بين الخرافة والحقيقة: هل حزن وبكاء الأم المرضعة يغير طعم الحليب؟

بين الخرافة والحقيقة: هل حزن وبكاء الأم المرضعة يغير طعم الحليب؟
بين الخرافة والحقيقة: هل حزن وبكاء الأم المرضعة يغير طعم الحليب؟

تعتقد الأم ألمرضعة وحين تكون في مرحلة الحمل قبل مرحلة الرضاعة أن حالتها النفسية لا تترك أثراً على الطفل سواء كان جنينا في رحمها أو رضيعاً بين ذراعيها ولذلك فهي تترك نفسها لما يمر بها من ظروف ومؤثرات خارجية نمر بها جميعاً، كما أن بعض النساء يشعرن بالخوف والقلق على الجنين ثم الرضيع وعلى عدم قدرتهن على تحمل مسؤولية الأمومة مما يجعل الأم تمر بحالة نفسية مليئة بالتوتر، وقد تشعر بالحزن وتبكي باستمرار ويعد البكاء غير المبرر من علامات الحمل الأولية التي تكون أيضاً بسبب التغيرات الهرمونية التي تصاحب الحمل.
يجب على الأم أن تعرف جيداً أن رضيعها إضافة لحاجته إلى الحليب لكي يتغذى ويكبر وينمو فهو بحاجة لأم بنفسية جيدة وهادئة وبعيدة عن التوتر الذي ينعكس عليه وعلى صحته، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية النساء والولادة الدكتورة هبة أبو اليزيد، حيث أشارت إلى أنه ما بين الخرافة والحقيقة يجب أن نجيب على سؤال هام يراود الأمهات وهو هل حزن وبكاء الأم المرضعة يغير طعم الحليب، كما تروج بعض الأمهات والجدات وعوامل تؤثر على إدراره في الآتي:

أثر الحالة النفسية للمرضعة على نجاح الرضاعة الطبيعية

حزن الام المرضعة
                                                    الطفل الرضيع يتأثر بحالة الأم النفسية
  • لاحظي أن طفلك الرضيع وكذلك جنينك يتأثران بشكل كبير بحالتك النفسية فالطفل يشعر ويتأثر بما يحدث مع أمه سواء ما يصيبها من أمراض أو حالتها النفسية، وفي حال تعرض الأم للقلق والتوتر وكذلك شعورها بالحزن ولجوئها إلى البكاء للتعبير عن حزنها لسبب ما، وخاصة لو كان لديها أطفال آخرون، وتشعر بثقل المسؤولية عليها أو للتعبير عن حالتها النفسية السيئة، فكل هذه الأعراض تؤدي إلى زيادة نسبة هرمون الكورتيزول في جسم الأم والذي يتسرب بالطبع إلى حليبها وينزل من الحليب إلى الطفل الرضيع الضعيف، والذي لا حول له ولا قوة، بحيث يتعرض لتغيرات وأعراض سيئة وضارة على صحته بسبب هرمون الكورتيزول الذي تسرب إليه من أمه، وهو المعروف بهرمون التوتر.

  • توقعي أن تظهر علامات ارتفاع هرمون الكورتيزول على رضيعك فالمعروف أن هرمون التوتر يؤدي إلى عصبية الإنسان في حال زيادته، وعند تسربه إلى الرضيع الصغير فسوف يصبح عصبياً وكثير البكاء، ويعاني أيضاً من تقطع النوم سواء في الليل أو النهار وتصبح ساعات نومه قليلة، مما يؤثر على نموه وصعوبة اكتسابه للوزن، كما أن ارتفاع هرمون الكورتيزول في حليب الأم وتسربه إلى الرضيع يؤدي لشعور الرضيع الدائم بالخوف فيلتفت حوله باستمرار، كما أنه يريد أن يشعر بالأمان وأن شخصاً دائماً حوله ويحمله، وفي حالات أخرى يرفض الرضيع الرضاعة من الأم وفي حال تعرض الأم لصدمة نفسية قاسية قد يؤدي ذلك إلى توقف إدرار الحليب من صدر الأم تمامًا، ولذلك تلعب الحالة النفسية للأم دوراً كبيراً في رضاعة الطفل وإقباله عليها، كما أن ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول في حليب الأم وأثر الحزن على حليب المرضعة يؤدي فعلاً إلى تغير في طعم الحليب مما يجعل الرضيع يكره الرضاعة تماماً.

