذر بالسرطان؟
- تفحصي صدرك ذاتياً مرة كل شهر، وفي التوقيت الذي تحدده لك طبيبتك، حيث إنك تستطيعين إجراء هذا الفحص في الحمام وأمام المرآة، وتذكري أن ألم الثدي لن تشعري به في حال الإصابة بمرض سرطان الثدي إلا بعد الإصابة وليس قبلها، ولذلك فالألم يعني تقدم المرض وليس بدايته، ومن هنا تأتي أهمية الفحص الذاتي والمبكر للمرض الذي يتم توفير عدة طرق له تتم التوعية لها من خلال فعاليات أكتوبر الوردي، وحيث تتضافر وتزداد الجهود الدولية للتوعية بمخاطر سرطان الثدي مع تراجع الإصابات العالمية به.
- اعلمي أن ألم الثدي بسبب الإصابة بسرطان الثدي يكون مستمراً وليس متقطعاً مثلما يحدث مع أي نوع من الآلام الهرمونية، كما أن ألم الثدي بسبب الإصابة بالسرطان يكون محدداً؛ بمعنى أنه يحدث في منطقة معينة من الثدي، وبسبب ما يحدثه الورم السرطاني من تغيرات في تكوين خلايا الثدي، فهناك تغيُّر سوف يحدث في ملمس الجلد وسماكته وشكله، وبالتالي يكون لمس الثدي حساساً ومؤلماً بالنسبة للمرأة.
- توقعي أن تحتاجي في حال الإصابة بسرطان الثدي لتناول المسكنات التي تُوصف لتخفيف الألم لأن ألم الثدي يتراوح في شدته، كما أنه يكون حاداً ومستمراً في بعض الأوقات، إضافة إلى أن العلاجات التي تُقدَّم لمريضة سرطان الثدي بحد ذاتها تتسبب في حدوث الألم؛ ما يؤثر في حياتها وقدرتها على ممارسة أنشطتها اليومية.
* ملاحظة من "سيدتي نت": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.