تضج مواقع التواصل الاجتماعي بوصفات إنقاص الوزن، لكن تبقى التجارب الحقيقية هي الملهم الحقيقي للكثيرين ممن يبحثون عن أمل الحصول على قوام مثالي، ليس بهدف تجميلي فحسب، بل أيضاً رغبة في تحسين الصحة العامة والحفاظ على مظهر شاب.
تختلف الطرق التي تعتمدها كل امرأة لتحقيق هذا الهدف حسب احتياجاتها وظروفها الصحية وسنها؛ ما يجعل رحلة فقدان الوزن تجربة شخصية وفريدة.
ولأن القصص الحقيقية تساعد في تحفيز النساء على خوض التجربة، التقت "سيِّدتي" ثلاث نساء نجحن في الوصول إلى الوزن المثالي، ولكل واحدة قصة وتجربة ملهمة تختلف عن الأخرى.
التجربة الأولى: رجيم الكربوهيدرات المنخفضة "Low Carb Diet"
تروي أمل، 35 عاماً، أنها كانت تعاني من زيادة الوزن لفترة طويلة؛ ما أثر في صحتها العامة وثقتها بنفسها. بعد محاولات فاشلة مع العديد من الحميات الغذائية، قررت تجربة رجيم الكربوهيدرات المنخفضة. قامت بتقليل استهلاك الكربوهيدرات تدريجياً، وتحديداً الأطعمة المجهزة من الدقيق، مثل الخبز والمعكرونة وجميع المخبوزات والحلويات المصنَّعة، وركزت على تناول البروتينات مثل الدجاج والأسماك، بالإضافة إلى الخضروات الغنية بالألياف والدهون الصحية مثل الأفوكادو والمكسرات، وتقول: "كنت أتناول بدائل الخبز المصنوع من الشعير، كما كنت أتناول 3 ملاعق من الأرز مرة إلى مرتين أسبوعياً".
وتردف أمل: "خلال الأشهر الستة الأولى، فقدت نحو 15 كيلوغراماً، وشعرت بتحسن كبير في مستويات طاقتي وصحتي العامة".
تشير دراسة نُشرت في مجلة The New England Journal of Medicine إلى أن الحميات منخفضة الكربوهيدرات ليست فعَّالة فقط لفقدان الوزن، بل تساعد أيضاً في تحسين مستويات الكوليسترول والسكر في الدم.
التحديات والحلول
توضح أمل أن أصعب ما واجهته هو التخلي عن الحلويات والمخبوزات، لكنها وجدت بدائل صحية مثل الحلويات منخفضة الكربوهيدرات والمخبوزات المصنوعة من دقيق اللوز؛ ما ساعدها على الالتزام بالنظام الغذائي.
اقرئي أيضاً: تجربتي مع البكتيريا النافعة ساهمت في تحسين الهضم وزادت نشاطي
التجربة الثانية: الصيام المتقطع "Intermittent Fasting"
بالنسبة لليلى، 29 عاماً، كان جدول عملها المزدحم يجعل من الصعب عليها الالتزام بحميات غذائية تقليدية. قررت تجربة الصيام المتقطع بنظام 16/8، حيث تتوقف عن تناول الطعام لمدة 16 ساعة يومياً وتتناول وجباتها خلال فترة 8 ساعات.
خلال الأشهر الأربعة الأولى، فقدت ليلى نحو 10 كيلوغرامات، وشعرت بتحسن في قدرتها على التركيز ومستوى طاقتها. تقول ليلى: "ما أعجبني في هذا النظام هو أنه مرن ولا يفرض عليَّ قيوداً صارمة على أنواع الطعام التي أتناولها".
تدعم دراسة أجرتها Harvard Medical School فاعلية الصيام المتقطع في تحسين صحة الجسم العامة، حيث إنه يساعد على تقليل الالتهابات وتعزيز حساسية الإنسولين؛ ما يُسهم في تحسين وظائف الجسم.
النصائح والتوصيات
حسب تجربة ليلى، فقد نصحت بالتالي:
- الحرص على تناول وجبات متوازنة خلال فترة الطعام، تشمل البروتين والخضروات والألياف.
- تجنُّب تناول الأطعمة السريعة والمصنعة خلال الساعات المسموح بها بالطعام لضمان أفضل النتائج.
التجربة الثالثة: رجيم السعرات الحرارية
التقت "سيِّدتي" السيدة منى، 40 عاماً، التي قالت: "بعد سنوات من المحاولات المتكررة لإنقاص الوزن، لجأت إلى رجيم السعرات الحرارية". بدأت منى باستخدام تطبيق مخصص لتسجيل كل ما تتناوله من أطعمة يومياً، ووضعت لنفسها هدفاً يومياً لا يتجاوز 1500 سعرة حرارية.
خلال ثمانية أشهر، تمكنت منى من فقدان 20 كيلوغراماً، واستعادت رشاقتها وصحتها. تقول منى: "تعلمت خلال هذه الرحلة كيفية اختيار الأطعمة الصحية والمغذية، وتجنُّب السعرات الحرارية الفارغة".
تُظهر دراسات أن مراقبة السعرات الحرارية تُعد واحدة من أكثر الطرق فاعلية لإنقاص الوزن، حيث تعزز من وعي الشخص بمقدار ما يستهلكه من طاقة يومياً.
التحديات والحلول
تقليص السعرات الحرارية يسبب شعوراً بالجوع لا يتوقف، لكن يمكن التغلب على ذلك من خلال إعداد وجبات صحية وشهية في المنزل؛ ما يساعد على الالتزام بالحمية.
نتائج مشتركة بين التجارب الثلاث
على الرغم من اختلاف الإستراتيجيات؛ فإن التجارب الثلاث أظهرت نتائج إيجابية على الصحة العامة، مثل:
تحسين الصحة النفسية
جميع النساء اللواتي التقينا بهن أكدن أن فقدان الوزن ساعدهن على تعزيز ثقتهن بأنفسهن والحدِّ من مشاعر التوتر.
زيادة النشاط
استعادة الطاقة والنشاط كانت سمة مشتركة بين النساء الثلاث، وذلك لأن الوزن الطبيعي يساهم في تعزيز النشاط.
تغيير نمط الحياة
البعض يظن أن الرجيم يرتبط بوقت معين، ثم يعود الشخص لحياته المعتادة؛ لكن الحقيقة هو أن الرجيم أسلوب حياة يجب من خلاله أن يتعرف الشخص إلى الأطعمة الصحية وتجنب الخيارات الضارة.
نصائح لإنجاح أي نظام غذائي
- شرب الكثير من الماء: يساعد على تحسين عملية الأيض والشعور بالشبع.
- ممارسة الرياضة: مثل المشي أو تمارين المقاومة لتحفيز حرق الدهون.
- الحصول على الدعم: مشاركة الأهداف مع الأصدقاء أو العائلة يعزز الالتزام.
إن قصص النجاح الثلاثة تثبت أن فقدان الوزن ليس مستحيلاً، بل يمكن تحقيقه بالالتزام والصبر. سواء كنتِ تفضلين تقليل الكربوهيدرات، الصيام المتقطع، أو حساب السعرات الحرارية أو غيره من أنواع الرجيم الأخرى، المهم هو اختيار الطريقة التي تناسبك والاستمرار بها بعد التأكد من الطبيب أو اختصاصي التغذية بأنها تناسب حالتك.
* ملاحظة من "سيِّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.