عوامل تؤدي لعدم شبع الرضيع من حليب الأم

رضيع يبكي

 

  • لاحظي أن طفلك الرضيع قد لا يشبع من حليبك، ويكون حليبك بالنسبة له غير كافٍ في حال كان معدل نموه سريعاً، ويصبح حليبك غير كافٍ له وبالتالي فهو لا يشعر بالشبع، وهذا يحدث مع نسبة قليلة من الرضع وتحتاج الأم لاستخدام وسائل تغذية أخرى، وفي حال تجاوز الرضيع عمر أربعة أشهر يجب عليها أن تدخل له الطعام الخارجي المشبع المضاف له البروتين الصحي لكي يشعر بالشبع ويتوقف عن البكاء.
  • توقعي أنك في حال كنت لا تحصلين على تغذية جيدة وسليمة وصحية ومتوازنة فطفلك الرضيع لن يشعر بالشبع فيجب أن يكون غذاء الأم متوازناً وصحياً وفي حال تناول الأم للوجبات السريعة والمشروبات العديمة القيمة الغذائية مثل القهوة والنيسكافيه والمشروبات الغازية فسوف تؤدي لضعف جسمها ونقص الفيتامينات والمعادن وإصابة الأم بالأنيميا وينعكس ذلك بشكل مباشر على الرضيع الذي يبدو هزيلاً وضعيفاً ويبكي باستمرار بسبب قلة حليب الأم.
  • توقعي أنك في حال كنت مجهدة ومتعبة وتبذلين جهداً يومياً خلال النهار فأنت سوف تفقدين الكثير من الطاقة، وفي حال عدم عنايتك بالراحة والنوم خلال النهار فحين يأتي الليل سوف تكونين قد وصلت لمرحلة متأخرة من التعب والارهاق، مما يؤدي لنقص الحليب وعدم وجود القدرة والطاقة لديك للجلوس وإرضاع الطفل فيظل الرضيع جائعاً طيلة الليل.
  • لاحظي أن وجود مشاكل في الحلمة لديك، مثل الحلمة الغائرة أو المقلوبة وكذلك الحلمة المشققة بسبب عدم ترطيبها وتعرضها للالتهابات، وقد تنزف دماً في بعض الحالات مما يؤدي إلى أن الرضيع سوف يبكي بسبب عدم قدرته على الإمساك بحلمة الثدي والرضاعة حتى الشبع، وسوف يظل جائعاً ولا يحقق نمواً طبيعياً وتبدأ أعراض عدم الشبع تظهر عليه، مثل نقصان الوزن وتغير لون البراز إلى اللون الأخضر بسبب إفرازات المرارة لعدم توفر الغداء، وكما أن عدم استخدامك لطريقة إرضاع مناسبة وهيئة جلوس أو نوم مناسبة لإرضاع الطفل تجعله لا يشعر بالراحة أثناء الرضاعة وتبدو عليه أعراض الجوع من البكاء والتهيج والعصبية.

قد يهمك أيضاً: هل تؤثر الحالة النفسية للمرضعة على إدرار الحليب؟

نصائح عامة لنجاح الرضاعة الطبيعية

التغذية الصحية المتوازنة
  • اهتمي بمنطقة الثدي خلال مرحلة الحمل، وذلك بتدليك الحلمة وجذبها إلى الخارج مرتين يومياً، وبواسطة القليل من زيت الزيتون لترطيب المنطقة المحيطة بها؛ لكي تتخلصي من مشاكل الحلمة التي تواجه الأمهات المرضعات وتؤدي لعزوفهن عن الرضاعة سواء بسبب الألم الذي تشعر به الأم المرضعة بسبب تشقق الحلمة مثلاً او بسبب عدم قدرة الرضيع على الإمساك جيداً بالحلمة والتقام الثدي لكي يرضع ويشعر بالشبع.
  • احرصي على الجلوس في مكان هادئ ومريح أثناء إرضاع طفلك واعلمي أن الرضيع يكون أنانياً ويحب الانفراد بالأم، وكذلك يحب أن يكون له نوع من الخصوصية في علاقته بأمه، ولذلك فهو يقبل على الرضاعة حين يكون مع أمه في مكان مغلق مثلاً، ويرفض الرضاعة أمام الغرباء.
  • قومي بالغناء والحديث مع طفلك الرضيع أثناء الرضاعة ولا تعتبري أن الرضاعة هي عملية آلية أو واجب تقومين به بل هي علاقة نفسية ومتبادلة بينك وبين طفلك، حيث تشعرين بالراحة والاسترخاء والاستقرار النفسي، وتتوطد العلاقة مع رضيعك وبالنسبة له فهو حين يشعر أنك تتفرغين له سوف يصبح هادئاً وينام كثيراً وينمو بشكل طبيعي دون أمراض وتتعزز مناعته.
  • اهتمي بالتغذية الصحية وأضيفي الفواكه والخضروات إلى وجباتك وأكثري من السوائل والعصائر الطبيعية، وقللي من تناول البصل والثوم والأطعمة التي قد تغير طعم الحليب مثل الكرات والكرفس وكذلك الأطعمة التي قد تصيبك بالانتفاخ والغازات وتنتقل إلى رضيعك مثل القرنبيط والكرنب، وأكثري من شرب منقوع اليانسون والشومر لزيادة حليبك وتهدئة نفسيتك وارتخاء أعصابك مما ينعكس على رضيعك.


*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.